Chabter 10

114 3 7
                                    



•|المُرشد...|•

The past

لطَالما كان لديه عادة مُراقبة والدته في ظِل تلك العزلة الخَانقة ، مُراقبتها وهي تَقرأ كتاباً ، مُراقبتها وهي تَطبخ ، مُراقبتها وهي تنَظيف ، مُراقبتها وهي تَمر على اقسام الأدوية ، واحياناً كانت تَجلس معه وتُحادثه.

لكن كانت تَبقى في ذات الصَفحة لما يُقارب العشِرين دقيقة دون أن تَقلبها ولم تَخلو نَظراتها من الفراغ المُعتم... وكأنها لا تَقرأ في الواقع ، تَقطيعها للفِجل كان ابطأ بكثير عن المُعتاد ، تُنظف نفس الارضَية لفترات طوال ناسية بقية المُحيط ، تَمكث عند مَخزن الأدوية لتتأمل الإدراج بلا طائل ، وان حادثته فهَي تثرثر ...تثرثر بشَكل مُبالغ علها تَكسر ذلك الصَمت بصوتها قبل أن يَكسرها ...هذا الهَدوء يُرعبها ويُثير جنونها ، من قال ان الصَمت ليس قاتلاً .

كانت وبلا ريب خارج إطار طَبيعتها ، كل أفعَالها بدت نوعاً ما دون وعيها ، بل اغلب الوقتْ كانت تَسرح بأفكَارها ،خسِرت رونقها المعهود وبريقها المُتَميز كأنثى، فقد كان وجهها شَاحباً واهناً كأنه في سِن ضِعف صَاحبته ، شَعرها البُني الطويل قد تم قصَه قبل شَهر ليَصير فوضَوي على الدوام، جسدها انَحف من المعقول ، ما عادت تلك السيدة الثَلاثينية تَهتم بنَفسها كالمَاضي .

كيف لا تَكون على هذه الحال المُزرية بعَد كل تلك الأحداث المَريرة التي اقتَحمت حياتها دوراً دوراً ، ابنها البكر في غيبُوبة غير مَعلوم آجلها ، ابنها الصَغير مَريض بإكتئاب حاد وفقد نَفسه ، زوجها مُختفي ، و ليس لديها أي خبر عن وضِع والديها واخواتها وهل أن كانوا بخير أو لا ؟ .

على مَاذا ومن تَقلق ؟، كلها همَوم مُبعثرة تُجبرها على القلق دفعة واحدة ، ولم تَجد حتى الان أي واحدة تُريح قلبها وتَبثق لها شِبر امل

لا شيء مَعلوم ، الجهل كان ما يُكتب في السُطور .

"- ريفن ؟ ، اتتذكر حين كان لديك عادة الكذب علي أنا ووالدك حين كنتُ طفلاً ، تَسترت على العديد من مصَائبك ...-"

بتلك النَبرة الخافتة تَحدثت الوالدة وهي مُستوية على الكرسي تتَامل مَلامح ابنها المُمد على الفراش الطبي وكل تلك الأجهزة تُحيط به ..بدى كالنَائم في سَلام في نَظرها

"- وعلى ذلك المُنوال استَمريت حتى حين كبرت كنت تَقدر بشكلاً لا ادري كيف على تحويل اليوم إلى كذبة -"

صَمتت قليلاً وكأنها تنتظر رداً لن يأتي

"-...لما في ذلك اليَوم لم تحوله لكذبة ؟ لما تكن رحلتك تلك كذبة ؟ ، لما غيبوبتك ليست كذبة ؟ ، هذه المَرة فقط لما لم تكن كاذباً؟... -"

هَمسات النَاجي || Survivor whispersWhere stories live. Discover now