Part 08 الفارق بيننا

103 22 3
                                    

...........

انا متحف ممتلئ بالفنون، لكن عيناك مغمضتان..
............

هل يعرف احداً شعور ان تجد نفسك داخل موقف او حدث معين لم تتوقعه بتاتاً .. هكذا فجأة تعي انك بداخله دون إدراك .. دون ملاحظة .. دون حتى تنبيه .. انا حتى لم استطع اخذ غفوة.. يالا الحظ.

..........

انا .. لا أذكر بالضبط متى بدأت اكره هذا الرجل متى بالضبط بدأت أنفر منه في أي وقت بدأ وجوده حولي يضايقني.. لا أتذكر .. ربما منذ زمن بعيد لدرجة لم يعد بأستطاعتي التذكر.. لكن ما اتذكره بوضوح هو لقائي الأول معه .. و انطباعي الأول عنه الذي ربما ساهم ولو بشيء طفيف عن تكوين صورته الحالية لي.. الصورة التي امقتها...

رغم غيابه مدة ثلاث سنوات لم يتغير بها سوى شكله ومظهره الخارجي فقط لكن اسلوبه وطريقته حتى طِبَاعهُ لاتزال نفسها.. مستفزة بكل ما فيها.. دان الفتى الذي قدم إلى القرية وهو بسن العشرين ليبدأ حياته كصياد يريد اعالة اسرته الفقيرة التي تقطن في روما كما زعم قرر المكوث داخل القرية والعمل ليصبح فرداً من أهلها..

بالبداية لم يكن به أي شيء مريب كان مظهره يوحي حقاً انه شاب فقير بوجه شاحب وجسد نحيل وملابس رثة حليق الرأس ملامح وجهه تروي مدى القسوة التي عاشها بسنهِ الصغيرة يريد فقط الاجتهاد وان ينال التقدير هكذا بدى او هكذا اراد لنا ان نصدق كيف يبدو ..

كان فتاً ذكياً استطاع بوقت قصير جعل أهالي القرية جميعهم يحبونه كان يهب لخدمة الجميع ويكون اول الموجودين بحال حدوث أي أمر طارئ يستدعي الحاجة للمساعدة لم اكن اهتم به بشكل خاص ولم يحدث أن اجتمعت به بشكل مباشر كنت اسمع عنه فقط من خلال أشيليا ورجال الصيد كيف انه ورغم جسده النحيل يمتلك عزماً وقوة ..

منذ لقائنا الأول الذي اصطدمت به بشكل مباشر ورأيته بعينيّ اقتنعت انه لا يجب ان اصدق اي شيء أسمعه ما لم أراه واختبره بنفسي .. كان هذا تماماً الدرس الذي تعلمته منه و ما ينطبق عليه كنت الوحيدة التي لم تعد مخدوعة به الوحيدة التي تعلم حقيقته دوناً عن الجميع..كان مخادعاً..كان محتالاً.. كان لاعباً ماهراً.. وممثلاً فناناً.. كان يجيد عمله ببراعة

" كوني رؤوفة بي رجاءاً لازلت رجلاً مريضاً ومصاباً كما تعلمين.."
قال يهمس لي مبتسماً للجميع حوله مظهراً كم انه لطيف وودود خصوصاً بعد غيابه الطويل عنهم.. ابتسامته تلك التي أكرهها نفسها التي يغري بها فتيات القرية ليقعن له بسهولة.. يَجدنها ساحرة وأجدها مقززة..لا ادري لما تُعجب به الفتيات بهذه القرية لا انكر انه امتلك وجهاً فاتناً بالسابق رغم حالته المزرية لكن الان زاد وجهه وسامة وخاصة ان جسده بالكامل قد تغير لا ادري متى بدأ حقاً بالتغير متى اصبح اطول وجسده اعرض حتى صوته بدا خشناً و رجولياً اكثر لم اكن سأُلاحظ هذا لولا اختفاءه الطويل ولبقي بالنسبة لي ذاك الفتى حليق الرأس ذا الوجه الشاحب صاحب الجسد النحيل..

Another side of Obsession.. Where stories live. Discover now