قمرُ حورية الزمرد(بارت4)

1.6K 96 12
                                    

جهزت فيوليت نفسها للذهاب للغابة
نزلت عند بوابة القصر وجائت العربة لأخذها
ولكنها اصرت ان تذهب مشياً الى هناك
كانت ترتدي فستاناً ازرق اخر
وكأنها بلباسها الازرق تتحدى الحورية في جمالها
مضت الملكة وريتشارد والصياد يتبعانها
فهي الشخص الذي يعرف مكان وجود البحيرة
مشوا في الغابة حتى وصلو لمنتصفها
اشارت فيوليت لشجرة التوت الكبيرة
وقالت بهمس : ورائها ايها الصياد
اقترب الصياد ونظر بين الوريقات
واسكته الذهول..
اقتربا منه ريتشارد والملكة
وخذا مكانهما وراء الشجرة وأمعانا النظر
فقد كان المشهد من وحي الابداع الألهي
كان ذيل الحورية وحده الظاهر من بين البحيرة
ازرق تملئه حجار الزمرد وبين كل حجرة زمردٍ
لؤلؤة ماسية بيضاء اللون
وقد رسمت بذيلها ضوءً رسم قمراً في السماء
وما أن ارتسم القمر حتى بزغ الفينيق من بينه
كأنه صقراً كاسر وشاع صفيره ف افزع كل وحوش الغابة
امست فيوليت يد ريتشارد خوفاً
فضمها ريتشارد اليه..هي يافعة جداً..وريتشارد كان والداً بالنسبة لها
كانت انفاسها متسارعة وترتجف ..
ولكنه ليس الخوف من تسبب بكل هذا
انما هي قوة الحب كما كان يؤمن ريتشارد
هبط الفينيق بجانب البحيرة
وبزغت الحورية الجميلة
انبهر الجميع بجمالها مجدداً..فلو رأيتها الف مرة
ستنبهر بجمالها ولن تعتاده ابداً
انما كانت تحمل شيئاً من ملامح الملكة
فالجميلات يشبهن بعضهن ..كما كانت تقول والدة فيوليت
اقتربت الحورية من الفينيق...فرفع جناحه ليسقط منه تحته
ملايين الاسماك الصغيرة ..
كانت الحورية تلتقطها كلها وتأكلها بوحشية ..جعلت جمالها ينهار ويضيع
خاف منها الثلاثة المختبؤن خلف شجرة التوت
انهت الحورية وجبتها ونظرت للفينيق بازدراء
كان منكسراً ويبدو عليه الجرح والوجع ..وكأن هيبته نزلت مع نزول كل تلك الاسماك من تحت جناحه
قالت الحورية للفينيق: تأخرت اليوم في جلبها
رد الفينيق قائلاً: لم اتصور اني سأندم يوماً على جعلك مناديتي ..لم اظن يوماً ان كل زمردة ولؤلؤة وضعتها في ذيلك ستكون سبباً في استعبادي وذلي
ضحكت الحورية قائلةً : وهل سمعت يوماً بالحواري الجميلات يتزوجن من كائنات مشوهة كالفينيق..
انت مسخ من نار
نفث الفينيق ناره ..وكأنه يريد حرقها
ضحكت الحورية وقالت : تحرقني..ومن سوف يحييك ان حرقتني..انا وحدي من يستطيع اعادتك للحياة بعد ان تموت..وانا من يعيدك من رمادك كل يوم
ان حرقتني الان لن تعود غداً للحياة ابداً
اصدر الفينيق صفيره ..كان صفيره يحوي بحة متألمة
وكانت فيوليت تبكي من وراء شجرة التوت
بينما يحلق الفينيق عالياً ..ويتفتت لكي يصبح رماداً
ثم اختفت الحورية بداخل البحيرة وانطفئ النور
نظرت فيوليت ل ريتشارد والدموع في عينيها
فامسكها ريتشارد واشار لها بيده بأن تسكت الى ان يصلوت للقصر.
اما الصياد فالمسكين بالفعل هرب منذ ساعة او اكثر
وصل ريتشارد والملكة للقصر
دخلت الملكة جناحها
وتوجهت لخزانتها ..اخرجت العقد الذي اورثتها اياه امها
نظرت لريتشارد..وقالت وصوتها يرتجف: لقد..لقد رأيت مثل جوهرة هاذ العقد في ذيلها ريتشارد
انها نفسها اقسم لك
من اين اتت امي بها..
حين استخدمتها لم اكن اعلم ان من شأنها ان تحيي الفينيق
ولكنك قلت لي ان الضوء الازرق يحييه
هل لهذا كان غاضباً
ريتشارد علي ان احرر الفينيق من يدي الحورية الشريرة
نظر ريتشارد للملكة الحائرة وقال لها: مليكتي جوهرتك عطلها الفينيق ..ولن تعمل حتى يعيد لها نواتها ..لن تستطيعي ان تستحضريه ابداً
لا اظنها فكرة سديدة صدقيني
نظرت الملكة لريتشارد وقالت له : حين رأيت الفينيق اول مرة مع الحورية..كانا يبدوان عاشقين ..كيف وصل بهما الحال الى هنا..
وانت اخبرتني بأن الاسطورة تقول (الفينيق والحورية في علاقة حب ابدي وهما مرتبطان ببعضهما عن طريق ذيلها ..تحييه كل ليلة كي تشبع شغفها وحبها به ويلتقيان كالعشاق سراً ..) اذن كيف الان الحورية تستعبد الفينيق..لا ارى هذه علامة من علامات الحب
اليس كذلك ريتشارد..ريتشارد هل تسمعني
كان ريتشارد شارد الذهن..فهو قلق على الملكة الصغيرة..فهي تقحم نفسها في الخوارق الكونية
وتتعرض للخطر في كل لحظة تفكر فيها بالفينيق
نظر ريتشارد للاميرة
وكانت عيناه تغوران بالدموع
امسك يديها وقال لها : ارجوك مليكتي..كفي
ارجوكِ كفي عن ملاحقة هذه المخاطر
والتفتي للمملكة ..والداكِ وصوني بكِ
لا اريد ان اخيب ظنهم
ابتسمت الملكة لريتشارد وقالت له : لا تخف علي ريتشارد..
امي اعطتني الجوهرة ..لغرض ما ولو لم تكن تريدني ان اعرف الفينيق لما اعطتني الجوهرة
امي تريدني ان احرر الفينيق
لهذا اعطتني اياها..
انزل ريتشارد رأسه حزيناً وخرج من الغرفة
وارتمت الاميرة في فراشها ونامت
وجاء يوم جديد تربعت فيه الملكة على عرشها
وبينما هي جالسة على كرسيها المرتفع والقيثارة تبث الحانها في ارجاء القصر ..
دخل عليها شاب يافع في العقد الثالث من العمر
بخصلات شعر بنية ..وعينان ارجوانيتان وجسد منتصب
وانحنى للملكة التي ادهشت من جمال هذا الشاب
فكادت ان تقسم انه ليس من بشر انما من الملائكة او الجان
بدأ الشاب حديثه بصوت ذا بحة اخترقت قلبَ الاميرة...: احترامي لسموك ..امثل الان بين يدي جلالتك..لقد قدمت من المملكة المجاورة..وانا اطلب منك اللجوء للعيش في مملكتك..واتمنى ان تعطيني احد الاكواخ في حقول القطن فأعيش هناك..واعمل في الفلاحة لحساب المملكة
نظرت الملكة للشاب الوسيم..وقالت دون تفكير: بالتاكيد..
نظر ريتشارد لها وانزعج من تسرعها..فهي ذات قلب متسرع ما ان ترى رجلاً وسيم حتى تسحر به
قال ريتشارد للشاب : مااسمك ايها الغلام
تلعثم الشاب وبدى على وجهه امارات التوتر
ثم قال بصوت متوتر : اسمي مالك..
تعجبت الاميرة ..من اسمه ..فهي لم تسمع بهذا الاسم في مملكتها الاعجمية
ثم امرت احدهم بأن يأخذ مالك ويعطيه منزلاً في حقول القطن وعملاً فيه
ذهب مالك ونظرت الملكة لريتشارد الذي اقترب منها قائلاً: اعجبت به كالعادة..مرةً فينيق والان شاب لانعرف اصله من فصله..مليكتي عليك ان تعجبي بشخص من عالمك ومن طبقتك الاجتماعية
اما الملكة الصغيرة فأجابته قائلة: انت لاتؤمن بالحب من اول نظرة..ولكن انا اؤمن به
ابتسم ريتشارد فقد ارتاح قليلاً حين احس بأن الملكة
اعجبت بهذا الفتى او احبته من النظرة الاولى كما تدعي...
قلب الملكة الصغيرة يتغير بسرعة ..
قال ريتشارد للملكة: والفينيق
اجابته: اظنني سأنسى امره
منذ غداً سأنزل للاشراف على حقول القطن بنفسي.

انتهى البارت
تتوقعوا الملكة رح تتخلى عن الفينيق ؟
مين تتوقعوا هالشب الوسيم الي لجئ للملكة؟
وياترا شو رح يصير بينو وبينها؟
شو اكتر شي عجبكم بالبارت؟
شكراً للقراءة احبكم جميعاً

الفـينيق يعشق حورية البحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن