الحلقة التامنة

1.2K 28 8
                                    

الحلقة الثامنة

_عائشة!!
ردد الجملة بصدمة وهو شايفها واقفة متجمدة وهي حاطة إيديها اللي بترتجف بعنف على شفايفها في حين دموعها نازلة بقوة
مش مصدقة إن اللي قدامها ده هو جوزها وحبيبھا قُصي، متخيلتش إنه بالبشاعة والجحود ده لدرجة إنه ينهي حياة واحد بدم بارد
آه قالها
واتوصفلها
بس متخيلتش
متخيلتش إنھا تشوفه في الوضع ده
مكانتش تعرف إيه اللي معرضة ليه، لكنها لقت جلال بيقولها إن قُصي حالته صعبة ومحتاج يشوفها، ومن غير تردد راحت معاه وهي متعرفش خطته الأصلية، كان كل اللي في بالها إنھا تطمن عليه وتشوفه كويس.
قرّب منها وهي واقفة مكانها بترتجف وبتبصله بنظرات حسسته إنه قد إيه هو مسخ، ولكن أول ما حاول يلمسها انتفضت وصرخت وهي بترجع لورا_لأ
ابعد عني!
بص ليها ولإيديه اللي ملوثة بالدم وهو حاسس بالعجز، مش عارف إزاي يتصرف، ومش عارف إزاي هيقدر يمحي المشهد ده عن بالها.
_عائشة أنا..
حاول يبرر لنفسه ولكنها قاطعته لما رفعت إيديها على ودنها وهي بتهز راسها بعنف_بس
متتكلمش
رفعت عينيها ليه واتكلمت بارتعاش_أنتَ قاتل
أنتَ
أنتَ أبشع شخصية شوفتها في حياتي
قالتها والتفتت تجري على برا من غير تردد، فصرخ هو وراها_عائشة...
ولكنها مردتش، فاتلفت وقتها لجلال اللي كان بيتابع الوضع بابتسامة مليانة سخرية وهو حاطت إيده في جيوبه، فقرب منه بنظرات مليانة غضب جحيمي وبكره قال_حذرتك كذه مرة من غضبي يا جلال، والظاهر إن تحذيري مكانش كفاية
قرب منه ومال ناحيته بوشه وبعروق بارزة من الانفعال قال_من النهاردة أنتَ عدوي
هنهيك يا جلال
يا أنا يا أنتَ
لوهلة حس جلال بالارتباك، ولكنه فضل محافظ على بروده وقال_خليك محافظ على عندك يا قُصي
أنتَ بتنهي نفسك بنفسك
ولكنه مردش عليه واكتفى بإنه بصله بحقد، وخرج جري ورا عائشة اللي كانت بتجري في الطريق وهي مش عارفة هي فين أو إيه المكان ده
ولكنها كانت عايزة تمشي وتبعد عنه
عمرها ما هتقدر تكمل معاه بالشكل ده
المشهد اللي شافته قدامها استحالة يتمحي من دماغها
اتلفتت لما شافته بينادي عليها بأعلى صوته من ورا، ولكنها كملت جري وهي ميتة من الرعب
خبط برجله العربية وهو بيزمجر بعنف، وركبها واتحرك وراها بسرعة لدرجة إن العجلات أصدرت صوت جامد من الاحتكاك بالأرض.
شافت العربية بتقرب منها فاتملك منها الرعب أكتر، لحد ما كسر عليها بالعربية ونزل وهو متملك منه الغضب، ولكن بيحاول على قد ما يقدر يبعده عنها
وقفت وهي بتبصله بذعر وبعيون متسعة، صوت نفسها عالي من كتر المجهود اللي عملته
نزل من العربية وهو بيقرب منها، واتبدلت ملامحه للحزن، وقبل ما يتكلم قالت وهي بتنهار على الأرض_بالله عليك سيبني
سيبني أمشي
طلقني
بالله عليك خليني أخرج من حياتك
حس بغصة عنيفة بتضرب قلبه من كلامها، نزل بركبته على الأرض قدامها، وقال بوجع_عايزة تبعدي عني يا عائشة؟
للدرجادي كرهتيني؟!
زاد صوت بكائها اللي كان بيصيبه في قلبه، وقالت بإنهيار_خليني أمشي عشان خاطري
لو بتحبني خليني امشي
لو لسة فيه ذرة إنسانية جواك سيبني في حالي
استحالة اكمل معاك يا قُصي بالله عليك طلقني
مسك كتفها بقوة، وهزها وهو بيصرخ_أنتِ ليه مش عايزة تقبليني زي ما أنا؟
فين حبك ليا؟
اللي بيحب حد بيحبه زي ما هو
ليه رافضاني
أنا نفس الشخص مفيش حاجة اتغيرت!
_أنتَ مجرم
قالتها وهي بتتحاشى إنها ترفع عينها ليه، فاتجمد مكانه وحس القهر، فرجع قال بجمود_طلاق مش هطلق
قدرك معايا يا عائشة
الموت هو اللي هيفرق بينا
بصتله بصدمة من بين دموعها، وقالت_يبقى هموت نفسي يا قُصي
رغم الألم اللي جواه ورغم إن نظرتها بتعذبه، إلا إنه وقف وقال بقوة_مش هسمحلك يا عائشة
مال ورفعها غصب عنها من على الأرض، وقال وهو بيجذبها يدخلها العربية غصب عنها_طول ما أنا عايش مش هسمحلك تموتي نفسك
أنتِ ملكي يا عائشة، سواء قبلتِ أو لأ
قفل باب العربية واتجه للناحية التانية وركب واتحرك بيهم، وقتها أدركت إنھا قدام وجه أول مرة تشوفه من قُصي
الوجه السايكوباتي منه
أدركت إن قُصي بالفعل بسبب انجرافه في الاجرام بقى يملك تصرفات مجرم
متملك
معدوم المشاعر
لدرجة إنه قابل يخليها معاه وهي رافضاه لمجرد اثبات تملكه ليها.
سندت على شباك العربية وهي بتراقب الطريق بملامح شاردة فاقدة للحياة
مكانتش تعرف إن حبها ليه هو اللي هيكون سبب للحالة اللي وصلتلها دي
وعرفت إن جوازها من قُصي كان غلطة من البداية.
أما عنه، فكان من وقت للتاني بيلتفت يلقي نظرة عليها، موجوع من هيئتها الحالية والإنهيار اللي هي فيه، وحاقد على أبوه إنه خلاها تحضر مشهد زي ده، لدرجة إنه أقسم على الانتقام منه وضربه بابشع طريقة
من الآن فعلًا جلال الراوي هو عدو لدود لقُصي...

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum