part 02 ابنة نابولي

170 28 4
                                    

.............

في مجاعات روحي كانت صحبتكِ الرغيف

.............

مرت الى الان عشر سنوات منذ تركنا انا و والدي منزل العائلة الكبير عشر سنوات كاملة .. طويلة حقيقية بشكل لا يصدق .. سريعة جداً حيث انني لا استطيع استيعاب أن كل هذا الوقت فعلاً قد مر وانه ليس حلماً عشته وانا نائمة فقط . عشر سنوات مرت منذ آخر مرة التقيت بها احداً من العائلة او تحدثت معه كنت اكتفي بالاخبار القليلة عنهم التي يطلعني عليها والدي عندما نجتمع كل مساء على طاولة العشاء الخشبية داخل منزلنا الريفي البسيط .. كان يعلم انني اريد سماع اي شيء عنهم وانني اشتاق لهم ولذلك كان يخبرني .. دون أن أسأله

اذكر انني كنت بالخامسة عشر فقط عندما غادرنا كانت الطريقة التي غادرنا بها غريبة وكأننا نهرب لم ارى احداً يخرج لتوديعنا حتى ظننت اننا حقاً نهرب او ربما لم يعلم احد من المنزل موعد مغادرتنا .. انا الى الان لا أدري ولم اسأل قط لماذا لم يودعنا أحد في اليوم الذي تركنا به منزل العائلة.. انا فقط لم أمتلك الشجاعة لفعلها كنت اخشى الاجابة بأن تكون هم من لم يريدوا القدوم لرؤيتنا .. لاخر مرة..

أبلغ الآن الخامسة والعشرين .. عشر سنوات هي الفترة التي ابتعدنا فيها عن نابولي وذهبنا للعيش ب ريوماجيوري وهي أكبر قرية من بين قرى الصيد الخمس القريبة من بيزا و الشهيرة في ليغوريا القرى التي تطفو على منحدرات ساحلية خلابة تخطف الانفاس و التي الى الآن تحافظ على بساطتها وهدوئها احبها احب كل شيء بها وربما أكثر ما زاد حبي لهذه القرى انها كانت الوجهة الاولى التي زارها والداي معاً بعد زواجهما مباشرة ..

" كانت مثالية" .. قال والدي عندما سألته لما اختار مثل هذا المكان الشبه ناءِ والبعيد لم أستطع الجزم من التي كانت مثالية عندما قال هذا .. هل القرى .. ام والدتي آنذاك.. لكن استطيع القول ان نبرة صوته عندما قالها لم تكن تقصد ابداً أن تصف القرى..

استطيع القول ببساطة انني اعيش حياة سعيدة هنا رغم افتقادي احياناً للعائلة والى نابولي لكن سحر ريوماجيوري كفيل بأن يكون مواساتي كبرت هنا بين أهل هذه القرية و القرى المجاورة لها أصبح الأهالي فيها عائلتي كذلك .. انني وكل مرة اريد ان اعرف عن نفسي اقول بتلقائية انني من ريوماجيوري .. لم اعد فتاة من نابولي منذ عشر سنوات .. لقد التحمت بشكل كامل بهذا المكان وأصبح من الصعب عليّ أن اعتاد أجواء المدن الصاخبة من جديد. لكن ورغم هذا بعض الناس هنا لا يزالون يلقبونني ابنة نابولي حتى بعد كل هذه السنين هذا اللقب هو نوعاً ما مضايقة فقط .. لكني ايضاً اعتدت عليه .. أصبح جزءاً من الهوية التي اكسبتني اياها طبيعة هذا المكان. ولا استطيع القول انه لا يعجبني.. انه يعجبني انا وبسببه لا انسى من أي مكان تعود جذوري.. مع انني اشك انه وبيوم ما سأنسى ..

Another side of Obsession.. Where stories live. Discover now