الحلقة التاسعة

952 29 2
                                    

الحلقة التاسعة

_مين ده؟
قالتها عائشة باستغراب وهي بتنقل نظرها بينه وبين تسنيم الواقفة مبتسمة ابتسامة مش مريحة، كشر نصار وقال بحزن مصطنع_يا خبر
معقولة قُصي مقالكيش حاجة عني قبل كده؟
ده الظاهر إنه واخدك على عماكي خالص!
مكانتش فاهمة المقصود بكلامه ولا إنه يعرف قُصي منين، ولكنها حست إن هي في وضع غلط، خصوصًا نظرات الشر الواضحة جدًا على عينيه، فاتلفتت ناوية تمشي وهي بتقول_هبقى أجيلك في وقت تاني يا تسنيم
ولكنها اتفاجئت لما جري ووقف قدامها وهو بيقول من بين سنانه_على فين بس
ميصحش برضه ده إحنا لازم نكرمك الأول!
هزت راسها بتوتر وقالت_لأ شكرًا مرة تانية
_أنا مش بتعازم عليكي هنا!
شهقت بخضة لما اتحولت نبرته فجأة للعصبية وصرخ في وشها، في حين إن الابتسامة اللي على وشه اتمحت في ثانية وحل محلها الغضب، رجع صرخ وقال بعنف_اترزعي هنا، لو اتحركتِ قسمًا بالله لأصفي دمك وابعتك كادو ليه
اتجمدت لبرهة وشدت على أعصابها وبصتله بعيون مبرقة من التحول المفاجيء في شخصيته
_يلا!
اتنفضت وهي بتتحرك وبتنفذ كلامه بالفعل وراحت قعدت على الكنبة في الصالون، في حين بتنقل نظراتها بينه وبين تسنيم اللي كانت واقفة مربعة إيديها وساندة على الحيطة بتراقب الوضع بتسلية، اتحرك نصار هو كمان وراح قعد قصادها على الكنبة وقال_جوزك زاد في العوق واتجرأ وحرق مكاني
والله أنا فضلت أفكر وأقول اردهاله ازاي يا واد يا نصار
ريح ضهره على الكنبة وحط رجل على رجل، وبعدين طلع سيجار من العلبة اللي كانت في جيبه وولعها وبعدين كمل وهو بينفخ الدخان_لحد ما اتحلت لوحدها
ولقيتك جيالي برجلك!
ارتجفت بصدمة ووجهت أنظارها لتسنيم بتتوسلها بعنيها وقالت_أنا مش فاهمة حاجة..
تسنيم!
ابتسم وقال_متحاوليش
تسنيم من رجالتي
من رجالة نصار ضيف الله
وعند ذكر اسمه اللي كان مألوف ليها ضيقت عينيها بتحاول تفتكر لحد ما استوعبت وبصتله بصدمة_أنتَ؟!
ضحك بقوة وهو بيقول_ياااه
حمدلله على السلامة
أنا قولت برضه مش معقولة قُصي مقالكيش عليا
ويا ترى كان بيذكرني بالخير ولا بالشر بقى؟
حست بالرعب ابتدى يتسلل ليها، فبلعت ريقها بتوتر، ووجهت نظراتها لتسنيم وهي بتقول_إزاي؟!
اتسعت ابتسامته وقال وهو بيشاور لتسنيم اللي اتجهت وقعدت جمبه_ما قولتلك من رجالتي
ومن اكفأهم كمان
كفاية إن لعبة الصحبة الطيبة خالت عليكي
أصلها كان نفسها تدخل المعهد العالي للتمثيل
فتلاقيها هايلة في أي دور
ولما استوعبت إنھا قدرت تقع في الفخ، اتحركت وحاولت تقوم تجري، ولكن في لحظة سمعت صوت صمام أمان من وراها، اتجمدت مكانها واتلفتت وهي بتبلع ريقها برعب، فلقته وراها وموجه السلاح عليها مال بوشه وبملامح مرعبة قال_حاولي بس
ومش هتردد لحظة في إني أفضي الخزنة كلها في دماغك
اتبدلت ملامحه وابتسم وقال_ده أنتِ مرات الغالي برضه!
أدركت عائشة وقتها إنھا قدام مختل عقليًا بسبب تحولاته اللي بتكون عكس بعض، فوقفت مكانها بتبصله بذعر، أما هو فكان حاسس بانتشاء وهو شايف خوفها قدامه، ولكن فرحته مش هتكمل غير لما يشوف نفس ملامح الذعر دي على وش قُصي هو كمان..

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن