١٧؛ حرب وسائد.

12.2K 620 206
                                    








صباح اليوم التّالي.
التّاسعة صباحًا.

استيقظت والدة سيدني على سرير ابنتها الناعم ، فورما فتحت عينيها التقط وعيها صورة لغرفة جميلة بسقف عالي وثُريّة كريستالية تلمع هناك. استقامت وارتدت الخف الذي بجانب سريرها ، في الحقيقة ، لم يكن المنبّه هو من أيقظها في تلك الساعة. إنما تفكيرها الذي لم يتوقّف للحظة بعدما سمعت ما سمعت ليلة البارحة.

" عقد عبودية"

ابتلعت ريقها وفكّرت في الأمر ، مالذي قد اقترفته ابنتها في حق هذا الرجل لتواعده وفقا لعقد؟ مالمقابل وما سيحدث إن احتجّت؟

بعد أن أنهت اغتسالها صدر صوت طرق الباب ثم استأذنت سيدني لتدخل. لم تشأ أن تستبق الأمور وتسألها عما أرادت الحديث عنه فابتسمت وحاولت التصرّف وفقا لطبيعة شخصيتها الهادئة واللطيفة.

" صباح الخير أمي ، أرجو أنكِ نمتِ جيدًا؟"
سألت وهي تفتح ستائر النوافذ مستعملة جهاز التحكّم.

" هلاّ جلستي "

جلست سيدني على كرسي التسريحة وقابلت والدتها بصمت. لا مجال لتغيير الموضوع ، هذه النظرة على وجه والدتها يعني أن تصمت وتسمع ما سيأتيها من كلام.
" أظن أنه كان مقدّر لي ألا أجد عصابة العينين رغم أنها كانت في الدرج الأول ، وأضطررت أن آتي لغرفتكما حتى أطلبها منكِ.
وقد سمعت بعض الكلمات الغريبة التي لم تسعدني... بتاتًا."

أخذت برهة لتنظر إلى ابنتها دون أن يرفّ لها جفن ، كتوكيد أنها في أكثر حالات الجدية.
" عقد؟ مواعدة مزيفة؟ عبودية؟ سيدني مالذي يحدث يابنتي؟ مالذي أوقعت نفسك فيه؟"

تنفّست سيدني بصعوبة وهمست :" أمي أنا..-"

وسرعان ما قاطعتها أمها :" لا تكذبي ، أريد الحقيقة لأرى ما يمكن فعله.."

وقفت سيدتي من الكرسي وتزحزحت لتجلس بجانب والدتها ، استمرت في النّظر لأطراف أصابعها وبدأت تشرح كيف خدعتها لولا وجعلت منها بضاعة لأجل حبيبها المبتزّ. وكيف أن لقاءها بايدواردو مكنزي كان عن طريق عقد مواعدة مزيفة تقيه من شائعات الإعلام التي تشكك في ميوله.

رفعت الأم ذقن ابنتها باصبعيها وجعلتها تنظر في عينيها. تبادلا نظرات من أعيُن لامعة وأكملت الوالدة طرح أسئلتها..
" ماذا عن قبلة الليلة الماضية ؟ مالذي تشعرين به اتجاه هذا الرجل يا سيدني؟ هل كان تمثيلا حقًا؟"

تذكرت الأخرى تلك القبلة التي جعلت منها حبيسة الليل وأفكاره. خفق قلبها ورفضت مشاعرها أن تتوازن. أصبح من الصعب عليها الأخذ برأي عقلها في الموضوع لأن قلبها يأن ويتذمّر ، مع كل قبلة ونظرة وكذا لمسة... كانت تتعلق به تعلّقا شديدًا وتشعر بجواره بما تريد أن تشعر به مع كل رجل.

لكنها لا تثق فيه.

" إدوارد لم يؤذيني يومًا ، وحرص على أن اقيم إقامة الأميرات في منزله. لم ينقصني شيء ولم يسبق أن رفض لي طلبًا. لست حزينة هنا يا أمي ، لا تقلقي.
غيرَ ذلك ، ... لا زلت لا أعرف ما عليّ فعله . تعلمين أنه ليس لي تاريخ حافل بالرجال ، وعندما وجدت نفسي أحس بأمور تلفّ في صدري كلما اقترب مني اختلطت علي الكثير من الأمور. "

أمسكت والدتها بيديها ونظرت إلى الدموع التي بدأت تتشكل داخل مقلتيها .
" أخبريه أن عليكما فسخ العقد. لا أريد لقلبك أن يتأذى..
عليكما أن تُنهيا هذه المسألة قبل أن تقعا في معضلة أكبر.
ولو تطلّب الأمر يمكنني ووالدك أن نؤمّن له مليون دولار لرد رسوم العقد."

رمشت سيدني برهبة ، هل يمكن أن يقبل إدوارد مثل هذا الاقتراح؟

في النهاية ، هزّت رأسها وقالت :" سأفكر."

" لا تفكّري ، افسخي العقد يا سيدني."

فَتاةُ المليُون دولاَر. Where stories live. Discover now