الفصل 6: يملك اسمًا

70 27 117
                                    

استطاعت إلورين ملاحظة ذلك الشاب رغم زحام العاملين على تجهيز الساحة كون ملابسه مميزة جدا، ملابس أهل المدينة مبهجة وزاهية الألوان، بعكس ملابسه الغريبة ذات الألوان الباهتة والغامقة وغطاء الرأس خاصته، تساءلت إلورين عما يفعله الآن، كما كان الفضول يتوسل...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

استطاعت إلورين ملاحظة ذلك الشاب رغم زحام العاملين على تجهيز الساحة كون ملابسه مميزة جدا، ملابس أهل المدينة مبهجة وزاهية الألوان، بعكس ملابسه الغريبة ذات الألوان الباهتة والغامقة وغطاء الرأس خاصته، تساءلت إلورين عما يفعله الآن، كما كان الفضول يتوسل داخل عقلها للتحري عن شئ ما، وحين بدا الشاب على وشك المغادرة، قررت أخيرا قبول توسلات فضولها

قالت لتميم أنها ستقوم بعمل شيء ما قبل الذهاب، انتبه تميم لطلبها الذي قاطع كلامه، والذي صودف أنه لم ينتهِ بعد

‹تلك الصغيرة لم تكن تُصغي حتى›
تذمَّر داخل نفسه، لكنه قلق من فكرة مغادرتها الآن، قد تضيع

«لن ينتظركِ والدي إن تأخرتِ، وقد تتوهين لِعلمك»

«ليست مشكلة، فأنا ماهرة في حفظ الطرق»
بدت واثقة من كلامها لذا تركها تميم تنصرف، لسبب ما وثق بقدرتها على تولي أمرها لكن شعورا سيئا ظل يراوده بعد موافقته على طلبها

ذهبت إلورين لتلحق بالشاب الذي ظل يمشي ويتأمل المكان حوله بشكل غريب حتى وقف وسط زحام من الناس
‹يا إلهي...لمَ هو سريع هكذا دائما؟ إنه يمشي فقط!›

كانت تلك فرصتها أخيرًا حين توقف، لتتأكد ما إن كان يحمل سلاحًا أم لا

أجل لم تكن موقنة من كلامها الذي قالته لتميم لذا قررت التأكد الآن

شعر بشيء يجذبه من ملابسه، وقد أثار هذا قلقه كما أثار استغرابه، نظر ليعرف من يفعل ذلك ثم تفاجأ بالفتاة الصغيرة التي رفعت رأسها إليه بعد انتباهها أنه لاحظ وجودها

«لا تملك سلاحًا كما ظننت، لهذا تركتني حين كنت مقيدة بالأمس، دعك من هذا الآن...المهم هل رأيت حقيبتي في أي مكان؟»

ظل الشاب ساكنًا في مكانه للحظات يستوعب أمر تلك المجنونة، من أين له معرفة مكان حقيبة فتاة صغيرة؟!
كما مازال يستوعب وجود تلك الطفلة بالذات تتشبث بملابسه الآن، لمَ هي مهتمة به هكذا؟ آخر شخص كان يريد رؤيته اليوم

عيناه متفاجئتان، وإلورين بدورها كانت كذلك، لكن كان بسبب ملامح وجهه الغريبة، لأن عينه هذه المرة بدت حمراء اللون رغم أنها متأكدة أن لونها كان بنيا، أما الأخرى فلم تعرف، فهي متوارية تحت شعر ناصيته، وفي تلك اللحظة تجمدت الدماء في عروقها بعد مرور شريط احتراق القرية أمامها كفيلم مُهترئ تُجبر على مشاهدته، لكنه فجأة ركض مسرعا وأفلت من يديها

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن