الحلقة السابعة

1.2K 32 3
                                    

الحلقة السابعة

"قبل أيام"

صحيت وهي بتتألم من رقبتها من نومتها الغلط اللى على الكنبة، اتعدلت وهي بتتحامل على وجعها، وبصت ناحية السرير ولكن ملقتهوش، سمعت صوت من الحمام فعرفت إنه جوا، شوية وخرج وهو مغير هدومه وبينشف شعره المبلول بالفوطة، ولإنه كان لابس لبس خروج استنتجت إنه خارج، ولكنها تصنعت عدم الاهتمام رغم إنھا جواها أسئلة كتيرة أولها هيروح فين وهو يدوب  من شوية كان جرحه ملتهب، خد باله من إنھا صحيت، بصلها شوية وبعدين سرّح شعره وحط برفانه وخرج من غير ما يوجه ليها أي كلمة، حاسس إن أي كلام بينهم الفترة دي هيزيد من تأزم الوضع بينهم، وقفت وهي بتتنهد بضيق وهي مش عارفة هو ليه بيعذب نفسه بالشكل ده
واحد لسة خارج من الموت بأعجوبة وبدل ما يفضل نايم لحد ما جرحه يطيب بيخرج ويستقوى على نفسه كإنه بيتحدي المرض
ولكنه قُصي، وهيفضل كده!
كانت عايزة تاخد شاور ولكنها افتكرت إنها سايبة كل هدومها في الشقة، ففتحت الدولاب بتردد وخدت حاجة من هدومه
كل الأحداث اللي حصلت نستها إنها تروح تاخد هدومها
ولكن مش مشكلة يمكن دي إشارة إنھا مش هتطول هنا..
خرج من الأوضة واتجه ناحية أوضة مكتب أبوه جلال، فتح الباب من غير ما يخبط زي عادته ودخل وقعد على الكرسي وحط رجل على رجل وقال بحدة_بتخطط لإيه يا جلال؟!
ابتسمله وهو مشبك إيده في التانية وقال_أنتَ عارف أنا عايز إيه كويس
زادت نبرة صوته شوية وقال_قولتلك مش هضم شغلي على شغلك
أنا مش تحت أمر حد حتى لو أنت!
سند جلال ضهره على الكرسي ومسك سبحته بيقلبها بين إيديه وقال بغموض_لمصلحتك أنتَ ومراتك إنك ترجع تشتغل معايا تاني
سكت شوية بيستوعب جملته لحد ما فهم مغزى كلامه، فمال ناحية المكتب وهو بيضيق عينه وبيقول بحذر_تقصد إيه؟
بتهددني بـ عائشة؟
رفع كتفه وقال ببساطة من غير ما يبصله_والله أنتَ أدرى بنفسك
عايز تعيش بسلام يبقى تيجي تحت طوعي وأنا بتعهدلك إن مفيش حاجة هتمس مراتك
وهخلصلك على نصار من غير تردد
اظلمت نظراته وحس بغضب رهيب بيزيد جواه من ابوه اللي قادر يستغل أقل نقطة ضعف ليه، وفلحظة خبط على المكتب بقوة وزعق_أنا مبتهددش
وأظن أنتَ عارف كويس إيه اللي أقدر أعمله
واللي عندك اعمله يا جلال يا راوي
انتفض ووقف وشاورله بصوباعه بتهديد_أحسنلك ولمصلحتك متاخدنيش عدو ليك
يا بابا...
سابه وخرج من المكتب وهو بيقفل الباب وراه بعنف، أما جلال فضل مكانه بيتابع أثره وهو بيضحك بخبث
هو بالفعل مش هيقدر يئذي ابنه، لكن يقدر يئذي عائشة عادي عشان بس ابنه يرجعله تاني، مش عاجبه حتة إن قُصي بيعمل لنفسه امبراطورية بعيد عنه، فكل ما بعد قُصي
قلت قوته..
نزل لتحت يستقبل معاذ وأخده لملحق صغير في طرف الڤيلا كان عمله مكتب ليه زمان، سلم عليه وقعدوا على الكنبة فقال معاذ_كان نفسي أشوف وش نصار بعد اللي حصل
ابتسم قُصي وقال بثقة_ولسة..
_كلمت رجالة يدوروا وراه عشان يعرفوا وقت وميعاد صفقة الهيروين الكبيرة اللي هيصدرها، بس الفكرة إن اللي معاه قادرين يداروا على الموضوع بذكاء
اتكلم بعملية، فرد عليه قُصي وهو بيفكر_لو قدرنا نعرف هما بيتقابلوا وبيتفقوا فين الأول كل حاجة بعد كده هتبقى سهلة
_الأكيد إن نصار ليه مكان فعلًا، ولكنه مش معروف، يمكن مسجله باسم وهمي عشان كده مش عارفين نوصله
أيده قُصي_بالظبط، لو قدرنا نعرف مين العصفورة في الشركاء اللي بينقله الأخبار، هنعرف منه كل حاجة
سكت شوية معاذ وبعدين قال_سيب الموضوع ده عليا، على بالليل بالظبط هعرفلك مين
ابتسم قُصي وهو بيبصله بخبث_ووقتها أنتَ عارف هتوديه فين كويس
هز راسه وهو بيضحك_يا سلام!
والله اشتقت.
ضحكوا شوية وفضلوا يتكلموا في شوية حاجات عن الشغل، لحد ما قال معاذ_الغريبة إن جلال الراوي ساكت لحد دلوقتي!
ابتسم قُصي بسخرية وقال_ومين قالك إنه ساكت!
لسة مهددني بعائشة من شوية
اتوسعت عيون معاذ وقال_هي وصلت لكده!
لازم تاخدها وتقعدوا في مكان تاني غير ده، طول ما هي هنا مش في أمان
ضم قُصي شفايفه وبعدين رد_بالعكس عائشة في آمان هنا أكتر، رجالة نصار معندهمش جرأة يتهجموا على الڤيلا، وكمان طول ما أنا جنب جلال هعرف هو ناوي على إيه ودي حاجة مضايقاه
هز معاذ راسه بتفهم فكمل قُصي_أخلص بس من نصار واعرف مين وراه، وبعدها موضوع جلال الراوي سهل..

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناWo Geschichten leben. Entdecke jetzt