٢٠

3.9K 113 32
                                    

دموعها وهي تشوف الطريق امامها مزدحم ، ضغطت على الفرامل تحاول تخفف السرعة لكن ارتخت ملامحها تمسح دموعها بعنف وهي تضغط على الفرامل بشكل اقوى تنفي بخوف من استوعبت إنه مُعطل : لا !
رجعت انظارها للأمام تشوف السيارات امامها ترتعب من فِكرة إنها تتسبب بموت احدهم وهي تلف المقود لأقصى درجة لليمين تخرج عن المسار فوق الرصيف بسرعة جنونية تتقلب السيارة مِرارًا و تِكرارًا بشكل مُدمر يستحيل خروج احدهم حي من داخلها يتصاعد الدخان منها يقطر البنزين يلي يدل على سرعة الأشتعال وهي في الداخل تنزف دمها كله تخترق بطنها زجاجة ، مثبثرجسدها بشكل يدل على إنكسار احد اضلاعها..
_
« القاعة ، عند روح »
كانت واقفة امام الباب لجل لا تتبلل من المطر  تضم اكتافها من برودة الجو و عيونها على السماء تتأملها و على ثغرها إبتسامة جذّابه مُثيره غير معقولة ، لانت ملامحها من حست فيه يترك شماغه على اكتافها تلف انظارها له تشوف هدوء ملامحه الغريب تسمع سؤاله يلي تركها توسع عيونها بصدمة : اضايقك؟ تختفي إبتسامتك من تشوفيني
وضحت الدهشة على وجهّا لكنّه شتت انظاره بهدوء يتأمل المطر مثلها بسكون يفكر فيها ، نزلت انظارها لـ كفه بتردد انهته من لامس اصباعها الخنصر كفه بخجل شديد تنتظر منه يمسك كفها لأنها "تذوب" و ما تتحمل إنها تبادر اكثر..
ابتسم ثغره و قلبه و روحه من حس فيها تحاول تبادر لكنّها تخجل وهو يدري لجل كذا شبك كفه مع كفها مباشرة بدون اي إنتظار يستغل هالشي ، يخلل اصابعه بين نعومة اناملها ينبض قلبه بـ هيام مُباشرة يعض شفته يمنع إبتسامته من التوسع اكثر..
ابتسمت بخجل وهي تحس بإبهامه يمسح على ظهر كفها بحنان : كنتي المستقبل و صرتي الحاضر و ما تصيرين ماضي
بللت شفايفها بحب و ابعد هو كفه يلف لها يحاوط خصرها يقربها له يناظر ثغرها : كنتي بخيالي و منامي و الحين صحوتي ، انتِ كنتي حلم و صرتي حقيقه ماراح اضيع هالفرصه
غمضت عيونها بتوتر من حست فيه ينحني يمنع الهواء يمر من بينهم يعدم المسافه و البُعد ، تلامس شفايفه شفايفها بهدوء تحول لـ شغف في ثواني قليله ، حست فيه يسلب انفاسها و كلامها و مشاعرها كلها ، يكشف لها شعور جديد ما كانت تعرفه ، يضيئ جُزء مجهول كان بقلبها ، يسقي مكانه الظمآن في روحها ، المكان المخصص له لكنّه لطالما كان يشعر بالعطش و الظمأ يدور على ساقيه الوحيد ، شد على خصرها و روحها يقربها له اكثر و كأنه مستحيل يتركها لأنه ذاق الحلو و ماله نيه يتركه ، قبّل حرام ثغرها و مكانها الممنوع على اي شخص بإستثنائه ، تلذذ بتقبّيله لها و استمتع و كثير يحس بمشاعر كانت مستحيله له لأنها هي يلي يقبّلها و يسلب انفاسها ، كان مثل غيمه بائسه لها آمال دون فايده لكن هي مرت من فوقه تنتج كهرباء غريبه تبرق و ترعد تسبب هطول المطر و هطول حبه الكثير لها ، حبه يلي يملي السماء و الأرض و يستمر بالهطول دون توقف لأنها مشاعره ناحيتها ، ظن لو قبّلها ينتهي موضوع ارادته بتقبيلها لكنّه كان ينجذّب اكثر توقعه بفخ حبها اكثر..
ابتعد بعدها لجل ياخذ انفاسه ، ابعد يناظر إحمرار ملامحها و عيونها الي تناظر الأرض بذهول و عيونها تلمع بشعور غريب ، بلل شفايفه وهو يهمس : عذابي
بلعت ريقها بخجل مستحيل ما تقدر ترفع انظارها له ، حست بالدنيا تدور من شِدة الحر الي تحس فيه بسبب الدم يلي يغلي داخلها رغم برودة الجو حولها ، كان الجو يهب البراد حولها لكن من صار يجاورها هب الحُب و الحنان يطغى على كل شي ثاني ، رجف قلبها تحس فيه يمسك راسها من الخلف يقربها له يصير جبينها يستند على صدره تحس بقُبّلته على راسها ، كان صمت مليئ بالمشاعر ما يسمعون إلا دقات قلبهم و صوت المطر ، دائمًا الصمت افضل من الكلام لأنه مُعبر اكثر احيانًا ، شدت على شماغه على اكتافها وهي تبعد ترفع انظارها له بتردد تبي تقرأه ، و شافت حنيّة نظرته و تعابيره المُغرمه في تفاصيلها ، كانت تحاول طرد الخجل قد ما تقدر لجل بس تقدر تتأمل عيونه المُغرمه فيها ، تكره إن عيونه حلوه هالقد و مُباحه لكل الناس ، ابتسم لها يشوفها تناظر عيونه بدون لا تبعد انظارها و اقترب خطوه لكن وقف من سمع صراخ من داخل القاعة تلين ملامح روح بإستغراب و بلع بحر ريقه من رجعت تصرخ توق برعب "لَـحـن !"
تسارعت انفاسه للحظة وهو يشوف روح يلي رفعت انظارها له بهمس : اهدأ
فتحت الباب تدخل ترفع فستانها تركض بالكعب تدخل للقاعة تشوف الكل يناظر توق بقلق و هي  وسطهم تبكي بلا حول ولا قوة..
رجف قلب غرام بتوتر يهلكها وهي تمسك كتوف توق : لَحن وشفيها يا توق انطقـي !
صرخت نهاية كلامها بنفاذ صبر و تركت توق كفها على صدرها وسط دموعها تتزلزل الأرض اسفلها : بالمستشفى صار عليها حادث
سكنت ملامح غرام و شهقوا الموجودين تهمس روح وهي توقف بالخلف : بحر
لفت تغادر وهي تطلع للأعلى تاخذ عبايتها و جوالها تنزع كعبها ترتدي السليبر تنزل الدرج بخطوات سريعه تفتح الباب الخارجي توسع عينها لأنه ماكان موجود ، ارتدت عبايتها و نقابها وهي تخرج من القاعة تشوف الرجال يلي كانوا بالشارع صارو متجمعين حول بعضهم و القلق واضح على ملامحهم ، دارت عيونها عليهم تتمنى وجود بحر لكن ما تشوفه ، خرجت للشارع سور القاعة
خلفها تشوف سيارته تمشي على الشارع مالها نيه للوقوف و مشت توقف تقطع طريقه تشوف كيف ضغط على المكابح بكل قوته و عيونها عليه بهدوء..
بلع ريقه برعب من وقفت امامه يفتح الباب بعصبيه لأنه خاف دهسها : وش تسويـن !
طنشته وهي تمشي للباب الخاص بالمعاون وهي تركب تربط حزامها تشوفه دخل يسكر الباب بقوة يتنفس بغضب ، ما نطقت بحرف تتفهم عصبيته و رجع يحرك بسرعة جنونية ناحية المستشفى و سيـارة تيّام مشت امامه تسبقه و السائق سهم "متسابق سابق"
_
« بيت عايض »
دخل البيت يبعد القفازات يرميها على الكنب يبعد الكاب عنه يبعثر شعره وهو يرتمي على الكنب يغمض عيونه بتعب يسمع صوت ازعاج يطلع من المطبخ وهو يتنهد ينطق : رفيف؟
خرجت رفيف من المطبخ و بيدها صحن الفشار تناظره : تم؟
هز راسه بـ زين وهو يفتح عيونه يناظرها تجلس بجنبه يهمس  : صار الحادث قدام عيوني ، شفتها
ابتسمت رفيف تشتت انظارها وهي تاكل الفشار : واحد لنا صفر لـ آل تركي
هز راسه بإيه وهو يعدل جلسته يبعد الكاجيت من حس بالحر : نبدأ برقم اثنين
سكت لـ ثواني يكمل بهدوء : إلهام
عضت شفتها تنفي بغضب : و روح !
عايض : لا لو صار لها شي بنتورط ، قد ابوها يضايقني يبي يبعدني من الحي و له الحق ، هي آل بدر مالها علاقة
ناظرته رفيف لـ ثواني بشك : لا تكون حبيتها؟
عقد عايض حاجبه يناظرها بعدم تصديق ينطق ببرود : انكتمي رحتي لـ مسار ما يعجبني
اشارت بالسكوت وهي ترفع اكتافها و قلب عايض عيونه يتمدد على الكنب و راسه على جحرها يحس فيها تبعد الفشار و تمسح على شعره..
_
« المستشفى ، بعد عِدة ساعات »
وقفت روح بداية الممر و بيدها كوبين قهوة لأن وراهم سهره طويله بسبب حالة لَحن الخطيره ، كان جسدها مُمزق من كل الجهات و عندها كسور في اماكن مُختلفه و خطيره ، كانت تراقب بحر من مسافة بعيده واقف امام باب غرفة العمليات يرخي ظهره للجدار و مغمض عينه ما تعرف وش ممكن يفكر فيه ، هو لو فتح عينه هي تعرف وش شعوره لكن هو يرفض فتحها..
مشت ناحيته تمر من جنب توق تسمع شهقاتها لكن بجنبها من يسندها لكن بحر يستند على الجدار ، اقتربت منه توقف بجنبه يلتصق كتفها مع كتفه تهمس : بحر انا روح
ابتسم بخفة رغم حزنه لأنها تعرف مكانتها عنده ، و تنهد بتعب يميل راسه يرخيه على كتفها نزل انظاره ليدها يلي تمسك فيها الكوب تهمس بخفوت : لك
مسك الكوب و لامس اصابعها يتعمد وهو يهمس : ما تعرفين وش اشرب
ابتسمت بهدوء من لامس اناملها وهي تشتت انظارها ترشف من قهوتها : خمنت ، صح؟
عدل راسه يشرب من القهوه يتذوقها و ابتسم يهز راسه بإيه يرخي راسه على كتفها : صح
ابتسمت لأنها جاوبت الإجابة الصح تهمس : سهل
_
مرت ساعات طويله و ثقيله علهم بدون اي خبر و بدون لا يخرج منها دكتور ، بكل مره يزيد عدد الدكاتره داخل غرفة العملية لكن محد يعطيهم خبر و يطمنهم ، كانوا في أعلى مراحل التوتر لكن شخص وحيد بينهم فقط الهادي "روح" هي قادره على ضبط نفسها و توترها و عصبيتها و غضبها و الحين هي تظهر هذا الشي فيها لأنها تكره الشفافيه ، لفت انظارها لـ عمتها غرام يلي نايمه على كتف جارح يلي متكتف و راسه للخلف مغمض عيونه لكنه مو نايم ، و توق يلي تعانق ذراع تيّام الهادي نايمه..
لفوا انظارهم للممر من دخل يزيد بصدمة يركض ناحيتهم : وينها؟ زوجتي وينها !
عض تيّام شفته بهدوء وهو يهمس : داخل ، و بتطلقون يعني بتطلقون لا تقول زوجتي قدامي
كان بحر يراقب يزيد بصمت و نطق يزيد بإرتباك : بس انا اعتذرت لها ما كان قصدي
عقد تيّام حاجبه و عدل بحر وقفته : وش الي ما كان قصدك؟
كان هذا سؤال تيّام و توتر يزيد مباشرة يستوعب إنها ما علمتهم و نفى : ولا شي
ناظرته روح توقف بجنب بحر : يزيد
عض شفته بخوف يهمس : ضربتها
لكن سرعان ما رفع انظاره لهم : وهي ضربتني
وسع تيّام عينه بذهول يفز يترك توق تشهق معه بفزع لأنها كانت نايمه ، و شد جارح على يده تبرز عروق ذراعه يرص على اسنانه تظهر ملامح السخرية على وجهه : ضربتها؟ انت ضارب مين يا ابن الكلب
فتحت غرام عيونها بإنزعاج و من لاحظ جارح استيقاظها وقف يعدل ثوبه : ضارب مين انـ
سكت من لاحظ سرعة بحر يمشي من جنبه يلكم يزيد على وجهه يكسر فكه وهو يلصقه بالجدار ينهل على بالضرب بعصبيه غير عاديه : تضرب اختي انت صاحي؟ اختي يالخسيس !
رمشت روح بهدوء وهي تراقب بحر ما تلومه لكن اقتربت وهي تمسك ذراعه تقاطع ضربه لـ يزيد وهي تهمس بخفوت : يكفي بحر؟
ناظرها وهو يشتت انظاره ينطح يزيد بجبينه وهو يبعد يتلمس قبضته بألم و حرقه و مشى جارح لـ يزيد يمسكه من ياقته يسحبه للكرسي يجلّسه يتكتف امامه : و الحين ، اسألك بكل هدوء ، ضربتها ليش؟
كح يزيد بألم و كل جزء من وجهه ينزف
و صرخ بحر بإنفعال من الخلف : انطق يا ##
وسعت روح عينها بصدمة من الشتيمه تغطي ثغر بحر : عيـب !
ناظرها لـ ثواني يزفر بعدها وهو يشتت انظاره عنهم يعطيهم ظهره لجل لا ينفعل اكثر و يغضب فوق غضبه..
تجمعت الدموع بمحاجر توق تغطي ثغرها وهي تشهق بحزن : ياربي على بنتي ياربي ، يالله بنتي انضربت و ماكلمتني و مادريت عنها
جلست غرام بجنب توق وهي تضمها تمسح على ظهرها بحزن..
لفوا انظارهم لـ سهم من تقدم و خلفه بعض رجال الشرطة و يظهر الغضب على وجهه يوقف امامهم : نيار و تيّام و بحر تعالوا هنا
ظهرت معالم الإستغراب على وجههم وهم يقتربون منه ، مسك سهم ذراع جارح يقربه لهم وهو يهمس بحدّه : ماكان حادث طبيعي
لانت ملامح تيّام و عقد بحر حاجبه بصداع شديد ، جارح : كيف يعني؟
سهم : الفرامل في احد قطعه بأداه حادّه و تعطل و لجل كذا صار الحادث
نفى جارح بعدم تصديق : و مين ممكن يبي يأذي لَحن؟
لف تيّام براسه لـ يزيد يشد على قبضته قبل المشي ناحيته : يزيد
مسكه سهم من ذراعه يرجعّه لهم : مو هو تعال هنا
رفع سهم انظاره لـ بحر الهادي يلي سرعان ما استوعب ينطق بسخريه : ابن الكلب عايض
عقد جارح حاجبه و نطق تيّام مع جارح بنفس الوقت : عايض؟
عض شفته بحر ينفي وهو بنسحب يبتعد عنهم كلهم و لف انظاره لـ ثواني معدودة لـ روح يلي من ناظرت عيونه شافت كيف هو يترجاها تجيه و تخفف عليه بطريقتها ، شتت انظاره وهو ينفي بعدم تصديق من حالته و كل شي صار بيوم ملكته وهو يشد على قبضته كله نيه بالإبتعاد..
_
خرج الجرّاح يبعد كمامته يشوف كيف كلهم فزو يقتربون منه ، شبك يدينه ببعضهم بجديه وهو ينطق : وضعها حرج جدًا عندها اعضاء اصيبت و حاولنا قدر الإمكان نرجعها مثل ما كانت
سكت الجرّاح لـ ثواني يكمل : و عندها إعاقه ما تقدر تمشي
لانت ملامح توق بحزن : يعني ماراح تقدر تمشي ابدًا؟
الجرّاح : إحتمال دائمه و ممكن في امل تمشي بس إذا قامت بالسلامة إن شاء الله نشوف
بكت توق بعدم تصديق تجلس و زفر تيّام بهّم يمسح على وجهه ، دارت عيون غرام بالمكان لـ ثواني تعقد حاجبها : وين بحر؟
رفعوا اكتافهم بعدم معرفة و انتاب القلق جارح مباشرة : هالولد راح يجنني وين اختفى !
إلهام : لحقته روح لا تخافون
لفوا للممر من تقدمت إلهام و غروب بجنبها توقف غروب بجنب امها بحزن : كيفها؟
سكتوا من خرجوا الممرضين يدفعون السرير الي تنام عليه لَحن توقف توق مباشرة وهي تبكي تتمسك بالسرير : لَحن حبيبتي !
مسكها تيّام بهدوء يبعدها و تعالت شهقات توق تمسك قلبها : يا عمري عليك يا بنتي يا عمري عليك !
اختفت من امام انظارها لَحن و مسحت توق عيونها بغضب تتوجه لـ يزيد تضربه كف حرق خده وهي تصرخ بوجع : حسبي الله عليك يا يزيد حسبي الله عليك يلي فرطت ببنتي ، انت السبب انت السبب !
شتت تيّام انظاره بهدوء ما يتدخل و غروب عقدت حاجبها : هو شدخله ما فهمت
غرام : ضارب لَحن كف وهي خرجت و صار عليها الحادث
شهقت غروب بعدم تصديق : الله ياخذه الوصخ
راقبته إلهام تشتت انظارها : خالي تيّام اصلًا ما كان مرتاح مدري ليه زوجها
ابتسمت غرام بهدوء لأن إلهام تسولف معاها : هي كان ودها و لأنها كانت صامله بقرارها عرفنا إن هذا نصيبها
غروب : و انتم كذا عادي عندكم روح مع بحر؟
عقدت إلهام حاجبها بسخرية : لا يكون بتضرب بحر كف؟ غررب خليك برا لا تتدخلين فيهم
غروب : انتِ شتبين احد كلمك؟
عضت إلهام شفتها على وشك الكلام لكن نطقت غرام تقاطعهم : اسكتوا إحنا بمستشفى
تنهدت إلهام تشتت انظارها ببرود تتجاهل
نظرات غروب لها
_
ركب السيارة يسكر الباب وهو يتنهد يرخي راسه للخلف يمسكه وهو مغمض عيونه بألم و صداع ياخذ جواله وهو يتصل على احدهم يهمس : ارسل الموقع جاي
سكر الخط يشغل السيارة يحرك يغادر المكان..
وقفت خطوات روح امام باب المستشفى تشوف سيارته تمر من امامها لكن ما تدري هو شافها او لا ، كل الي تعرفه إنها تبي تكون بجنبه و معه ، خرجت جوالها وهي تتصل عليه تترك الجوال على اذنها تنتظر رده لكن عضت شفتها تبعد الجوال عن اذنها من تركها تنتظر وقت طويل ما يرد..
_
« بعد يومين »
مرت يومين طويلة و مُتعِبه و مرهقة لكل شخص ، مرت يومين بدون احداث كثيره إلا إختفاء بحر المُفاجئ بعد مغادرته المستشفى اليوم الماضي محد شافه او قدر يوصل له ابدًا ، توتر الكل فوق توتره على لَحن لكن بِلا اي خبر..
خرج الدكتور وهو يبتسم : الحمدلله على سلامتها صحت و إعاقتها يمكن تتعالج
ابتسمت توق بسعادة مباشرة تتجمع الدموع بعيونها : صدق؟ يعني بنتي الحين بتشوفني؟
هز الدكتور راسه بإيه و ضحكت توق تمسح دموعها ، ناظر الدكتور تيّام المبتسم وهو يدخل يدينه بيجوب اللابكوت : تتفضل معي للمكتب اخ تيّام؟
هز تيّام راسه بـ زين و اشار الدكتور للممرضة بالإقتراب وهو يبتسم بهدوء : جهزي الأنسه لجل تشوف بنتها
ابتسمت الممرضة بخفوت وهي تمشي مع توق لجل تجهزها..
مشى تيّام مع الدكتور يلي نطق بهدوء : لَحن لازم بعد ما تتشافى تصير تروح للعلاج الطبيعي
تيّام : عشان رجلها؟
هز الدكتور راسه بإيه يفتح باب المكتب : تفضل
دخل تيّام و الدكتور خلفه يسكر الباب : بعطيك رقم اخصائي مافي مثله و تقدر تثق فيه بكل خطوه
جلس تيّام امام المكتب و مد الدكتور الكرت لـ تيّام بهدوء : هذا هو اخصائي علاج طبيعي و هذا اسمه و رقم جواله تقدر تتواصل معه
نزل تيّام انظاره للأسم و الرقم يتأمله بهدوء يرفع انظاره للدكتور : يعطيك العافية
ابتسم الدكتور وهو يصافح تيّام : الف سلامه و اخر الأوجاع إن شاء الله
_
« أحد الأسطبلات »
كان يركب خيله يمسك باللجام وهو يدخل بين جموع الناس يلفت إنتباههم بخيله الأبيض المُميز ، شد على اللجام يوقّف من حركة الخيل وهو يضحك بخفة ينزل من على الخيل يمسكه يسحبه معه يبتسم بذهول يناظر الخيل الأخر امامه : خيل بحر هنا !
ظهر الحارس يلي كان يشتغل عند بحر وهو يناظر الشخص امامه بتردد : انت صديق بحر؟
هز راسه بإيه و نطق الحارس بقلق : بحر قال لي لو ما سمعت مني خبر ليومين و اكثر اجيب الخيل لك
كان على وشك ينطق لكن اعتلى الصوت بالمايكرفون ينادون اسمه لجل المسابقة
" خيّـال سـاري آل غيـث " اخذ نفس وهو يركب على خيل يستقيم ظهره وهو يناظر الحارس : بس اخلص اجيك بنتكلم لا تروح
هز الحارس راسه بـ زين وهو يشوف خيّال يشد اللجام يتراجع الخيل من وسطهم يتوجه للمضمار..
رمش خيّال بهدوء وهو يتأمل المضمار امامه مع الحواجز و العقبات يلي راح يوجهّا كلها و بلع ريقه يبتسم من سمع صفير ابوه ينطق بصوت عالي يصدى بالمكان "انت ولدي يا خيّال انت تقدر !" من اعتلى صوت المُعلق بالمكان يعلن البدأ هو دق خيله بقدمه يحثه على الحركة وهو يستعين بالله يبدأ بالقفز مع خيله وسط الحواجز و صفير الناس و تشجيعهم ، كان يتجاوز عقبه ورا عقبه بكل هدوء و ثقه بالله ثم خيله و نفسه ، شد على اللجام اكثر ينحني ظهره للأمام يشد بركبه على الحصان وهو يقفز اخر عقبه موجوده بطريقة يسمع بعدها صراخ الناس السعيدين بتجاوزه لها بدون اي خطأ و هالشي ترك المعلق ينطق بذهول يقرب المايك من فمه : و خيّـال سـاري المركز الأول بدون اي غلط نقاط كامله !
تعالت الصفقات و ضحك خيّال بحب يغادر مع خيله المضمار يستقبله ابوه بالأحضان يبعد بعدها وهو يمسك كتفه : رفعت راسي يا ولد جعلك الجنه
ابتسم خيّال يقبّل راس ابوه وهو يمشي معه ناحية الحارس يمد اللجام للعامل المُخصص لخيله : ابوي بحر له يومين مختفي
عقد ساري حاجبه يوقفون امام الحارس : وشلون مختفي؟
اشر خيّال على الحارس بهمس : الحين نفهم
عدل خيّال وقفته يشد على جاكيته : ايه وش صار قلت لي؟
رفع الحارس اكتافه بعدم معرفة : اختفى اخر مره شفته كانت ملكته
هز خيّال راسه بإيه لأن بحر عزمه : و شفته ثاني بعدها؟
نفى الحارس وهو يرفع جواله : ولا دق علي مثل كل مره
لف خيّال على ابوه بقلق : بحر ما يختفي كذا
ساري : اهله ما سألوا عنه؟
همس خيّال بإذن ابوه : محد يعرف عن هالحارس اصلًا ، محد يدري إن بحر يحب الخيول
عقد ساري حاجبه بعدم فهم : وهو ليه مخبي؟
رفع خيّال اكتافه بعدم معرفة : هو بكيفه عاد ، بروح اشوف ادوره
هز ساري راسه بـ زين : و المسابقة؟
ابتسم خيّال وهو يتراجع للخلف : واثق بقدارتي و الباقي عليك
ابتسم ساري بهدوء و انسحب خيّال وهو يخرج يشغل سيارته الرياضيه الزرقاء يلي سرعان ما اعتلى صوتها من شغلها وهو يركب يحرك ناحية بيت ابوه مُلهم..
_
« بيت أدهم ، غرفة روح »
مرت عليها هاليومين بأكثر شكل بشع بحياتها ، إختفاء بحر عنها مو طبيعي ابدًا و مو عنها و بس عن كل اهله و هالشي يوترها و يقتلها من رعبها ، كانت توصلها رسايل غريبة طول الوقت و ما تفهم ابدًا وش موضوعها و مين هالشخص ، كل مره تروح دوامها تسرح و ترجع وهي ما تستوعب وش صار بهاليوم لأنه عقلها معه خايفه عليه..
ناظرت الرسالة الي وصلتها للمره الألف هاليوم "ما يبيك بحر ما تفهمين؟ يزيد السبب بحالة لحن و بحر يلومك"
بلعت ريقها بقلق لأن هالشي صار يستولي عليها من كثر رؤيتها له ، تذكر وقت غادر المستشفى ذاك اليوم و صارت تفكر إنه شافها و تجاهلها عمدًا ، نفت وهي تضرب نفسها كف خفيف تصحصح : روح لا ! بحر يحبك
ارتخت ملامحها بحزن وهي تهمس تعرف حبه و كلامها و نظراته و حنانه معها : يموت فيك لا تفكرين كذا ، بحر ما يلومك
هزت راسها تحاول تأكد هالموضوع لنفسها
لكن بدون شعور منها انهمرت دموعها على جوالها تتلمس دموعها بهدوء تميل شفايفها بحزن تحتقن ملامحها تتلون وهي ترفع انظارها بهدوء للباب من انفتح تظهر خلفه ورد يلي لانت ملامحها من شافت دموع بنتها تهمس : روح !
سكرت الباب وهي تقترب منها تجلس على ذراع الكنبه تحاوط وجه بنتها تناظرها بقلق : شفيك يا ماما؟ وش زعلك؟
انهمرت دموعها اكثر من رمشت وهي تهمس : ماما بحر مو موجود
تنفست ورد براحه وهي تضمها : وين بيختفي يعني يمكن ماخذ اجازه
نفت روح وهي تبعد امها تمسح دموعها : قلت له خذ اجازه تدرين عيونه وش قالت لي؟
عقدت ورد حاجبها و عضت روح على شفتها بخوف تهمس : مستحيله بدوني
ورد : يمكن قرايتك غلط
نفت روح وهي توقف : اغلط بالكل إلا بحر ، ما تعرفونه بس انا اعرفه
رمشت ورد بهدوء وهي تهمس : مافيه إلا العافيه يا ماما لا تقلقين
هزت روح راسها بـ زين وهي تفتح الشباك يقشعر جسد ورد من البرد بالخارج : برد روح لا تمرضين
نفت روح وهي تخرج راسها تاخذ نفس عميق : احترق احتاجه يطفيني
دخّلت راسها وهي تزفر تناظر امها : بكره بخرج ادور عليه
ناظرتها ورد لـ ثواني بدون لا تتكلم و خرجت بهدوء تسكر الباب..
_
« بيت جارح »
نفت غرام و يدها على قلبها وهي تدور  بالصالة خوفًا على ولدها : يعني وين راح وين !
لفت على جارح برجاء وهي تجلس بجنبه : ما حصلت خبر؟ ولا سهم؟
نفى جارح وهو مازال مغمض عيونه من الصداع بسبب قِلة النوم : اختفى و كأن الأرض انشقت و بلعته ، ماله اثر
لفوا للباب بأمل من دق و وقف جارح مباشرة يمشي بخطوات سريعه يفتحه و كله امل إن بحر خلفه ، لكن لانت ملامحه من شاف شاب واقف امامه وهو يبتسم إبتسامة جانبية : عمي نيار؟
ارتخت ملامح جارح بحزن يهز راسه بإيه : و انت؟
خيّال : انا خيّال
بلع جارح ريقه يحاول يتذكر ليش هو مألوف و ابتسم خيّال : صديق بحر في المتوسط
وضحت ملامح الفهم على وجهه وهو يشير لـ خيّال بالدخول : بحر مو هنا بس تعال حياك
ابتسم خيّال يدخل يسمع همس جارح : انتظرني هنا ثواني
كانت ثواني دخل فيها جارح لجل يعلم غرام و رجع لـ خيّال يمشي معه للمجلس : زين كيف فجأه تذكرت بحر؟
خيّال : انا وهو نتلاقى ما قطعنا علاقتنا ببعض
عقد جارح حاجبه ما يفهم : وليه حنّا ما نعرفك؟ ما يعزمك ولا شي
ابتسم خيّال لأهتمام جارح بهالموضوع يدخل المجلس : مو غلط بحر طال عمرك بس كملنا دراسة خارج السعودية و ما رجعت إلا قريب و عزمني لـ ملكته و مناسبات بعد بس ما ساعدتني ظروفي اجيكم ابد بس حاولت اسعدكم بشي بسيط
ميل جارح شفايفه لـ ثواني بتفكير يهمس بإستيعاب : انت صاحب بوكيهات الورد و الهديه يلي معها؟ كان دايم بعد كل مناسبه توصلنا و نهاية كل كرت "خ" خيّال؟
ابتسم خيّال يجلس وهو يهز راسه بإيه : انا الله يسلمك
ابتسم جارح بإعجاب تتغير ملامحه يتذكر ولده يهمس : انت جاي لأنه غاب عنك صح؟
فكر خيّال لـ ثواني بالحارس يهز راسه بإيه : بحر ما يغيب كذا يا عمي جيت ادوره لكن الظاهر حتى عندكم مو موجود
جارح : له يومين محد شافه ولا سمع منه خبر ، دورت عليه بكل مكان ماله اثر
رمش خيّال بهدوء يفكر لوقت طويل بهالموضوع و شد جارح على قبضته يبي يقول الي يتخيله لكنّه يخاف يكون واقعه : عندنا عدو
لف خيّال بنظره لـ جارح بهدوء و كمل جارح بتوتر : سبب حادث لـ اخت بحر بالرضاعه ، عطلو فراملها لكن مافي دليل لأنه تخمين من بحر و خاله
ما نطق خيّال بحرف و سكت بس يستمع لـ جارح يلي من انتهى من كلامه مسح على وجهه : تخاف عليه يا خيّال؟
ابتسم خيّال يشتت انظاره : اخاف عليه بس اثق فيه بعد ، بحر يقدر يواجه كل شي
جارح : مثلك لكن عدوه مو هيّن ، عدوه قريب منه لـ درجة مُرعبه
نزل خيّال انظاره لـ جواله يلي يدق وهو يعتذر من جارح يرد : هلا
كانت ثواني و هز راسه بـ زين : مسافة الطريق
وقف و وقف معه جارح مباشرة يبتسم خيّال وهو يصافحه : تشرفت بشوفتك يا عمي
ابتسم جارح بخفوت يمشي مع خيّال للباب يشوفه يغادر بعدها بسيارته..
_
« مستشفى العلاج الطبيعي »
شتت لَحن انظارها وهي تشعر بشعور غريب على هالكرسي يلي

تميل لها الروح فلكل روحٍ ميالWhere stories live. Discover now