Chabter 8

119 5 13
                                    



•| رمَادي...|•

زرقة السَماء التي كانت مَعهودة بصفائها قد تُلبدت بتلك السحب السَوداء مُبعثة جواً رمادياً خانقاً ، اعلنت اطياف الشَمس فشَلها في تَبديد الظلمة بينما تسللت بَعضها واختَرقت عدداً من ثُغر قد تم إهمالها لتُطفي القليل من الضَوء.

المَباني مَدمرة وعليها علامات احتِراق وكأنها تَعرضت لقَذفاً ما ، والارض مُتشققة مُحطمة و غير مستوية ، السَيارات قد عفى عنها الدهر وقتما كانت مرمية هنا وهناك واكثر قطعها مَسروقة ، الغربان تُحلق في الافق بحثاً عن وليمة جديدة والتي كانت عبارة عن جثُث .

تلك المَدينة التي كانت تعج بالحيَاة والحركة فيما مَضى باتت أشبه بالوحة كئيبة قديمة ليس بها لون سوى اللون الرمَادي ، وكأن حرب وحشية انزلت اوزارها عليها...سُكون مهيب يَتم عزفه ، لا إنس يَتجول في الارجاء بل لعل الاشَباح هي من إجتاحت المَكان.

"- ..انتَ واثق من اخذ هذا الشَيء كسِلاح ؟ -"

تَحدث شاباً بدى في العشِيرنات من عمره ..ذا شَعر اسود شَديد الظلمة و اعين ذات قزحية عسَلية اللون إضافة لتلك الندبة التي في عينيه اليُسرى وكأنها شَق عريض .

"- انا أعني ...السَكاكين تُعتبر من الاسلحة المُباشرة لما لم تاخذ مُسدساً ؟ ؛ نَستطيع العودة للمَلجأ ان غيرت رايك -"

اردف بذلك بنَبرة شبه مُنزعجة ومُعاتبة وهو يُتابع طريقه مَشياً على الأقدام ، بينَما المَعنى بكل هذا كان يَسير خلفه ببِضع خطوات

من مَظهره بان انه مُراهق في السَابعة عشَرة ..أسود الشَعر وجزء من اطرافه بيضاء بشكل مُنسق وله عيان بذات لون اخيه

الاكبر اتخذ من البُندقية سِلاحاً أكثر من فعَال له وقد علقه خَلف ظهَره بحزام بيَنما يَديه كانتَ تحملان جهاز الاتِصال الذي سَبق واصَلحه ، أما الاصَغر فقد اكتفى بأربعة سَكاكين خاصة بالقَتلة مَحشورة في اغمادها المُعلقة بحزام على خصره إضافة لإسِتلامه مُهمة حمل حقيِبة الظهر التي تحوي كل ضَروريات الرحلة ، لا يَبدو أنه يعاني اي مشكلة مع هذا الثُقل حتى الان .

رسَم راي عبوساً طَفيف على شَفتيه مع بعض الاستياء بسَبب عدم رضى أخيه باختِياره ، هذه المَرة العشِرين التي يَفتح فيها مَوضوع السِلاح منذ ان غادرا ومُستحيل ان يَعود للمَلجأ بعد قَطعهما كل تلك المَسافة .

فكر قليلاً بينه وبين نَفسه ومن ثُم تَوقف عن المَشي ليَدس يَده في جيب بنِطاله بغية استِخراج شيء كان قد نسِيه ، تَوقف ريفن بعده وترقب مالذي سَينتشله بينما ينَبس بفضول

هَمسات النَاجي || Survivor whispersحيث تعيش القصص. اكتشف الآن