Part 24

2.3K 74 2
                                        

‏‎~يالملاك الليّن .. العذب الرزين~

-عند فهد ووطن
بعد أيام،وطن لاحظت كيف فهد صار أقل تركيز، كيف أحيانًا يسرح بدون سبب، وكيف صبره صار أقل، حتى مع الأشياء اللي كان يتجاهلها قبل
في البداية، حاولت تقنع نفسها إنه مجرد ضغط... يمكن تعب من كل اللي صار، يمكن بس يحتاج وقت لكن بعد كم يوم، بدأت تحس إنه مو بس تعب
كانوا جالسين سوا في الصاله، التلفزيون شغال، لكنها كانت تراقبه أكثر من الشاشة شافت كيف فجأة مسك راسه بيده، كيف تنفس بعمق
قربت منه، همست بهدوء: فهد... فيك شيء؟
رفع عيونه لها، نظرته كانت مشوشة، كأنه مو متأكد وش يقول، لكنه بعد لحظة تنهد: ما أدري... أحس إني مضغوط،واحس بضيق بدون سبب واضح
وطن حافظت على هدوءها، رغم إن قلبها كان يقول لها إن الموضوع أعمق من مجرد "ضغط" ابتسمت له بهدوء،: فترة وتعدي، كل شيء يمر، يمكن بس تفكير زايد، ولا يمكن تحتاج تغير جو
فهد طالعها للحظة، كأنه يحاول يصدق كلامها، أو يمكن كان بس يحتاج أحد يقول له إنه بخير تنهد ومرر يده على وجهه:يمكن
ما بغت تكثر كلام، حسّت إنه مو مستعد يسمع شيء زيادة رجعت مكانها، لكن هالمرة قربت شوي، وكأن وجودها بحد ذاته رسالة إنها معه، حتى لو ما قال ولا شرح ولا عبّر
وبهدوء، بعد لحظات، حطت راسها على كتفه، كملت تتابع
بعد مرور وقت، وطن لاحظت التغيرات تصير أوضح مو بس شروده، حتى ملامحه... صارت فيها قسوة ما تعودت تشوفها، نبرة صوته صارت أحيانًا باردة، وأحيانًا حادة بدون سبب واضح
اليوم، كان راجع متأخر. دخل البيت، شافها جالسة في الصالة تقلب بالجوال، رفعت عيونها له بابتسامة خفيفة: تأخرت اليوم
نظر لها نظرة سريعة، رمى مفاتيحه على الطاولة، ومرر يده على وجهه بتعب: كان عندي شغل
هزت راسها بتفهم،
وطن لاحظت كيف نبرته كانت قصيرة، كيف عيونه ما استقرت عليها أكثر من لحظة قبل لا يبتعد عنها شيء فيه كان ثقيل،
ما سألت، ما ضغطت، بس وقفت من مكانها واتجهت للمطبخ، بعد دقايق رجعت ومعها كوب قهوة، حطته قدامه على الطاولة بدون كلام
فهد رفع عيونه لها، شافها تجلس،ووطن تنتظر منه يتكلم
مرت لحظات وهو ساكت، يطالع كوب القهوة قدامه بدون ما يمد يده له
وطن رفعت عيونها له، مستغربة، لكنه سبقها بصوت هادي بارد: بطلع شوي
هي ما ردت، بس هزت راسها خفيف، وكأنها مو متفاجئة، وكأنها عرفت إنه ما راح يجلس،
الباب تقفل، وهي بقت مكانها، تطالع الكوب اللي قدامه، اللي ما شرب منه
هذا كان فهد الحين... يجي، يجلس، بس ما يكون موجود فعليًا يرد، لكنه ما يقول شيء وكل ما له، صار يبتعد أكثر
وطن ما كانت غبية، كانت تحس، كانت تعرف، وكانت تستوعب هالتغيرات ، مو شيء بيزول بعد يومين

-عند سطام وهيام
هيام اللي كانت تحاول تتعايش مع هالمسافه، ومرت الأيام بطيئة، كأنها تقيس صبرهم على بعض
والوضع بين سطام وهيام، لا هو انفصال نهائي ولا هو رجوع مجرد مسافة بينهم، كل واحد فيهم يتعايش مع غيابه عن الثاني
ونظرات سطام، كلماته، وعده الأخير، كله يدور في بال هيام كانت تحاول تقنع نفسها إنها أعطته فرصة، لكنها بنفس الوقت تخاف إنها مجرد مرحلة قبل النهايه،
في مجلس، فيصل كان جالس وهو يتكلم مع نواف بصوت واطي، ابتسامة خفيفة على وجهه: شفته؟ من يوم جدي واجهها، وهو ما عاد يشوفها نفس النظرة
نواف هز كتفه بلا مبالاة:كان لازم يعرف إنها مو قد المكان اللي هو فيه، البنت ما تناسبه
قبل ما يكملون، باب المجلس انفتح، وعيونهم رفعت بسرعة... سطام دخل
وعيونه تحكي قبل لسانه: مين فيكم اللي حشر راسه بشيء ما له علاقة فيه؟
نواف رفع حاجبه ببرود، تمتم: ما فهمت قصدك
سطام تقدم، صوته نزل لكنه كان أخطر: لا تسوي نفسك غبي، تدرون وش سويتوا، وبتعلموني الحين... وش قلتوا لجدي عن هيام؟
فيصل ابتسم، كأنه يشوف الوضع مجرد لعبة: ما قلنا شيء غلط، بس وضحنا له إنك تستحق وحدة أحسن
قبل ما يكمل، سطام مسكه من ثوبه،: اللي يحدد أنا وش أستحق هو أنا، مو أنتم... ولا أحد يقرر عني
نواف وقف، رفع يده كأنه يبي يهدّي الموقف: سطام، لا تخلي مشاعرك تعميك، جدي قال لك كلمته، والبنت...
ما كمل جملته، لأن نظرة سطام كانت كافية تقطع أي نقاش، ترك فيصل بقوة،
فيصل عدل ثوبه بعد ما سطام تركه، ضحك وهو يهز رأسه: واضح إنك مره متمسك فيها، بس لا تنسى... جدي ما راح يغير رأيه
سطام التفت له، كتم كل كلمة كان وده يرميها في وجهه، لأنه يعرف... الكلام ما راح يغير شيء، لكن الفعل ممكن
نواف تنهد، جلس على طرف الكنب : سطام، لا تحرق نفسك عالفاضي، حتى لو أقنعت جدي، أنت عارف الوضع...
سطام شدّ على فكه، نظراته نزلت للحظة كأنه يحاول يكبح غليانه، بعدين رفع عيونه لهم: تروحون له وتعدّلون كلامكم... وإلا اللي بيصير ما راح يعجبكم
نطق نواف: سطام، لا تكبر الموضوع، إحنا قلنا رأينا، بس القرار عند جدي، مو عندنا
سطام ضيّق عيونه: رأيكم؟ أنتم مو أهل رأي، أنتم ناس تدخلون في اللي ما يخصكم... وإذا جدي بنى قراره على كذبكم، بتصححونه، غصب عنكم
فيصل عدل بجلسته، التفت لنواف وقال بهدوء: أنا أقول نخليه يهدأ أول، وبعدين نتفاهم معه
سطام ابتسم: أنا هادي، بس تأكدوا، إذا ما صححتوا اللي قلتموه، الشيء الجاي راح يكون أسوأ بكثير
عيونه انتقلت بين الاثنين، بعدين لف وطلع بدون ما ينتظر ردهم، لكنه عارف... إنهم فهموا رسالته

مالي غنى عنك أنا الله فيك مغنينيWhere stories live. Discover now