✧أرض العقيق✧

✧ صوفيا ✧

ونحن في طريقنا للبحث عن عمل رأيت رجلًا كبيرًا في السن، وجهه يملؤه التجاعيد ويبدو عليه الإرهاق الشديد، كان يجر عربة صغيرة ذات الثلاثة أرجل محملة بالرمال والأحجار، قررت الذهاب إليه ومحادثته لعلي أجد عملًا في هذا المكان

_تعالَ يا مسعد نشوف الرجل إلي هناك ده ممكن يساعدنا

_السلام عليكم

_وعليكم السلام أتفضل يا بني

_يزيد فضلك ياحاج، -بصراحة- كنت بدور على شغل لو تعرف حد هنا ممكن يشغلني وأكون شاكر ليك

_تعالَ معي يابني وإسأل الرجل إلي بشتغل عنده ممكن يشفلك شغلانه

كان يحدثني وهو -بالكاد- يفتح عينه، سيرنا مسافة ليست بطويلة، توقف فجأة لا أعرف ما سبب توقفه، حاولت محدثته ولكنه كان متصنمًا

_ياحاج أنت كويس يا...

لم أكمل حديثي حيث وجدته إرتطم بالأرض أسفله تيبست قدماي لا أعرف ماذا أفعل في هذا الموقف، رؤية شخص عجوز بهذه الحالة أصابتني بالذعر الشديد، إستفقت على صوت مسعد وهو ممسك بالرجل ويوبخني لكي أبحث عن بعض الماء لإفاقته، بحثت في أرجاء المكان عن أي منزل قريب للبحث عن بعض الماء، وجدت منزلًا بعيدًا بعض الشيء ذهبت مسرعًا وقمت بطرق الباب،
إنتظرت قليلًا حتى فتح الباب عن طريق طفلة صغيرة يبدو أنها في العاشرة من عمرها كانت ذات بشرة سمراء اللون وعينين عسليتين وينساب شعرها على كتفيها والذي كان باللون الأسود الفحمي مع وجود ثلاث نقاط على جبهتها وملامحها طفولية وبريئة

_لو سمحتِ ممكن شوية ميه في رجل أغمي عليه وعايزين نفوقه

_حاضر لحظة ورجعالك بسرعة

لم تستغرق وقتًا حيث أحضرت المياة وأخبرتني أنها سوف تأتي معي لإفاقة الرجل حيث أنها شعرت بإرتجافة يدي، حينما أقتربنا من الرجل صرخت بصوت عالٍ وهي تنادي ب بابا.

جلست على ركبتيها وهي تضع يديها على وجنتي والدها وتحاول إفاقته والدموع تملأ عيناها المتلألئة
_بابا فوق يا بابا... يا بابا

_إمسك يا مسعد الميه وفوقه

أمسك مسعد بالمياة وحاول إفاقته بينما الصغيرة ما زالت تبكي وأنا أحاول تهدئتها بإخبارها أنه سيكون بخير، بعد مدة قصيرة أفاق الرجل وهو يسعل إطمأن قلبي وهدئت الفتاة قليلًا، قامت الصغيرة باحتضانه وهو يبادلها بالتربيت على كتيفها

_سلامتك ياحاج إيه إلى حصلك

كان مسعد من تحدث فبادرته بالإجابة

_ممكن يكون ضغطه وطي عشان كده أغمي عليه وألف سلامة عليك ياحاج، تعال يا مسعد نوصله البيت

_لا يابني متتعبش نفسك كفاية إلي عملتوه عشاني

_لا ياحاج ولا تعب ولا حاجة هي المسافة مش بعيدة يعني