𖤐 | Two

13 4 2
                                    

𖤐

أحيانًا ينظُر الإنسان إلى حياتهِ ويُفكر: هل لديَّ ما يكفي ولكنني أطمع في المزيد؟، أم هل ما ينقصني انا بحاجة إليه فعلًا؟

ولكنّ كلّ شيء لا يأتي بسهولة، سواء كان حلم، أو حُبّ، وكل ما يحتاج إليه الإنسان أو يشعُر بالسوء والنقص تجاهه يحتاج إلى مجهود وطاقة مستنزفة منه، وهذا يجعل الإنسان مُرهق وفاقِدًا للشغف

ولكنَّ هنا يظلّ السؤال، هل الحياة ليست عادلة
فعلًا أم نحن المتمرّدين؟

𖤐

خرجت بنصفها العلوي مِن النافذة تغمض عينيها وتستمتع بالهواء البديع

رغم أن الشّمس ساطعة إلّا أن لا زالت هناك نسمة باردة تُداعِب وجدانها

نظرت إلى الشّارع تُفكر، كم هي محظوظة بالمكوثٍ في شّارع فارغ ولا تمر فيه قطة حتّى

هذا يبعث لها الهدوء والراحة؛ تنهّدت بعمقٍ تحاول الاسترخاء بهذه الأجواء

فهي ليلة أمس لم تنم بسهولة بسبب التفكير الّذِي داهمها وسبب لها الأرق، فهذا الرّجل لم يبرح عقلها مهما فعلت

وبذكره حين نظرت إلى باب عمارتهِ، وجدته يقف ساندًا على الباب بكتفه ويمسك رأسه

عقدت حاجبيها وهي تُقرب رأسها أكثر حتّى ترى بوضوحٍ إلى أن أوشكت على السقوط

هل هو مريض؟ لما يقف هكذا؟ قفزت إلى عقلها العديد والعديد مِن الاسئلة بينما تراقبه

حتّى انه بدأ يترنح بمكانه، قضمت شفتيها تُفكر
هل يحتاج مساعدة؟ هل تنزل له؟

وبين هذا الصراع والضجيج شهقت بعلوٍ حين وجدته فجأة أصبح طريحًا على الأرض، وفي هذه اللحظة دون أن تُفكر حتّى وجدت نفسها تركض خارج الغرفة ثُمّ المنزل بأكمله ذاهبة له

حتّى إنها خرجت حافية القدمين لا ترتدي سوى جواربها؛ تقدمت منه بخطواتٍ حثيثة وجلست أمامه على الأرض تنظر له وهي تتنفس بسرعة لا تدري ماذا تفعل

"مهلًا! يا سيّد هل أنت بخير؟ هل تسمعني؟"
قالت بذعرٍ وبدأت عينيها تذرف الدموع تلقائيًا، هذه أول مرّة ترى انسانًا يفقد وعيه ولَا تدري ماذا اصابه، هي فقط تشعر بالخوفٍ

ولم يتطرق إلى عقلها شيئًا سوى إنها حاولت جعله يقف وجعلت ذراعه يحاوط رقبتها وحاولت سحبه معها إلى منزلها

ولَا تدري كم أخذ هذا وقتًا منها بسبب انه كان ثقيلًا للغاية مقارنة بفتاة هشة وهزيلة مثلها.

The Lost ParadiseWhere stories live. Discover now