الشرير يريد فقط أن يرتاح

الفصل 60 - لا تمت

الحمدلله
ـــ

في اعلى الجسر حيث وقف البرت وامامه طفله ذات عيون مدورة كبيرة زرقاء اللون وشعر اسود منسدل على كتفيها.. تنظر اليه بعبوس وهناك دموع قد فاضت من عينيها المدورة..

ارتبك كثيراً وهو يرى طفلة لا يعرفها تمسك بيده بكلتا يديها الصغيرة وهي تشهق باكية.. لذا وكمحاولة منه لتهدأتها انحنى على ركبة واحدة واصبح في مستوى نظر الصغيرة التي ما لبثت تشهق.. 

" ما.. ما ال؟ لما تبكين فجأة؟؟"

رغم انه حاول تلطيف الجو لكن خرجت نبرة صوته عالية قليلاً ومخيفة كثيراً.. مما زاد من عدد شهقاتها وحسب.. هو لم يحاول ان يكون لطيفاً مع احد من قبل لذا هذا كل مالديه!!

'عليها ان تكون شاكرة لاني سألتها عن سبب بكائها اصلا!'

فكر في نفسه وهو فخور جدآ لما فعله من خير قليل.. من وجهة نظره!

"هي ابعدي يدك عني اذا لم ترغبي بالحديث!!"

زادت شهقات الطفلة وهي تنظر اليه بعيون دامعة خائفة وقلقة في ذات الوقت.. رؤية عيونها القلقة تلك اربكت البرت الذي لم يفهم ما يجري مع الصغيرة غريبة الاطوار هذه..

'هل سرق احدهم مصاصتها لتبكي بهذه الطريقة؟ والان اتت لتشكوا لي ذلك؟'

البرت الذي بدا يحاول تحليل لما قد يبكي الأطفال وجد انها لابد وان تعرضت للسرقة لذا هي تبكي بحرقة هكذا.. لكنه لم يتوقع ان يصدم بما تقوله تاليا

حيث فتحت الطفلة فاهها للتتكلم وبصعوبة أخرجت كلمات قليلة من بين شهقاتها "لا.. لا تمت... لا ترمي نفسك.." ما ان نبست بذلك حتى رجعت لنوبة بكائها وعلت شهقاتها اكثر..

في المقابل صعق البرت مما سمع، بقى مصدوما يحدق بالطفلة الباكية غير مكترث لنظرات الناس من حوله وهم يتهامسون.. رمش ببطء يستوعب ما تتفوه به هذه الفتاة .. هل ظنت انه سينتحر من اعلى الجسر لهذا حاولت ايقافه؟ هي لم تتعرض للسرقة بدلاً من ذلك كانت قلقة عليه هو؟

شعور غريب اجتاحه وهو ينظر لعينيها المبللة واغلب ذلك الشعور هو الغضب العارم واصطكاك اسنانه ببعضها.. شد على قبضة يده وهو يحاول عدم تنفيذ عكس ماطلبت..

اراد القفز امامها والآن في النهر واغراق نفسه عمدا ليموت! ولكنه نجح باطفاء ذلك الشعور بصعوبة.. من هي.. من هي حتى تخبرني بماذا يجب ان افعل وماذا يجب ان لا افعل؟!!

لمحاولة كبت غضبه اغلق عينيه وهو ياخذ نفسا عميقا وابتسم بصعوبة شديدة وهو يعيد فتح عينيه ناظرا للفتاة الصغيرة والتي فتحت فاهها مجددا قائلة : "لا تمت.. ماذا عن والدك؟ لا تمت.. والدك سيحزن"