Chabter 1

253 17 20
                                    



•| المُستَيقظ |•

Raven/ريفن

أجل ، أنا اعلم أن هُنالك كثَير من الناس يُعيشون بطبيعية في حياتهم مع اختِلافات في كل ثَانية في ايَامهم ولو صَغيرة، ثم يَأتي يَوم جديد و مُختلف ليَنضم إلى قائمتهم ويَصنع لهَم ذكريات جَديدة يُخلدونها سواءً جيدة أو سيئة

لكن الوضَع عندي عبارة عن قصة اخرى ، لأني كنتُ أعيش في ظُلمة لا تَحمل مَعها غير الذكريات العَشوائية ومُكررة والتي كانتَ تَحوم في الفراغ السَائد ...كُنت هَائماً في المَاضي..

لا أرى سوى..لقطات سَريعة عن ايَامي الجامعية مَع رفاقي ،
لقَطات سَريعة مع اوقاتي مع والداي العزيزان واقاربي حتى جيراني

إضافة للقطات مُتنوعة أجتمع فيها مع اخي الصَغير ذا الثانية عشَرة عاماً ، للاسَف لقد ولد بعيب خُلقي كان قد اثَر على حياته لذا كنتُ سَنده حتى لا يَكره ذاته

كلها من المَاضي ، ذكريات جميلة كهَذه تَدفع رغبتي لصُنع المَزيد منها مع الجميع برغبة تامة مني ، لكن تَواجدت ذكرى واحدة تُزعجني وتثير اشِمئزازي وحنقي في كل مَرة تَمر على عقلي .

وكيف عسَاي يا ترى أنسى تَفاصيل تلك الليلة ، تلك الليلة التي قد إحتَوت على مُحاولة اغتيالي كان قبلها تَعذيبي ,ومن بَعدها تَوقف كل شَيء عندي وكأن هَذه هي أخر ذكرى تم إصِدارها لي وهي التي كانت تَتكرر أكثَر من غيرها ، أشَعر اني اموت الاف المَرات في كل مَرة أتذكرها وكأن الالم في ذاك اليوم يُعيد نَفسه

"- ريفن ...نَحن في انِتظارك -"

حتى وسَط ذلك الظلام اللامُتناهي كنتُ اشَعر بالراحة كلما سَمعت صَوتها بين فتَرة واخرى ،وكم كان مُشبع بتِلك الرنة الدافئة والمُمزوجة بعُذوبتها برغم من ان نَبرتها حزينة وتَبدو صَابرة

"- انا ..ووالدك واخيك ،
جَميعنا ننَتظرك... جَميعنا نُحتاجك -"

"- أرجوك استِيقظ وارح قَلب والدتك قليلاً بني.. -"

تَساءلت حقاً عن مَاذا تَعنيه ب" إستِيقظ " ، ما هي حالتي بالضَبط ؟، طبعاً لن يَكون نَوم بل وضَع اكثر تَعقيداً

"- لقد تَغير الكثير ..-"

هذه كانتِ آخر مَرة اسَمع فيها صَوتها عند تِلك الجُملة ومن ثم هُدوء لدَرجة الوحِدة المُوحشة

هَمسات النَاجي || Survivor whispersWhere stories live. Discover now