الفصل 8: همسات الفوضى

52 21 19
                                    

«ما رأيك أيها الصغير؟ هل نَيلُ حرِّيَّتك أصبح أمرًا سخيفًا؟»

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«ما رأيك أيها الصغير؟ هل نَيلُ حرِّيَّتك أصبح أمرًا سخيفًا؟»

تجمدت الدماء في عروقه بعد سماعه لتلك الهمسات المقرفة في أُذنه بينما تصبب العرق من كامل وجهه

إنه لم ينسَ قط، هو فقط لا يستطيع، لكن الصوت استمر في الهمس
«لدينا اتفاق... اتِّفاقٌ سهل للغاية عليك...لن تكرر نفس التصرفات الصبيانية أليس كذلك؟»

دماغه كان يُعتصر بين براثن تلك الأصوات، أنفاسه كانت مُتقطعة ضحلة، بينما تشوَّش بصره وتداخلت الألوان أمام عينيه، على الأمر أن يمر سريعا، لا يجب أن يفقد وعيه في مكان عام

«ماذا بك؟ هل أنت بخير؟»
ظلت تشده من ذراعه دون فائدة، لم يستطع الانتباه لها؛ لذا تحركت من مكانها بحثًا عن شخص يساعده

سقط على ركبتيه بينما ضغط بيديه على رأسه بشدة، ضغط يديه كان أهون بكثير أمام ما يحدث في رأسه، لكنه فجأة بدأ يسمع صوتًا مختلفًا يصدر بجانبه، كان ذلك أول صوت يخترق فقاعة الصمت الغريبة التي تعذبه، كان مُدركًا تماما أنه يسمع ذلك الصوت الغريب لأن صاحبه بالتأكيد يصرخ بجانبه، التفت برأسه بصعوبة، وما إن التفت حتى رأى من بين كل الصور المُشوَّشة وجهًا بدأت معالمه تَتَّضِح له، زيٌّ رسمي وقبعة تخص عاملي الأمن في المحطة

بحثت إلورين كثيرًا حولها حتى عثرت على حارس الأمن ذاك؛ حيث كان يؤدي وظيفته بينما أتت نحوه فتاة صغيرة شكلها فوضوي تحدثت إليه رغم لِهاثها الشديد وصوتها الذي يكاد يبكي
«أرجوك!... إنه... لا أعرف ما به... لكنه فقط ليس بخير»

نزل بركبته ليصبح بطولها بينما حاول طمأنتها
«اهدئي فقط وأخبريني ما المشكلة»
____

لم يقوَ آرام على الحديث، لكنه ما إن رأى يد الحارس تمتد نحوه حتى صفع يده بعيدًا بينما قال بصوت ضعيف
«لا تلمسني... أنا بخير، إنه مجرد صداع»

لكنها كانت كذبة واضحة لإلورين وذلك الحارس، أي أعمى سيعرف أنه ليس بخير
«توقف عن العناد يا فتى ودعني أرَ ما بك»

«ابتعد عني!»

لم يعرف كيف استطاع دفعه رغم ذلك الألم الذي طغى على حواسه، لكنه في النهاية فعلها، وللأسف ففرحته لم تدم طويلا إثر إمساك الحارس ليده مُعجزًا إياه عن الحراك
«دعني... قلت لك ابتعد!»

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن