Part 26

2.7K 97 11
                                        

‏~سمو الأنوثه والمقام الرزين ..~

-عند فهد ووطن
وطن رفعت عيونها بسرعة، كانت تتوقع تشوف فهد، بس اللي قدامها كان شخص ثاني باسل...، لاحظ ارتباكها وتوترها قبل لا هي تستوعب نفسها حتى
مد لها قارورة مويه وهو يردف بصوت منخفض: خذي، اشربي شوي
وطن ترددت، عيونها راحت للموية ثم له، ما تعرفه، بس في هاللحظة، ما كانت تملك طاقة تفكر كثير مدت يدها وأخذتها، فتحتها ورشفت منها ببطء، تحاول تهدي أنفاسها اللي كانت لسا متخبطة
هو جلس على الكرسي القريب، أشر لها إنها تجلس: اجلسي، لا تجهدين نفسك
وطن للحظة كانت بتعاند، تبي تمشي وتطلع، بس رجولها خانتها، إحساس الثقل اللي في صدرها كان أقوى من رغبتها بالمقاومة، فـ جلست، بس بدون ما ترفع عيونها له
مرت لحظات من الصمت قطعها وهو ينطق:
كل شي بيعدي وبيصير نفس ماتحبين لا تضغطين على نفسك
وطن رفعت عيونها له أخيرًا، شافته يطالعها بنظرة ما فيها تطفل، بس فيها تفهّم غريب... تفهّم خلاها تحس إنها للحظة، بس للحظة، مو مجبرة تبرر نفسها
وطن قفلت القارورة، وبعدها وقفت
مدت القارورة له من جديد: شكرًا
باسل أخذها بدون ما يقول شيء، بس ظلت عيونه تراقبها وهي تعدل شيلتها
بدون أي كلمة زيادة، لفت وبدأت تمشي،
باسل تابعها بنظراته، نظرة ما قدر يخفي فيها انشداده الغريب لها شيء خلاه يراقبها بدون ما يدري ليه، وكأن عيونه تلقائيًا تبعتها
اللحظة اللي رفعت فيها عيونها له، حتى لو كانت سريعة، علقت في باله
شد على القارورة اللي بيده، كأنه يحاول يقطع السرحان اللي خطفه للحظة ما كان يعرف عنها شيء، بس كان متأكد من شيء واحد... هالبنت مو عادية
راقبها وهي تمشي بعيد، طريقة مشيها فيها كبرياء ناعم، مو متصنع، بس شيء يحسس اللي يشوفها إنها مو من النوع اللي يطيح بسهولة
ابتسم ابتسامة خفيفة، كأن الفكرة أعجبته، أو يمكن أزعجته...
فهد توه دخل الفندق، ذهنه مشغول وما كان منتبه لكل اللي حوله بس أول ما التفت، تفاجأ بباسل اللي كان واقف على بعد خطوات
باسل لاحظ نظراته، رفع حاجبه باستغراب قبل لا يقوم ويسلم عليه: ياهلا، وش جابك هنا؟
فهد رد وهو يحاول يخفي ارتباكه: عندي موضوع بحله
باسل ضيّق عيونه، جلسوا على جنب
باسل للحين ما يعرف ما يدري إن البنت اللي قابلها قبل شوي، اللي مد لها قارورة المويه تصير زوجة فهد

-عند سطام وهيام
تحرك جفونها ببطء، وكأنها تحاول ترجع للحياة أنفاسها كانت الثقيله، لكنها أخيرًا فتحت عيونها، نظراتها مشتتة للحظات قبل ما تركز على الشخص اللي قدامها
سطام كان هناك، جالس جنبها، عيونه مليانة شيء ما قد شافته بهالوضوح... خوف، قلق، وارتياح بنفس الوقت
حاولت تتكلم، بس صوتها طلع ضعيف: وين أنا؟
ابتسم ابتسامة بالكاد انشافت: بمكان يخليني أرتاح... لأنك بخير
عيونها تحركت على وجهه، تلاحق ملامحه اللي تغيرت، فيها شيء جديد، شيء ثقيل
همست: ليش وجهك كذا؟
ما جاوبها، بس أخذ يدها بين يديه، قربها شوي، نظراته غارقة فيها، قبل ما يمرر إبهامه بهدوء على عرق يدها الناعم
بصوت منخفض، لكنه مليان إحساس، نطق بجملة خلت قلبها يتوقف لثانية: ترا دمي يمشي بعروقك
رمشت بسرعة، استوعبت وش يقصد، نظرتها تحولت ليده على يدها، بعدها رفعت عيونها له،مصدومه والتأثر في ملامحها: سطام..
قاطعها، صوته كان هادي:لا اتقولين شيء... كذا أحسن
هزت رأسها ببطء، تحاول تستوعب
هيام بلعت ريقها، تحاول توازن مشاعرها اللي قلبت فوق تحت بلحظة نظرتها ظلت معلقة على سطام، على هدوئه اللي يخفي تحته عاصفة ما تدري وين بتوصلها
يدها بين يديه، تحس بدفء جلده، بلمسة أصابعه اللي تمر بلطف، كأنه يحاول يطمنها حاولت تستوعب... هو تبرع لها؟ متى؟ كيف؟ ليش؟
قبل لا تقدر تنطق بأي كلمة، الباب انفتح، وصوت خطوات مستعجلة قطع لحظة الصمت اللي بينهم
أم هيام دخلت، ووراها إلهام،
أمها بصوت متوتر، لكنها مليان لهفة: حبيبتي... حمد لله على سلامتك!
إلهام قربت من السرير، نظرتها راحت مباشرة لسطام اللي كان لسه ماسك يد هيام، وبمجرد ما شافته
سطام رفع عيونه لهم، وبعد لحظة، بهدوء سحب يده من يد هيام، وقف وطلع
هيام ظلت تطالع الباب اللي سطام طلع منه
لكن قبل لا تغرق بأسئلتها، لمست أمها خدها بحنية: حبيبتي، كيف تحسين؟ تعبتيني علينا
هيام طمنت امها
إلهام ابتسمت وجلست جنبها: لو تشوفين كيف كان خايف عليك

مالي غنى عنك أنا الله فيك مغنينيWhere stories live. Discover now