Chabter 6

107 5 19
                                    



•| حين يَنام  |•

The past/الماضي

"- تَعلم ما عَليك فِعله ... كريس -"

تَحدث رجلاً فارع الطُول قد صُبغت كلتا يَديه بالدماء القاتمة وكان يُخاطب ذلك الصَغير صَاحب القزحتين التي شَابهت لون رمال الصَحراء الساحر و شَعره ذا الخُصل البنية فاتحة الدرجة، في عمر لم يتَجاوز السَابعة عاماً إضافة أنه بدى ضَائعاً حائراً وهو يُحدق في الرجل بِعدم فَهم

جثى الأكبر ذا المَلامح الغير واضحة بركبة واحدة أمام الطِفل بعدها وضَع له صُورة بين يَديه الصَغيرتين بغية ان يُريه إياها ، ثم استِئناف الكلام بنَبرة غامضة وغليظة

"- عليك تَذكرها دائماً ، حين تَنام ، حين تَستيقظ ، حين تَمشي ، حين تَاكل ,حين تَشرب  ، حين تَدرس ، حين تُحادث رفاقك ... تَذكرها ، ولتَكن تلك الصُورة دافعك الرئيسي -"

اكتَفى الأصغر بالتَحديق في مُحتوى الصورة بيَدان تَرتجفان بخفة بينَما عيناه قد جُحطتا و قيدتا بالاضِطراب والصَدمة اللتان إمتزجتا بدموعه المُنزلقة على وجنتيه بشَكل صَامت وكأن الحروف علقت في حنجرته

"- تَذكرنا ..كريس -"




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"- هاي كريس ،
هل تَلعب دور الوحيد الحزين مُجدداً؟ -"

افرج المَقصود عن صَحراوتيه بتَريث وهدوء اثناء إسِتلقائه على الأرض، ها هو ذا يخرج من تِلك الذكريات القَديمة وكان أول مَا لاقاه في الحَاضر هو راس ذاك الذي يُطل عليه من اعلى وقد حَجب عنه ضَوء القمر البَاهي بينما يَتبسم له بقليل من العبَث والسُخرية

"- لمَا تَجلس على السَطح يا رجل ؟ ،
الكُل يَنتظرنا في الاسَفل -"

ظل  الشَاب يَتأمل مَلامح رفيقه بشُرود وقد غاص في افَكاره الخَاصة ، بَعدها اغمض عيَنيه ثم تَنهد بقلة حيلة تَلاه رفعَه لجزئه العلوي ليَعتدل في جلسَته وينَطق بنَبرة مُتزنة رتيبة تُناسب شَخصيته الغَامضة

"- تَعلم انني لا أحب الحفَلات ريفن...-"

رمش ذا الشَعر الأسَود مَرتين بإستِغراب ثم تبسم وجلس بجانب رفيقه لينَضم مَعه في تأمل المُدينة المُضيئة من ذاك الإرتِفاع الشَاهق ونَسمات الليل البَاردة تُرفرف خُصلاتهما 

"- حسناً ، حتى انا مِثلك لكن هيا لقد اقاموا هَذه الحفَلة خصِيصاً لنا فقد تَخرجنا من الثَانوية بتفوق ، البَقاء مَعهم قليلاً لن يَضر صَحيح؟ -"

هَمسات النَاجي || Survivor whispersWhere stories live. Discover now