الحلقة التاسعة عشر

1.1K 45 6
                                    

الحلقة التاسعة عشر

اتنفضت من نومها وهي بتشهق بفزع بعد ما حلمت بكابوس مرعب، حاولت تاخد نفسها على قد ما تقدر وهي حاطة إيد على موقع قلبها اللي بيدق بقوة، وبالإيد التانية بتمسح قطرات العرق اللي تناثرت على جبهتها، بصت حواليها وهي حاسة إن فيه حاجة غلط، وبالفعل وقع عينها على السرير بل الأوضة اللي مش موجود فيها رغم إن المفروض كان نايم في حضنها، وقفت وهي بتقول بقلق_قُصي
قُصي أنتَ هنا؟
ولما مسمعتش رد حست بخوف رهيب بيتملك منها، فقامت تتفحص الحمام والبلكونة ولكن ملقتهوش، ابتدى الرعب يتسلل ليها وهي متأكدة إن فيه حاجة غلط من احساسها، خرجت وهي بتجري بلهفة لحد، شافها معاذ اللي كان لسة تحت ولما لقاها بهت وشه وقام جري ليها وهو بيقول_خير يا مدام عائشة؟
وكإنها لقت أمل قدامها، فجريت عليه وهي بتقول بسرعة_قُصي
قُصي فين يا معاذ؟
ارتبك وقال بتشويش_آآ خرج من شوية
_فين؟
راح فين؟!
قالتها بلهفة وهي حاسة إنها على مشارف الجنون، فقربت منه وهي بتقول لما شافته وهو بيداري عينه عنها_قُصي حصله حاجة صح؟
قُصي فين بالله عليك؟
حاول يهديها لما شاف حالتها والدموع اللي اتملت في عينيها، فقال_اهدي
مش هيحصله حاجة ان شاء الله
كلمته بدل ما تهديها زادتها رعب وهي مدركة إن بالفعل فيه حاجة هتحصل، فشدت على شعرها وهي بتقاوم على قد ما تقدر انفلات اعصابها وقالت_يعني إيه؟
قُصي راح فين الساعة ٢ بالليل يا معاذ؟
وليه أنتَ مش معاه!!
ولكن قبل ما يتكلم لقى واحد من الحراس جاي جري عليه ووشه باين عليه الخوف وقال بسرعة_معاذ بيه، وصلنا أخبار إن كان فيه هجوم على قُصي بيه والعربية اتقلبت وانفجرت بيه
غمض معاذ عينه بألم، أما عائشة فحست إن الدنيا وقفت من حواليها والكلام اللي قاله الحارس بيتردد داخل دماغها بعنف وهي مش مستوعباه، عقلها رافض يترجم الكلام من حدته، اتجمدت تمامًا وهي بصالهم بصدمة حتى دموعها اتجمدت، نقلت نظراتها بينهم بعدم فهم وهي بتردد_عربية إيه؟
قُـ قُصي!
قرب منها معاذ بيحاول يهديها، ولكن في اللحظة دي صرخت باسمه بقوة وهي بتجري على برا ومش عارفة هي راحة فين، ولكن كل اللي عايزاه أنها تطمن عليه، تشوفه كويس قدامها وإن اللي اتقال ده كذب، جري وراها معاذ والحراس وحاولوا يمنعوها من الخروج، إلا إنها كانت في حالة انهيار ومقاومة رهيبة، فوقعت بإنهيار على الأرض وهي بتصرخ بقوة ودموعها خدت مجراها على وشها
محدش قدر يهديها، مقدروش يمتصوا انهيارها، قاومتهم على قد ما تقدر انها تحاول تخرج من الڤيلا، ولكنها مقدرتش، مفيش على لسانها غير اسمه اللي بتصرخ بيه لدرجة إنھا صحت كل اللي في البيت اللي خرجوا جري مهما مش فاهمين أي حاجة وباين على وشهم أثار النوم
اتحرك عُدي ومريم ناحيتها، نزلت مريم على ركبتها وهي بتحاول تهديها ولكن من غير فايدة، أما عُدي سأل بقلق_فيه إيه يا معاذ؟
إيه الحالة اللي عائشة فيها دي؟!
نكس معاذ راسه في الأرض ومقدرش يتكلم، ولكن كان باين على وشه الحزن والأسى، فصرخت عائشة وهي بتشد على شعرها بجنون_يا قُصـي!
هنا حس عُدي إن فيه حاجة غلط، فقرب على معاذ وهو بيقول بحذر وكإنه مش عايز يسمع الحاجة اللي جت في باله_قُصي ماله يا معاذ؟
هنا قربت الهام بعد ما سمعت اللي دار وسألت بقلق_ابني
ابني فين؟
مقدرش معاذ يرد، فتناوب عنه الحارس اللي قال وهو ناكس راسه في الأرض_قُصي باشا حصل هجوم على عربيته واتقلبت وانفجرت بيه، ومن قوة الانفجار مش لاقيين ليه أي أثر غير بواقي هدومه
اتجمددت الهام تمامًا وزاغت نظراتها، في حين زعق عُدي بغضب وهو حاسس بالرعب على اخوه_إيه الكلام العبيط اللي بتقوله ده!
وسع من قدامي
قالها وهو بيدفع الحارس وبيتجه لعربيته، لحقه ياسين بسرعة بعد ما سمع اللي اتقال وبالفعل خرجوا من البيت عشان يعرفوا حقيقة الموضوع، وبأمر من معاذ خرج معاهم عدد كبير من الحراس عشان يأمنوهم بعد ما شاور ليهم
أما فرح فكانت حاسة بصدمة، فاتشبثت بـ دليلة وهي بتقول_قُصي راح يا ماما!
ربتت دليلة على إيديها وهي مثبتة عينيها على اللي منهارة على الأرض ومحدش قادر يهديها، مكانتش في حالتها الطبيعية، موقفتش صريخ وهي بتعافر على نفسها تقوم ولكن مكانتش متحكمة في اعصابها، حاولت مريم تضمها من وسط دموعها على حالتها ولكنها كانت رافضة إن أي حد يقرب منها، أما إلهام فقعدت على الأرض وهي حاسة الدنيا بتضيق بيها، يدوب لسة مفاقتش من صدمة إن حبيبها وشريك عمرها راح ولقت ابنها البكري راح هو كمان!
ابنها اللي كان يعتبر عمود من اعمدة البيت!
اتحاملت عائشة على نفسها وقامت بملامح باين عليها الاعياء، مكانتش مصدقة اللي بيتقال، حبيب عمرها وزوجها راح
مكانتش مستوعبة قسوة الحدث
فمجرد ما وقفت وقعت من طولها واغمى عليها، ومن شحوب وشها اللي باين بشكل واضح جدًا، اتخض معاذ وبسرعة مال عليها وهو بيحاول يفوقها ويخبط على وشها ولكنها مش بتستجيب تمامًا، فقالت مريم بقلق من وسط دموعها_الحقنا بدكتور يا معاذ الله يخليك
بص لمريم بقلق وفلحظة شال عائشة واتحرك بيها مع مريم على فوق
حطها على السرير برفق واتجه بالفعل عشان يجيب دكتور، أما مريم فحاولت انها تفوقها فراحت جابت ازازة برفيوم من المحطوطين على التسريحة وترش بيها عليها ولكن بلا فايدة، كانت جسد من غير روح، وكإن السبب الوحيد اللي كانت عايشة عشانه في الحياة مبقاش موجود
فبالتالي، ملهاش وجود هي كمان...

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناDonde viven las historias. Descúbrelo ahora