Part 25

1.7K 63 1
                                        

~‏أرق من الغيم وأعذب من الورد الندي ..~

-عند فهد ووطن
بعد مده، فهد كان جالس في غرفته، يحاول يستوعب اللي صار من وقت ما بدأ الشيخ يقرأ عليه، وهو يحس كأن شيء كان مقفل داخله بدأ يتفكك، لكن مو بشكل كامل كان ينام بصعوبة، يحلم بأحلام غريبة، وأحيانًا يصحى على إحساس ثقيل في صدره، لكنه ما كان يعرف إذا هذي مجرد أوهام
أمه ما تركته، أصرت إنه يستمر في العلاج، وإن الشيخ يجي يقرأ عليه كل كم يوم ومع كل جلسة، كان يحس بتغير بسيط، كأن الغشاوة اللي مغطيّة عقله بدأت تخفّ، وكأن شعور الضيق اللي كان معه لوقت طويل بدأ يزول
- في جلسة جديدة مع الشيخ -
الشيخ جلس قدامه، بدأ يقرأ بنفس الهدوء المعتاد، لكن هالمرة، فهد ما حس بنفس الثقل اللي حس فيه أول مرة كان قادر يسمع، قادر يستوعب، وكأنه أخيرًا بدأ يستعيد نفسه
جلسة ورا جلسة، بدأ يحس بخفة غريبة، وكأن الضيق اللي كان مسيطر عليه بدأ يضعف، مو بس من داخله، حتى في تصرفاته، في تفكيره، في طريقة نظرته للأشياء حوله.
انكشف مكان السحر، وانكشف اللي كان وراه
بعد ما انتهت الجلسة، فهد كان جالس، عيونه ثابتة على الأرض، لكنه كان يحس إنه يشوف حياته كلها قدامه، كأنه شخص غريب قاعد يتفرج على نفسه وهو يطيح، يجرح، يهدم اللي حوله بدون ما يدري كان يحس بصدمة، بوجع غير... وجع الندم
فهد رفع رأسه، بعينه كان في ضياع، لكنه ما كان نفس الضياع القديم، كان ضياع شخص فهم متأخر، شخص استوعب بعد ما خسر
طلع ، وقف قدام السيارة، تنهد بعمق... كان يعرف وش لازم يسوي، بس كيف؟ كيف يواجه وطن بعد كل اللي صار؟ كيف يطالعها وهو يعرف إنه كان سبب الوجع اللي عاشته؟
فهد كان واقف جنب سيارته، يناظر الشارع قدامه بدون ما يشوفه فعليًا، أفكاره تسبق خطواته، كان يدري إنه ما له إلا حل واحد...انه يعلمها، بكل شيء صار، بكل شيء كان مخفي عنها
بس السؤال اللي يوجعه أكثر... هل راح تصدقه؟ هل راح تقبل حتى تسمع منه؟
مسح على وجهه بتعب، يعرف إنه ما عنده أي حق يطالبها بشيء، بس بنفس الوقت، يعرف إنه ما يقدر يخليها تعيش بنظرة غلط عنه،تحسب إنه كان بكامل وعيه وهو يجرحها بهالشكل
ركب السيارة، مسك الدركسون بقوة، ما يقدر يوصل لها برسالة، ولا حتى باتصال... الشيء الوحيد اللي ممكن يسويه هو إنه يسافر لها،

-عند هيام
كانت هيام جالسة في زاوية القاعه ظهرها مستند على الحائط، والتعب واضح في ملامحها شنطتها كانت بيدها، واليد الثانية تمسك جوالها، شاشته مضيئة برسالة سطام عيونها تحركت على الحروف، وقبل لا تستوعب، ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفايفها
_متى يجي دورنا؟
ضحكت بخفة، فهمت قصده على طول... كان يتكلم عن زواجهم، عن اللحظة اللي بيكونون فيها مع بعض بدون هالعقبات اللي تفصل بينهم بس قبل لا تكتب رد، وقفت قدامها إلهام
إلهام رفعت حاجبها واردف:
قومي باقي شوط رقص
رفعت هيام عيونها لإلهام، كانت تحاول تخفي ابتسامتها اللي مازالت معلقة من رسالة سطام، لكنها فشلت ضحكت بخفة وهي تهز راسها: ما لي خلق، والله تعبانة
إلهام عقدت يدها، نظرتها ما فيها اقتناع: تعبانة؟ ولا مشغولة في جوالك؟
ما انتظرت ردها، مدت يدها وسحبت الجوال من يدها بسرعة، وقبل ما تلحق، لمحت إلهام أول كلمة في الرسالة، رفعت عيونها لها بمكر: سطام؟
هيام حاولت تاخذ الجوال، بس إلهام رفعت يدها بعيد عنها وهي تضحك: الله الله، أخيرًا في أحد قدر يطلع هالابتسامة منك!"
هيام ضغطت شفتيها وهي تهمس بتهديد: إلهام، رجعي الجوال قبل ما أورّيك التعب صدق
إلهام ضحكت، لكنها عطتها الجوال وهي تهمس:بتكونين العروس الجاية
هيام ما ردت،
رجعت هيام تشوف الجوال، تنهدت وهي تفكر في كل شي ينتظرهم، في كل شي لازم يمرون فيه قبل ما يصيرون "مع بعض" بكل معنى الكلمة
بعد لحظات، رفعت هيام عيونها تشوف الناس حولها، فرح وضحك والحريم اللي يرقصون
أخذت نفس عميق، وكتبت رد سريع:
إن شاء الله قريب، بس لا تخليني أتحمس واجد وأنت للحين ما حليت أمورك
ضغطت إرسال، وبعدها قفلت الجوال وحطته في شنطتها
هيام مدت يدها للموية اللي جنبها وأخذت رشفة صغير
إلهام مدت يدها تسحب يد هيام: يلا قومي نسلم على غرام قبل لا تروح، لا تقولين لي بعد إنك تعبانة عن السلام بعد!
هيام ضحكت بخفة وهي تسحب يدها وتقوم
وصلوا عند غرفة غرام، الباب كان مفتوح، وصوت أمها واضح دخلت إلهام أول، وهيام وراها،

مالي غنى عنك أنا الله فيك مغنينيWhere stories live. Discover now