فَتاةُ المليُون دولاَر.

٢١؛ خلف البراهين قابعة.

كانت رحلة فلوريدا أفضل بكثير مما توقعت. بالقدر التي كانت فيه أيامًا فاقت خيالاتي وأحلامي الوردية ، ارتسمت عليها لمحة من البؤس المفاجئ. على الرغم من أن كل شيء يحوم في الهواء ، هو يحبني كما قال ، وأنا... كذلك ... أحبه.

ولكنني أٍدت أن أحصل على بعض الوقت لألملم شتات حياتي. لقد حصل الكثير في الأشهر القليلة الماضية وإن لم افتفت ما شعرت به أمام عيناي وأقرر ما علي فعله عن قناعة ، لن أشعر بأي شعور مناسب. هذه كانت عقليتي دائما. آخذ وقتا طويلا لأقرر القرارات التي تدوم لسنوات... أن أقول لرجل ما "نعم" ، أريد أن أكون حبيبتك. أريدك أن تكون الرجل الذي اعتمد عليه ، الرجل الذي إن نمت إلى جواره لا يشوب قلبي ذرة قلق ، عليّ أن اتنفّس ... وها أنا في طريقي لفعل ذلك.

حزمنا حقائبنا واتجهنا إلى الطائرة الخاصة مرّة أخرى ، كنت أنا وهو نحاول أن نتصرف كما اعتدنا قدر ما نستطيع ، مع ذلك ... شعرت وكأن عقبات الكون كلّها تجمعت لتعكّر صفونا تلك اللحظات.

اقترب موعد المعرض وبقيت ساعات قليلة تفصل بيني وبين اوّل انجازاتي ، تواصلت مع نيل عبر البريد الالكتروني وأكدت له أنني سأكون حاضرة في الموعد بالشكل المطلوب . ولكن ، الحياة دائما ما قدّمت لي المفاجآت التي تنثر كل شيء حولي ولن أكون قادرة على إمساك أي البقايا.

أشاهد ، صامتة.
أنظر إلى الأمام ، وانتظر الثواني التالية ..
أحافظ على هدوئي ، بالطبع ، ولكن من سيحمل ثقل قلبي؟

بمجرد أن ترجّلنا من السيارة ، جاء أحد رجال الأمن يركض من بعيد وتوقف عند قدميّ إدواردو.
" أيها اللورد ، الطائرة لن تكون قادرة على الإقلاع الساعات القادمة.
المحرّك تعطّل."

حوّلت نظري فورًا من الرجل إلى إدوارد وانتظرت منه أن يجد حلا. لا يمكن أن أغيب عن المعرض... لا يمكن!

" كم سيأخذ من الوقت للصيانة؟"
سأله ...

" أيها اللورد ، لا يمكنها الإقلاع حتى الغد."
مد له الرجل شاشة الهاتف لثواني ثم تبادلا النظرات بصمت بالشكل الذي أقلقني.

هزّ إدوارد رأسه يتفّهم الأمر ثم أخرج هاتفه من جيبه واتصل بمن فهمت أنها المسز لارسن.
" مرحبا.
هل يمكنك تدبير رحلتي فلوريدا مانهاتن فورّا؟"

صمت لثواني ثم لفّ باتجاهي وهو ينتظر منها تفقد الأمر.
نظرت إليه بوجه جدّي وكلّي ترقّب ...

" كيف لا يوجد؟ غير معقول..."

" عادي ، حتى الدرجة الاقتصادية مقبولة..."

ظلّ يحاول التفاوض معها ولكن وجهه بقي على حاله ينذرني بأن الأمر غير ممكن. كيف يعقل أن لا يتوفّر مقعد واحد لأعود إلى مانهاتن وأتمكن من حضور المعرض.