جوهرةُ قمرِ الزِئبق(بارت2)

2.4K 119 17
                                    

دخلتِ الملكةُ القصر وعيناها تُراقبان شفاهَ الوزير
وهو يحدثها عن اسطورة لم يسبق ان سمعت بها من قبل في مملكتها
كان الجميع ينحني لها وهي تتمشى في القصر
وتفكر بما حكاه الوزير
وتتذكرُ الرؤية المذهلةَ التي اخذت عقلها
صعدت الملكة جناحها وارتمت على ذاك السرير المغطى بالريش الاحمر
وبدأت تداعبه بيديها وتذهب بخيالها لريش ذاك الفينيق
فلطالما عشقت اللون الاحمر منذ صغرها
اغمضت عينيها و تمتمت في روحها
من انت ايها الفينيق؟
وهل الاسطورة التي خطها الوزير في بواطن دماغي حقيقةً؟
وراحت غافيةً بين احضان سريرها الناعم.
حل صباح عيد الامنيات والملكة اليافعة لازالت في فراشها
دخلت الجاريات من كل جانبٍ ييقظنها
ويهيئنها لهذا اليوم المنشود
ظهرت الملكة فيوليت لشعبها بفستان ازرق
وسمحت لشعرها القرمزي بالتحرر على كتفيها
ووضعت تاجاً زمريداً
وعقداً ارجواني يتلئلئ في نهدها كالشمس في صفحات السماء
كان اختيارها للون الازرق يخفي غاية في نفسها ك غاية يعقوب بدخول اولاده من ابواب متفرقة
غايةٌ لا احد يعرف سرها
علا صوتها فوق اصوات الهتفات قائلةً
شعبي العزيز انه عيد الامنيات وانا اليوم هنا ل احقق امانيكم واستمع لكلٍ منكم على حدا ضعو طلباتكم في الصندوق الاحمر الكبير وسوف نحققها انا والوزراء
واتمنى لكم عيداً سعيد
ادارت ظهرها ومشت عائدة لربوع قصرها الماسي
وهي تأسر في نفسها امنيتها
والناس من اراضي القريةِ يحيوون الملكة التي لم تتجاوز العقد الثاني من العمر
مشت في رواق القصر
والكل يحيها ..الكل يحبها
ويمتع ناظريه بجمالها
وصلت للعرشِ وهي تنظر لصورة والديها الراحلين
اعلاه وغارت في اعينها دمعات تحكي وجع بداخلها
نظرت في ارجاء العرش كي ترى نفسها كيف كانت تعبث بين احضان امها وتمسك بثوبها طوال الوقت
وامها تترك كل اشغال المملكة كي تلاعبها لبضعة من الوقت
اعتلت العرشة وهي تشاهد اطياف السعادة تغادر القصر ومالبثت ان تجلس حتى
دخل عليها منحياً رجلٌ في الاربعينيات ، من عامة الشعب
يبدو عليه الزهد والتعب
اقبل قائلاً اتمنى ان تسمح لي جلالتك بالتحدث
اشارت بيدها له كي يتكلم
امسك قبعته بتوتر
وتلعثم في كلماته
انا صيادٌ فقير ..كنت اجني قوت يومي من قارب ارسيه في البحر وارمي شباكي لتلتقط ما تلتقطه من اسماك وحليٍ ابيعها
ومنذ شهورٍ والبحر يقلب كفيه خاوياً من الطحالب حتى.
نهضت الملكة من عرشها وقالت : كيف لم يخبرني احدٌ بأن الصيد توقف
قال تشارلد من يمينها : نحن لانصيد من بحر الزئبق يامليكتي
التقطت انفاسها وجلست مجدداً وثوبها الازرق يفترش العرش
وتابع الصياد ايمكن ان اجد لديك عملاً ايتها الملكة
نظرت الملكة ل اعين تشارلد وقالت له اكرم ضيافة هذا الصياد واعطيه من خزائن القصر نقود
ودعه يصطاد في بحر الزنبق وحاولو اكتشاف سر
شح بحر الزئبق
حنى رتشارد ظهره ، سمعاً وطاعةً مولاتي.
اقترب الليل والملكة كانت غائصة في خزانة المجوهرات والخياطون حولها
يطرزون فستانها الازرق بحجرات من الزمرد الازرق
المتلئلئ حتى اصبح لها بريق كالنجم الساطع
كانت تمشي بثقل .. لا تقوى على تحريك الفستان المرصع
امرت الجميع بالخروج
وسحبت نفسها نحو خزانتها التي تحتفظ فيها ببضعة اشياء تحمل في قلبها روحاً غالي
اخرجت من بين نهدها مفتاحاً صغيراً
وغرزته في قلب صندوق عتيق
فتحت الصندوق وصوت ضحكات امها كان يعود مع صوت صرير الصدئ الذي اكل اطرافه الحديدية
قربت الصندوق من صدرها..وكأنها تحضن روح امها
فقد كانت شديدة التعلق بها
لم تكن تنم ليلة دون ان تمسك يدها وان تشم الدفئ في حضنها كانت ابتسامة امها هي ضوئها المنير
واملها ..الذي خبئته في هذا الصندوق الخشبي منذ رحيلها
كان يشع من الصندوق عقد له جوهرةٌ ارجوانية مزرقةٌ لها ضوءٌ سطع فرسم انعكاساً في السماء
وضعت كفها على الجوهرة وسحبت العقد وشدته لصدرها واغمضت عينيها كي تعود بطيف روحها لسبع سنوات مضت
.(.امي ارجوكي لاترحلي
لمن ستتركينني لست اقوى علئ الحياة بدونك
من سيمسك يدي حين انام
ومن سيخاف علي حين اغيب
ومن سيقبل جبيني وانا نائمة ...كيف استقبل وجه الحياة دون سماع صوتك في كل آنٍ
اجابتها والدتها المطروحة في الفراش بصوتٍ بالكاد يخرج من فمها
فيوليت ابنتي..بقيت لك هذه المملكة
والان انتي ستكونين الحاكمة والشعب سيكون بين يديك
سارحل وانا مطمئنة عليكي طالما الوزير رتشارد بجانبك
كان ريتشارد يقف بجانبهما ويكفكف دموعه من خده وذقنه التي لم يكن قد احتلها الشيب بعد
نظرت امها لريتشارد باحتضار فقرب ريتشارد صندوقاً
من فيوليت واعطاها اياه
والبسها المفتاح في رقبتها كعقد ولكن بلا خيط
نظرت الام قائلةً :انه من حقك اليوم يا اميرتي
لا تفتحي الصندوق الا حين تشعرين بحاجة ماسةٍ لي
واغمضت عينيها كي تفارق قصرها وشعبها وتترك فيوليت الصغيرة تبلل ضفائرها الصهباء وتشد يدها
راجيةً منها ان تستيقظ)
عادت فيوليت لوعيها وهي تمسك الجوهرة وتستر ضوئها في كفها النحيل ثم
اخذت وشاحاً قصيراً اسود لفّته حول الجوهرة حتى اختفى نورها
وارتدت العقد
وقفت على شرفة غرفتها الكبيرة
وامرت ان ينام كل من في القرية ويدخلو البيوت وتطفئ الشموع ويختفي الهمس
جلست في ارض الشرفة والسكون عم المملكة
والجميع نيام
والظلام يغطي كل شيء
وكان المملكة تحولت لارض خاوية
لا يسمع فيها سوا صوت البوم الحزين
في تلك الغابةِ
كان شعرها الاحمر ينهمر كشلالٍ يتوزع بين ظهرها وكتفيها
وعيناها المُبدِعتان خُلقاً ك حبات اللؤلؤ بلون رماذي
جمالها في هذه الليلة فاق الحواري كلها في هذه الجنة او في جنة النعيم فقد بدت كألهة من مرجان البحر
نظرت للجهتين الشمال حيث بحر الزئبق
والجنوب حيث بحرُ الزنبق
اغمضت عينيها
ووضعت يدها على عقدة الوشاح الذي لفت به الجوهرة المتربعة صدرها
وقالت في قلبها.. امي... اسفة
وفكت باصبعها النحيل العقدة فنزل إثر ذالك الوشاح وكُشِف عن النور الذي سطع من الجوهرة
فرَسم في وجه السماء قمراً جديداً
اضاء كل ما حولها باللون الازرق
والجواهر التي اخاطتها على فستانها
اخذت تتلئلئ وتعطي وجهها النحيل بريقاً يعكس لون عينيها الرمادييتين للزرقة وشعرها الاحمر يتطاير وهي تراقب بذهول هذه الخوارق
اخترق صوت صفيرٍ كاسرٍ احل الرعب في ارجاء سكونها
صوت صفيرٍ كذاك الذي سمعته في الغابة
فنظرت نحو قمر الجوهرة فرأت وسطه ناراً تلتهب وتغطي النور الذي سطع من جوهرتها حتى تناثرت النار لرماد طار في صفحات الهواء،
ثم تجمع لينشئ الفينيق من ضوء جوهرتها
حلق الفينيق هاجماً من قمر الجوهرةً وجناحاه تلتهبان
وتشعلان نار لهيبها اكل الافق ثم حط في شرفة الملكة
ونفث ناراً للسماء واعينه الارجوانية تشتعل غضباً
وقال بصوت تسربت منه بضعةٌ من دخان اللهيب الذي انطفئ في حلقه
من انتي ؟ ومن اين اتيتي بجوهرة محيط الزئبق؟

شو رائيكم بالبارت؟
شو اكتر شي عجبكم؟
القصة خيالية زيادة عن اللزوم ؟
شو تتوقعو رح يصير بالبارت القادم؟
تعليقاتكم تهمني♥♥

الفـينيق يعشق حورية البحرWhere stories live. Discover now