Chabter 5

163 7 59
                                    



•| وسَط اربَعة جُدران...|•

Raven/ريفن

بعد اعتِراف أخي بفِعلته قررت ان القي نُظرة على تلك الحُجرة التي لم يتَم وطئها مُنذ سنِتين ونَصف تقريباً لذا لن اتَعجب من مُنظرها المُتسخ بالغُبار،
كان الداخل عِبارة عن ادراج تَحمل عدد من الأسَلحة النَارية ، ذخائر ، و سَكاكين القتَلة بانواع مُختلفة ، وايضاً فؤوس باحجام مختلفة مُعلقة على الحائط بل حتى سيوف !

يُمكنني ان افترض ان ابي وفرها لنَا في حالات الطَوارئ مثل أن يَقتَحم اي خطر عَلينا حينها سَيكون واجباً ان نُدافع عن انَفسنا ، مَع اني ارى ان هَذا مُبالغ نظراً لكثَرت الإسَلحة ..لسنَا في الجيَش في النهَاية

إقتَربت خُطواتي من الهيَكل العَظمي الخاص بوالدتي ثُم جثوت بركبة واحدة قربه مع تَعابير هَادئة بغية تَفحصه بنَظري دون لمسَه ، لمحتُ حينها خاتم الزواج عند سبابة هَيكلها من مَا جَعلني اتاكد ان هَذه هي والدتنا بالفِعل، لكن ما جعلني اتَعجب هو ان يَدها اليمنى تُمسك بالسكين التي طُعنت بها

زفَرت مُخرجاً السلبية من رئتياي بثُقل واستِياء فلم اتَخيل يَوماً ان تنَجرف الامُور الى الحد الذي ارى فِيه هَذا المَنظر، تَمنيت ان تتَسنى لي فرصة للإعتذار لها على ما بَدر مني كاقل شيء لكن يَبدو أن ضَميري سيَظل يُعاتبني لفترة طويلة ، الان اعتَقد إن علي دَفنها لا تَركها هَكذا

إستَقمت على قَدماي لانَقل نظَري الى الارضية التي تَطلخت بالدماء قد سَبق وجفت ، كانتَ قد رسمت مساراً خطياً نَحو الباب ، استطيع ان اجزم  بان امي بعد ان طُعنت زحفت تِجاهه وبَدات تُطرق عليه في مُحاولة يائسة مِنها لكي تَجعل راي يَفتح ، ثم عادت لوسَط الحجرة وماتت هُناك

غريب ان تَعود لتلِك البُقعة بذات بَدل المَوت وهي مُستندة على البَاب ، الا إن ...

هَكذا إذاً ..



مَضى يَومين على دخولي لمَخرن الاسَلحة وطيلة الوقت كنتُ مُستقراً داخل غرفتي جالساً أمام طَاولتي المَكتبية و على إضَائت المِصباح الخافتة أعمَل على اصِلاح الجهِاز قَبل الدفن، لا ادري ولكن حَدسي يُخبرني ان اقوم بتِلك الخُطوة اولاً

تَوقفت عن العمَل حين سَمعت صَوت طرق على باب غرفتي طالباً الإذن مني  بالدخول ، فنَطقت بعبارة السَماح ليَدخل علي راي بعد ان فتَح البَاب بحذر واغَلقه خلفه

"- راي؟ ..ألم تنم ؟ -"

قلتُ ذلك وانا ارمَش بتَعجب واستِغراب، لكن لاحظت تِلك الهَالات السَوداء مَرسومة تَحت مِحجر عينَيه المُحمرتين وقد بان على وجه الفتُور والهُدوء الغَامض  ، ذراعيه تنَزفان دماً من خلف ضِماداته من ما يَعني انه فعَلها مُجدداً بنِفسه ، الظاهر ان حالته اشِتدت لدرجة كان يَبكي في اليَومين المَاضين سِراً عني، لا يَتحمل خوض ذكرى طَعنه لوالدته ..والاسَوء بالنسِبة له اني بت اعلم فبدا النَدم في نَهشه من سَاعتها

هَمسات النَاجي || Survivor whispersWhere stories live. Discover now