𖤐 | Three

15 5 0
                                    

𖤐

تجلس أمام نافذتها صباح اليوم وهي تشعُر
بشعورٍ حماسي ناتج عن تدفق الادرينالين داخلها

وتلك أول مرَّة يكون إحساسها يضاهي هذا الشعور، كانت دائمًا تجلس تعيسة تتأمل الشارع الفارغ كروحها تمامًا، تشعر باليأس والوحدة، تجاورها تنهيداتها الّتي لا حصر لها

لكنّ تلك أول مرَّة تنهض مِن على سريرها بهذا الحماس والطاقة وصراحةً لا تدري لما، لكنَّها فور أن افرجت عن مقلتيها استقامت تختلس النظر إلى نافذة ذلك الفتى

لحظة! هي حتّى الآن لا تعرف اسمه!

هل تتحجج بهذا كي تذهب له؟ لكنَّ هذا ليس منطقي، هل ستذهب له خصوصًا لتسأله عن اسمه؟

لما تريد الذهاب له أصلًا، لما كلّ تلك الطاقة الّتي بداخلها تدفعها للتحجج بأيّ شيء حتّى تحتك به مُجدَّدًا؟

ها هي تتنهد مرّة أخرى، لكنَّها لمحت إشارة خضراء حين توسعت عينيها وابتسمت بوسعٍ عندما قفزت إليها تلك الفكرة!

هو أخبرها البارحة أنه أحب الماكجولي وجعله يشعر بالانتعاش! إذًا ستصنع البعض وستذهب لتعطيه له!

صفقت ببلاهة وقفزت مِن فوق سريرها تركض إلى المطبخ، ومِن شدَّة حماسها لم تنتبه حتّى لكرسي طاولة الطعام وصدمت أصبعها به

أمسكت قدمها وجعدت ملامحها بألمٍ وصرخت بينما تقفز على قدمها الأخرى، كلّ هذا فقط لأجل مشروب الماكجولي؟

دخلت إلى المطبخ متجاهلة هذا الألم وشرعت في صُنع الماكجولي بكلِّ تركيز وإنتباه حتّى لا تفسد شيء

وعندما إنتهت قامت بوضعه في زجاجةٍ كبيرة ونظرت للزجاجة بابتسامة وفخرٍ كأنها كسبت ميدالية في الأولمبياد

ارتدت معطفها وانتعلت خفها ثُمّ خرجت مِن
المنزل في طريقها إليهِ

أخذت نفسًا عميقًا وزفرته عندما توقفت أمام باب منزله، ثمّ بعد أن هيأت نفسها اخيرًا رفعت يدها وقامت بطرق الباب بخفة، هي حتّى لم تقرع الجرس

عشرة ثوان وفُتِحَ الباب مِن قبله، كان شعره شبه مبعثرًا يضع فرشاة اسنانه في فمهِ

نظرت لهيأته ورمشت عدة مرّات تحتضن
الزجاجة ولا تدري ماذا تقول.

"هذه انتِ؟ ظننتُ مِن طرقتكِ الرقيقة أن طفلًا ما يطرق"
قال وهو يُحرك الفرشاة على اسنانه وهذا جعل كلامه يخرج غير مفهومًا بعض الشيء

The Lost ParadiseWhere stories live. Discover now