الحلقة الخامسة

1.2K 30 3
                                    

الحلقة الخامسة

اتحركت عائشة ورجعت لجوا الأوضة لما ضايقتها نظراتهم ليها من تحت، حتى مش مديين ليها فرصة إنها تشم نفسها وتبعد عن جو البيت اللي مكانش مريح ابدًا بالنسبالها!
اتجمدت مكانها لما شافت قُصي ماسك تليفونها ووشه الدم مسحوب منه، للحظة اتمالكت نفسها وقربت منه ببرود قدرت تبرع في إنها تمثله، رفع قُصي عينه ليها وكان جواها شرارة غضب أول مرة تشوفها
كان متضايق من فكرة إنه معرفش يحميها بالشكل الكافي زي ما كان فاكر، متأكد إن نصار هو اللي قدر يوصلها وكان بيلاعبها بالشكل ده
حس إنه ضعيف وعاجز وإن نصار قدر يعلم عليه مرتين، ضغط بإيده على الموبايل وغمّض عينه بقوة
وقفت قدامه وربعت إيديها وقالت_معندكش حاجة تقولها؟
فتح عيونه مرة واحدة، كانت بتلمع بغضب جحيمي وقال وهو بيجز على أسنانه_مقولتيش ليه إن فيه مسدچات زي دي وصلتلك؟
رفعت راسها بكبرياء وردت_ما أنتَ لو كنت واضح معايا من الأول في تصرفاتك وحياتك كنت جيت قولتلك على طول
بس كنت عارفة كويس إن عمرك ما كنت هتقولي الحقيقة!
_عشان كده كنتِ بتدوري ورايا، سواء في موبايلي أو في أوضة المكتب!
قالها وهو بيبتسم بسخرية، اتنهدت بضيق وبعدين قالت_أنتَ مين يا قُصي؟
بص في عينيها مباشرة بنظرة حزينة وقال_أنا قُصي، جوزك!
اتكلمت بسرعة_لأ
أنا عايزة أعرف مين قُصي الحقيقي
مش اللي كان بيمثله معايا!
بهت وشه من جملتها القاسية، ممكن يكون فيها جزء صحيح، ولكنه كان بيحاول يعيش كإنسان عادي طبيعي بعيد عن مجاله وشغله المؤذي، اتحامل على نفسه وقام وهو حاطت إيده على جرحه، وسط نظراتها القلقانة اللي مقدرتش تداريها، ولكنها فضلت مكانها متحركتش لحد ما قرّب منها وقال_مكانش ينفع تعرفي كل التفاصيل
أنتِ أنقى من إنك تدخلي في الحوارات دي!
ابتسمت بألم، وعرفت وقتها إن فعلًا الكلام اللي مبعوتلها كان صح، وإن قُصي وعيلته كلهم ناس خارجين عن القانون، فاتكلمت من وسط ابتسامتها الموجوعة_ولما أنتَ عارف إني أنقى من كده
اتجوزتني ليه؟
خلتني اتكتب على اسم واحد زيك ليه؟
_واحد زيي!
رددها بصدمة وهو عقله مش مستوعب، فكملت بقسوة_أيوه يا قُصي
ولو أنتَ عارفني كويس، هتعرف إن عمري ما هقبل أكمل معاك في الوضع ده
مكانش مصدق إن قطته الوديعة الهادية بقت بالشكل ده، اللي كانت بتتمناله الرضا، وعمرها ما اعترضت على حاجة بيقولها، اللي قبلت بيه وهو هاجرها وكانت بتكتفي بعتاب رقيق زيها، بقت هي القاسية اللي قدامه دي!
فقال بعدم استيعاب_إيه اللي بتقوليه ده!
_أنتَ مين يا قُصي؟
خليك صريح معايا ولو لمرة واحدة
ليه سايبني أعيش دور المغفلة وسطكوا كده!
زعق بحدة_ماتخليش كلام الحيوان ده يلعب بعقلك!
ضحكت بتريقة وقالت_المشكلة إن اللي بيقوله صح
تنكر إنك كنت مستغفلني؟
_كنت بحميكي!
صرخ بيها فبهتت شوية من عصبيته اللي ارهبتها، فارتفعت نبرتها هي كمان وقالت_لو عايز تحميني من حد فيبقى منك!
سكت شوية وهو بيرمش كذه مرة، اكتشف وقتها إن عائشة مجروحة فعلًا منه، ولكن عصبيته وغضبه من كلامها اللي جرح كبرياؤه خلاه يتكلم ببرود_أيوه أنا رجل مافيا
بتاجر في الأسلحة
وأحيانًا لو استدعى الأمر بقتل يا عائشة
ومن غير ما يرفلي جفن!
هرب الدم من وشها، برقت بصدمة من الحقايق العنيفة اللي اتضربت في وشها، حست في الوقت ده إنھا قدام شخص تاني غير جوزها اللي من يوم ما شافته كانت بتتمناه لحد ما يشاء القدر يجمعهم ويتجوزوا، اتراجعت عدة خطوات لورا وهي بصاله بنفس الصدمة، ولكنه رجع قال بنفس البرود_ومقدامكيش حل غير إنك تتعايشي مع الوضع ده يا عائشة
لإن خروج هنا مش هتخرجي
وطلاق مش هطلق!
هزت راسها كذه مرة بالرفض، وعينيها ابتدت تتملي بالدموع، ارتعشت شفايفها اللي كانت بتجاهد فيهم لحد ما قالت_أنا مش مصدقة
كل ده عايشة مع مجرم وأنا معرفش!
نزلت دموعها على وشها غصب عنها، وابتدى جسمها يرتجف وكملت_ليه خدعتني
ليه يا قُصي!
على قد ما وجعته نظرة عينيها اللي مليانة عتاب، ولكنه فعلًا معندوش استعداد لخسارتها، وخروجها من هنا يعني موتها لإن نصار استحالة يسيبها، وهو لو عليه يفديها بروحه، ورغم المشاعر اللي كانت جواه إلا إنه اتسند بعد ما تعب من الوقفة وقعد على السرير وهو بيقول_أهو اللي حصل
وده أمر واقع، اقبلي بيه لآن مفيش مفر!
كانت مستنية تشوف وشه التاني، تشوف حنانه عليها ونظرة عينيه الدافية، ولكنها مشافتش غير القسوة، فهزت راسها بالرفض واتحركت عشان تخرج من الأوضة وهي بتقول_وأنا عمري ما هقبل بوضع زي ده
عمري ما هكمل حياتي مع مجرم زيك!
غمض عينه بألم، ضربها للحقايق في وشه بيوجعه، حط إيده على جرحه ومردش، أما هي خرجت من الأوضة وهي شبه بتجري، سابها هو وممنعهاش، ولكنه خد موبايله من جنبه وطلب رقم معين وقال بجمود_متخلوش عائشة تخرج من باب الفيلا مهما حصل
قفل التليفون من غير ما يستنى رد، ورجع طلب رقم تاني لحد ما جه الرد فقال_أيوه يا معاذ، تيجيلي دلوقتي حالًا متستناش
بسرعة، أنا مستنيك..
حط التليفون مكانه واتعدل على السرير واتمدد، وفضل شارد قدامه في الفراغ وهو مش عارف المفروض هيتصرف ازاي، ولكن كده نصار بيلاعبه من جهتين والأدهى إنه استغل مراته اللي فاكر إن محدش عارف عنها حاجة، غمض عيونه بقوة وفتحهم مرة واحدة، وكانت نظراته اتبدلت للهيب غاضب بينذر بحرب هتقوم..
مكانتش عارفة هي رايحة فين، ولكن الحاجة الوحيدة اللي كانت عايزاها هي إنها تمشي من هنا، حاسة إنھا في وكر مجرمين، ناس متشبهاش ولا حياة تليق بيها، ناس بيتفننوا في الأذى
واللي طلع جوزها من ضمنهم!
قابلت في طريقها إلهام اللي وقفت قدامها وقالت برفعة حاجب_على فين إن شاء الله؟
بصتلها من وسط دموعها اللي مغرقاها، وقال وهي بتبعد عنها عشان تعدي_سايبهالكوا يا شوية مجرمين
كان جلال قاعد في الصالون، وأول ما سمع جملتها ضحك بقوة وقال_بقى ينفع تقولي على أهل جوزك مجرمين يا مرات ابني؟!
بصتله بطرف عينها وقالت_ميشرفنيش أبقى منسوبة لعيلة زيكوا
شهقت إلهام بدهشة من اللي قالته، فسابتهم عائشة وخرجت لبرا، كانت إلهام هتلحقها ولكن جلال منعها لما قال_سيبيها
مش هتعرف تخرج أصلًا
اتكلمت إلهام بغضب_ما تخرج ولا تغور في داهية، أنا راحة أعرفها مقامها بعد الكلمتين دول
ولكنه رجع قال_وأنتِ فكرك إن ابنك هيسيبها تمشي؟
قُصي بلغ الحراسة تمنعها
جزت على سنانها وقالت_وهو ماسك فيها كده ليه!
ما يسيبها!
قام جلال وقف وقرب منها وقالت بابتسامة سخرية_كل ده ومخدتيش بالك؟
ابنك بيحبها يا إلهام!
سكتت وربعت إيديها وهي بتهز رجليها بضيق، كان عنده حق، الأعمى كان هيلاحظ تعلق قُصي بيها في المستشفى، كفاية إنه كان بيحاول على قد ما يقدر يرد كرامتها قدامهم
فقالت_لو قُصي فضل سايبها بالمنظر ده هتتفرعن علينا كلنا!
  _متقلقيش حلها سهل
قالها جلال وهو بيطبطب على كتفها، كان عارف ومتأكد إن وجود عائشة هنا كويس لمصحلته، لإنه من خلالها هيقدر يخلي قُصي يرضخ ليه...
وقفت قدام الحراسة اللي واقفين واتكلمت بعصبية_يعني إيه يعني؟!
قولتلكوا افتحوا الباب عايزة أمشي!
_ممنوع يا هانم
قالها الحارس بعملية من غير ما يبصلها حتى، فخبطت على الأرض بغيظ وبصت حواليها على أمل إنها تلاقي مكان تعرف تخرج منه لكن من غير فايدة، فصرخت بغضب واتحركت مرة تانية على فوق وسط نظرات جلال وإلهام اللي كانت كلها سخرية، محاولتش هي تتلفت ناحيتهم لإنها المرادي ومن غير تردد هتروح تمسك فيهم ومش هتعمل اعتبار لأي حد
طلعت على فوق وفتحت الباب بعنف ودخلت، كان هو وقتها قاعد نص قاعدة على السرير وحاطت زراعه على وشه بإرهاق، شال إيده وبصلها بتعجب من فوق لتحت، كانت حالتها مزرية، لسة دموعها على وشها المحمر من العصبية والانفعال وكانت نظراتها كلها غضب، قربت منه وقالت بحدة_أنتَ حابسني هنا كمان على كده؟
_آه
رد ببرود استفزها أكتر، فصرخت بغضب_طبعًا وأنا إيه اللي اتوقعه من مجرم زيك!
اظهر على حقيقتك يا قُصي يا راوي
مكانش لايق عليك الوش اللي أنتَ كنت راسمه
بصلها ببرود وقام اتحرك من غير ما يرد، ولكن رغم الجمود اللي على وشه إلا إنه من جواه كان بيتألم من قسوة كلامها، اتحركت وراه وهي بتزعق_أنا عايزة أمشي من هنا!
_قولتلك قبل كده خروج مش هتخرجي، وبطلي صداع بقى!
اتوسعت عينيها بدهشة من بجاحته، فمشيت وراه وهي بتقول_هو إيه اللي مش هخرج، بقولك عايزة امشي، وبعدين أنت رايح فين وسايبني كده و..
مردش عليها وخرج من الأوضة وقفل الباب وراه، فغصب عنها اتبدلت ملامحها للحزن ورددت_وجرحك...
رغمًا عنها مقدرتش تداري خوفها عليه، أكيد مش هتقدر تبطل تحبه في ثواني، فيه جزء جواها لسة بيطالب بيه بتحاول تسكته لكنها مش قادرة، مشاعرها اقوى منها، اتحركت وقعدت على طرف السرير وهي دافنة وشها بين إيديها بهم، مش عارفة تتصرف إزاي، حاسة إنھا لأول مرة تعرف قُصي
قُصي الحقيقي...

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناDonde viven las historias. Descúbrelo ahora