الفصل 24: حيث الربيع

37 15 36
                                    

بعد فترة من المشي بدأت خطواته تتباطأ وسرعته أخذت في التراجع، لدرجة أنه بات يمشي خلف إلورين بعد أن كان يسير بمحاذاتها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بعد فترة من المشي بدأت خطواته تتباطأ وسرعته أخذت في التراجع، لدرجة أنه بات يمشي خلف إلورين بعد أن كان يسير بمحاذاتها

كانت رؤيته مُغَبَّشة وغير واضحة أغلب الوقت، كما أنه بدأ يكره تواجده مع تلك الفتاة، كان شعرها البنيُّ المموَّج يميل أمام عينيه يمينًا ويسارًا بشكل بدأ يزعجه، كان يقاوم بشدة تلك الفكرة الغبية التي في رأسه لكنه في النهاية استسلم لها

وفي اللحظة التالية شعرت إلورين بقبضة غريبة تشدها من شعرها، كان الألم فظيعًا كأنه سيُنتَزَع من جذوره، حاولت فكَّه ممن يشده أيًّا كان
«توقف...ماذا تفعل؟»

ظلت تضرب تلك اليد وتحاول فكَّ قبضتها حتى نجحت وحررت شعرها، لكنها ما إن رأت شكل ذلك الفتى حتى توقف عقلها عن العمل

كان غاضبًا وحاجباه معقودان بينما يُحاول باستماتة شدَّ شعرها مجددًا كأنه ينتقم منها، لكنه في اللحظة التالية وجد نفسه يتلقَّى عضة في يده فزع إثرها، كانت عضتها قوية تكاد تنزع الجلد عن يده فحاول إبعادها عنه بينما يمثل أنها لم تؤلمه

أفلتته بسرعة ثم دفعته بيديها فوقع أرضًا، ثم ما لبث أن رفع وجهه نحوها حتى باغتته بصفعة مفاجئة على خده

«إن كنتَ تظن أنك تستطيع فِعل ما يحلو لك دون عواقب فأنت مجرد غبي أحمق»
قالتها بغضب احمرَّ له وجهها بأكمله، بينما لم يفعل الأخير سوى وضع يده على خده حيث صُفِع والتحديق في ملامحها بدهشة

تركته ثم التفتت للأمام تذهب بعيدا عنه، لكنه قام سريعًا من مكانه وتبعها بينما يحاول التحدث معها، كأنه لم يفعل شيئا منذ قليل، لكنها كانت تتجاهل كلامه أو النظر نحوه، وذلك جعله يتضايق فوقف أمامها يمنعها من التقدم أكثر

«لماذا تتجاهلين ما أقوله؟»
وقفت عاقدة ذراعيها أمام صدرها بينما تضرب قدمها الأرض بسرعة رهيبة، والصبر واضح أنه غير موجود لديها

«كما لو أنك أنت الضحية، ابتعد عن طريقي!»
كانت نبرتها اللطيفة غير موجودة نهائيًّا، كأنها لم تكن لديها يومًا، لكن الأخير تحدث بجدية

«كيف ستجدين مركز الشرطة بمفردك؟! ما زلتِ بحاجة لي»

أصابتها كلماته بالاستفزاز، فتحركت من مكانها بينما تدفعه كي تَمُر، ثم تسارعت وتيرة مشيِها، وقد لحِقها الأخير بينما يُلِحُّ عليها كي تُجيبه

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن