5- "البـارت الخامس"

58 7 24
                                    

أنا وأنت مثل الحادي والثلاثون من ديسمبر والأوّل من يناير

قريبون جدًّا ولكن بيننا عام . . .

...............................
بين جدران القاعة الملكية يدور الملك حول نفسه في حيرةٍ؛ يبحث عن وسيلة لإقناع "كايل" بأن كلام قارئة الطالع حقيقة، أو على الأقل هو يريد ان يبث في رُوحه بصيص الأمل، وربما هو فقط يستهدف إحياء أسطورة"تنين الشرق الأبيض"؛ كإلهاءٍ لشعب المملكة
حتى يزرع في نفوسهم العزيمة، والإصرار فهو علۍ يقين بأن مملكة الجنوب تعدة لهم العدة، وأن الشعب الذي طال عليهم الإنتظار سيكون لقمة سائغة بأفواه تلك الأفاعي
لكن! كيف يقنع هؤلاء، بما هو ليس مقتنع به أصلًا.

وبينما هو في حيرته؛ إذ بلمعان عينيه، تفوق على لمعان الشمس سطوعًا، ثم إنه قد أمر الخدم بإحضار صائغ المملكة في انتشاءٍ وحماس،
بالطبع لبى صائغ المملكة النداء، وولج إلى القاعة الملكية، ووجد الملك يُشير إليه
وبصوت بدا، وكأنه يحمل الثعالب مكرًا، نبس:
- لقد دعوتك اليوم، لأكلفك بأكبر مهمة سأعطيها لك في حياتك.

أجاب الصائغ في طاعة:
- أمرك يا مولاي.

وضع الملك يداه خلف ظهره وترجل ذهابًا وإيابًا في حضرة الآخر، الذي كان على وشك أن يصاب بالدُوار:
- أنتَ ستصنع عقدًا من أندر، أجمل جواهر المملكة، اختر الأثمن؛ فهذا العقد لزوجة ولي عهد الإمبراطورية، إنه عقد الملكة المُنتظرة.

فرد الصائغ على الملك مهللًا بحبور:
- وهل قررت أن تزوج الأمير أخيرًا؟ وهل قَبَل ولي العهد بذلك؟

فأسرع الملك برده، يلكزه بعصاه ليصمت:
- بالطبع لا! فلن يتزوج كايل قبل أن يحقق نصرًا عظيمًا على مملكة الجنوب، بل وضم أراضيهم إلى أراضينا، ولكن اليأس قد دب في نفوس الجنود، وأنا أريد منحهم بصيصًا من الأمل، أو شيئًا من العزم، بعدها، فليتزوج ولي العهد مِمَن يريد، ولعي أشك في أنه يريد أصلاً.

رد الصائغ بنبرة حنونة :
- لا بأس في ذلك، فالقلب ما يهوۍٰ، وحينَ ينفلت سهم الحُب لا يقدر القلب علۍ أن يأبۍٰ، لا تبتئس، فهناك أربع أمراء أخرون، ولا سيما شقيقه التوأم، فهو مُقبل علۍ الزواج.

رد الملك في سخرية ويأس:
- إن الأمير "تشين" حجرٌ لا يلين، بل لم اجد جواهر أو معادن، ما يتفوق على عِنـاد ذلك الشاب.

فرد الصائغ بحبور:
- أمر مولاي، سأصنع عقدا تحكي مملكتنا بأكملها عنه بل وستحكي عنه الأراضي المجاورة أيضًا.
تبسم الملك من حديث الأخر، ثم اقترب منه وهمس بأذنه محذرًا:
- احفظ السر، ولا ينطق به لسانك لأحد، أنّ ما حدث اليوم هو كفنك الذي ستأخذهُ معكَ للقبر، فإذا عَلِم أي بشر في المملكة أنَّ العقد صُنع بلا عروس؛ ستكون أنت أول الهالكين، فعلينا أن نقنع الناس، أننا نعلم الآن مكان تنين الشرق وزوجة ولي العهد التي معه.

ملحـمة الأبـاطرة الخمسة  (متوقفة مؤقتًا) Where stories live. Discover now