𖤐 | One

41 5 10
                                    

𖤐

الثانية عشر بعد مُنتصفِ اللَّيلِ؛ الواحِدُ مِن يناير؛

الثلج ينهمر برويّةٍ، رغم ذلك الشَّوارع تعمها النّاس فَرِحين يحتفلون بالسّنة الجديدة؛ المطاعم مزدحمةٌ وكذلك المقاهي.

المنازل تملأها ضحكاتٌ عائلاتٍ سعيدةٍ تغمر العالم بالدّفء رغم برودتهِ.

وداخل تلك الغرفة تحديدًا، تجلس تلك الفتاة متربّعةً على سريرها، تستند بجزعها على النّافذة المجاورة لسريرها مُباشرةً، وتسند خدّها بكفّها الأيمن.

تتأمّل الثَّلج وهو يتساقط تارةً، وتشاهد المارّة في الشّارعِ وتستمع إلى تلك الضّحكاتِ المبهجة تارةً أخرى.

بـروحٍ أقلّ ما يُقال عنها فارغةً، لم تحتاج تلك الأجواء الباردة لتشعر ببرودة روحها على أَيَّةِ حَالٍ.

ولم يكن حال ذلك الشّاب الَّذِي يجلس على سريرهِ بنفسِ وضعيّتها ينظر مِن نافذتهِ المُقابلةِ لخاصّتها أقلّ مِن حالِها.

لكنَّها كانت مُنشغلةً بتلك الفجوةِ الَّتِي بداخلها كفايةً جعلتها لم تلحظ ذاك الَّذِي يعانِي مِن فجوةٍ ربّما تفوق خاصّتِها.

𖤐

"حالتك ميؤوس منها سيِّد جونميون، لكنَّ على الأقلّ لو تبقى واحد في المئة فالنتمسك به ونُجري العملية"
قالَ الطَبيب وهو يحاول إقنَاع القابِعَ أمامه بإجراء العملية وهو يَتفحَص إشاعات المُخ الخاصة به

تبسَّمَ الآخر ببهوتٍ وابتلعَ ريقه يُحضِر ما سَيقولَه، أو ما سَيكذُب على طبيبهِ وعلى نفسهِ به مرَّة اُخرى.

"لَا أُريد تَضييع ما تبقى ليَّ في مُعاناة بين جلسات وأدوية، قُلتَ كم تبقى ليَّ؟ شهر؟ سأعيشه وانا أفعَلُ ما يَروق ليَّ حتَّى أغادِرُ الحياة وأنا لَا أَشعُرُ بالنَدمِ حَول شيء ما"
تزامنًا مع إصداره لآخر حرف في حديثهِ، انحنى للطَبيب ثُمَّ نهضَ يَخرج مِن غُرفة الكشف، ثُمَّ المُستشفى بأكملها

ثُمَّ ماذا؟ يَفعل ما يَروق لَه؟ هلّ يَجد ما يَروق له اصلًا؟

أو أنه حتَّى يَمتلِك ما يندم بشأنه الآن أو لاحِقًا؟ انه حتَّى لا يَمتلِك هرّة في حياتهِ لتحزن عليه، أو تحمل هم فراقه

لهذا هو أصلًا لا يحمل همًا، يبدو الأمر مؤلمًا،
حسنًا... وحانقًا للغاية

عندما تبدأ العد التنازُلي وتعد ايامك حتَّى تدخل
إلى قبرِك

فهل ما ستعيشه مِن ما تبقى لكَ سيُعد حياة؟

The Lost ParadiseWhere stories live. Discover now