بنفسج في اعين الفينيق♡(بارت1)

5.3K 190 55
                                    

نزلت و كعبها الماسي يعزفُ على اوتارِ السُلمِ الذهبيِّ وخطواتُها تتسارعُ غُنجاً
والجاريات مِن خلفها كلٌ تحاولُ امساكها مِن ناحية
وذيولُ الفستانِ المتلألئ تتمرغُ في الترابِ
وضَحِكاتها تجوبُ ارجاءَ القصر المُكتظ .
خلعَت نَعليها واستدارت.
صرخت احداهن الى اين انتي ذاهبة ايتها الملكة؟
اجابت :سأتجول قليلاً في الغابة ثم اعود.
مَضت في خُطاها وهي تُمتع كل كائن في تلكَ الغابة بأوتارِ القيثارة التي خُلقت منها حبالها الصوتية
وبنغماتٍ تنشدها بصوتٍ اقحواني مُعتسل
وكل شيءٍ كان ينجذبُ نحو هذه المرأةِ الطفلة .
جابت الغابة حتى اوقفها شيءٌ اثارَ دهشتها
قربت كفها النحيل من وريقات شجرٍ اجتمعت حول بعضها
لِتَكشفَ عن بحيرةً علاها هلالٌ احمرُ
سَترت بكفها عينيها كي تحميهما مِن وميض كادَ ان يعميها ثم نظرت بكثب كي ترى
ذاكَ الوميضَ يتلاشي ليظهرَ من ورائهِ
لمعاناً ينتشرُ كزهرِ الجوري
وانفضت من كتفانِ متعضلان جناحان
يفوقان البحرِ جمالاً
بزغتا بتعالٍ وارتفاعٍ في بدايتهما كهضبةٍ صغيرةٍ
ثم ينسابان للاسفلِ بريشٍ احمرَ يُذهِلُ الابصارَ
فُرشت الاجنحة سماءَ البحيرةِ ورفرفت بحريةٍ
ثمَّ تقاربت هابطةً لتُظهرَ بين صفحاتها
وجهاً مالبشرٍ ان يملكَ مثلهُ قبلاً
فتحت ثغرها متعجبةً واقتربت تحدقُ بتمعنٍ اكثرَ وهي ترفعُ ثوبها الحريري الكبير وتدوسُ العشبَ بقدميها الناعمتين
دققت في شعرهِ البُني المُنسدل على كتفيهِ
وبريقٌ كلونِ البنفسجِ ينبعثُ من عيناهُ كأن بؤبؤهما
يحتوي على بتلاتِ من زهور النرجسِ
فهوَ يحمل نظرةً نرجسيةً بينَ اجنِحتهِ المُلتهبة
وحتى وقوفهُ في الهواء يعتليه الغرورُ
وطريقتهُ في الطيرانِ مُفتَخَرة.
له فاهٌ كحبةِ البنِ قبلَ قطافها
حمراءُ تسرُ الناظرينَ
والجسدُ يُضاهي جسدَ اعظمِ فُرسانِ مملكتها
كانَ هذا اول مشهدٍ يُذهلها منذُ صِغرها.
قاطعَ انذهالها
بروزٌ في سطحِ تلك البحيرةِ الشحاء
كانَ يتحولُ ليخرجَ من البحيرةِ
شعرٌ اسود منسابٌ لخصرٍ منتهٍ بشيءٍ لم ترهُ من قبل
لم تَكن ترا سوا شعرٍ اسود وظهرُ فتاةٍ بزَغت مِن ماء البحيرةِ ووضَعت ذاكَ الكائنَ المُذهل نصبَ اعينها.

اقتربَ الكائنُ المُذهل نَحوها فـ حَملها بينَ ذراعيه كي يبانَ الجزءُ الذي اخفتهُ المياهُ في احضانها
فكانَ ذيلَ تلك الحوريةِ اجملَ مِن ان تحتملهُ الاعين
كانت تُحركهُ واعينُ الملكةِ اليافعة تلاحقهُ
وكأنهُ صُنع مِن حجرِ الزمردِ الازرق
كانَ جَسدها منيراً كنورِ القمر
وقفت الملكة تنظرُ في ذاك الكائن ذا الجناحان
وتجحدُ الحورية المشوهة
فهي كانت تسمعُ دوماً باساطيرِ الحوريات
وجمالهن الذي يفوقُ جمالَ بناتِ ادم
ورغبةُ الرجالِ العارمةُ فيهن .
لامست يدٌ من الخلفِ كتفها المَكشوف وداعبت عِقدها المتلئلئ
عليكِ الرجوعُ ايتها الملكة فيوليت..قال الوزير تشارلد
وانزلَ يدهُ لمعصمها وهمَّ بسحبها انما قدماها وجسدها
وعيناها
ابّت المُضي
وتمركزت مكانها تنظرُ في زهرِ البنفسج الذي يسطع من وجهِ ذاك الكائن
وكأنه رمى حباتِ طلعه في قلبها
او القى تعويذةً جعلتها ساكنةً بلا حراك
اقتربَ تشارلد مجدداً هامساً في اذنها
اذن هل فتنّك هذا الكائنُ؟
همست وعيناها تتربصُ به وكأنها تريدُ خطفه
او ابتلاعه
مااسمه؟
اجابها ..هذا مايُسمونه الفينيق
اشارت باصبعها المرتجفِ نحوَ تلك البيضاء المُزرقة التي يحملها في احضانهِ
ويرمي لها الحبَ جرعات كبيرة في كل سكنةٍ وحركة
همسَ بصوت خافت :
تلك يدعونها لؤلؤة الزمرد
وهي نوعٌ مِن حواري البحرِ النادر
ثم جرها مِن كتفها واستدارت بينما كانت تراقبُ الفينيقَ يعيدُ الحورية لبحيرتها ويفرشُ اجنحته السماءَ
ليصدرَ صفير صقرٍ منتشٍ ثم يتلاشي تاركاً وراءه بعضُ من ريشه الاحمرَ على سطحِ تلك البحيرة.
نظرت الملكة لريتشادر باعين مصممة وقالت:اذاً هو الفينيق
اجابها: وهي اللؤلؤة المزرقة
سأروي لكي اسطورتها حين نصل للمملكة

شكرا لجميع القراء
لو اعجبتكم هذه الرواية
اتمنى ان تلقوا نظرةً على روايتي(رَجلين في قلبي)
♥♥

الفـينيق يعشق حورية البحرWhere stories live. Discover now