part 9

10.3K 710 3.4K
                                    

ها قد دَقت الساعه الأولى مِن اليوم الأخير لِتواجده بَينهم، يتمدد بِجانب أكبر الذي غَرِق بعالم احلام هانىء لا يَعلم شيء عما ينتظره صباحاً، اما هو فَقد عَسر عليه الخلود لِلنوم، تفتح عيناه تلقائياً كلما قرر الغَفوه، يرفع رأسه بين لحظه وأخرى يتفقد فيها الصغير زافراً انفاسه بِتثاقلٍ شديد

بِنهاية الحال، هو نهض مِن الفراش، يُغادر غُرفة الطفل بخطواتٍ متأنيه دون اصدار اي فوضى، ينزل للطابق الأسفل ولما قطع اخر السُلم، طل بِرأسه نحو حُجرة الشاب يَرمقها مِن بعيد ليَكتشف بأن الباب مَفتوح قليلاً يَنبعث ضوء مِن خلفه يؤكد عدم نومه حتى هذه الساعه

هَدلت أكتافه يُقرر الذَهاب له ومخاطبته لأول مره منذ ان وقع الخِلاف بينهما، يتقدم متكأ على اطار الباب وافقاً بِمواجهةً معه يُكلمه على بعد عدة امتار "باچر انا طالع، شو ما گابلت الولد ولا حاچيته؟"

بينما كان منهمك بالتدقيق بين صور ملف القضيه التي بين يديه هو رد بنبرة مُختنقه "مو صعبه، غافله وهو نايم وتوكل"

"اهاا؟ مو غريب هالأقتراح على عقل زعطوط مثلك" بشيء من التهكم تحدث يفك عقدة ذراعيه عن صدره، يهم بالتقدم نحوه حتى وقف مباشرة عند موضع جلوسه

"مصيره يتقبل" اكتفى بتمتة هاتين الكلمتين يعاود تركيز انظاره على منظر الجثه امامه، يدقق ببعض تفاصيلها لا يأبه بتواجد الأكبر بجانبه

ولما ذاق الآخر ذرعاً من تبلده وانعدام مُبالاته، هو سَحب الصوره من يده ونتر به "عوف هاللعبان النفس المگابله صارلك تلث ايام! ورد علي"

نفث انفاسه بضيق ثم رفع راسه، يواجهه بأعين محمرة المحاجر، متورمة الأجفان، تبرز العروق فيها وسط بياضها ليَرد بصوت منهك يتغلب عليه تعب صاحبه "بشنو تريدني أحاچي؟ شنو تريديني اگله؟ أكابل ابني وأكسر گلبه؟ أگابله وأگله عمك راح يروح ويعوفنه؟"

"اي، فهمه گله وجوده مو مناسب النه، شخص خرب حياتنا وگلبها على مزاجه" بكل بساطه ردف يستسهل الأمر بالمُطلق لا تعنيه عواقب الأمور

صنت تُراب يَرص شِفاهه بِبعضها، يَرمقه بأعين دامِعه يَعجز عن رده او مُجادله يُدرك عظيم خطئه لا يُنكره ابداً، وبعد مرور عدة دقائق على صَمتهم هو اقترح بقلة حيلة "راح ابقى لشچم يوم، هاي اخر فرصه الك، ومو لسواد عيونك، كله لخاطر الولد حتى لا ينصدم ويتأذى"

ما ان انهى كلمته حتى التفت راغباً بالمُغادره، لكن سُرعان ما قبض الشاب على مِعصم يَده جاذباً جسده نحوه مسقطاً ثقله عليه اينما كان يُثني ساقيه وسط الفِراش، يَهم بِمعانقته ودفن وجهه بِعنقه يسترسل توسلاته مِن بين دموعه المُنهدره "ماتعرف شنو جاي اواجه من كارثه بيني وبين نفسي، ماتعرف شنو نوع الصراع والألم الي جاي اعيشه لوحدي"

الخَطِيئة- الذَنْب الأخيرWhere stories live. Discover now