مرجانةُ مالك (بارت 5)

1.6K 91 12
                                    

دخل مالك المنزل الذي خصصته له الملكة
كان كوخاً جميلاً ودافئ
تفحص كل شيء فيه
ثم قال في نفسه : ان لها قلباً حنوناً ..تشبه امها
تماماً كما كان يصف لي والدي
ثم خرج ليتمشى بين الحقول...
استفاقت الملكة فيوليت في الصباح وكان اول امر ترغب بفعله هو الذهاب لحقول القطن
وبدون تردد تم تجهيز الموكب لتركب فيه الملكة الصغييرة
وفور وصولهم نزلت راكضةً تبحث عن مالك
حتى رأت عينان تلمعان بلون البنفسج
ركضت مسرعةً ووقفت بجانبه..
ثم قالت : مرحباً ايها المواطن مالك انا الملكة وهي تلهث
صُدم مالك من تصرفها هذا ليس من شيم الملوك..تركض وتقفز وتلهو
نظر اليها وقال :اهلا مولاتي
نظر اليها فتضاربت اشعة الشمس مع لؤلؤات عينيه الارجوانية ..فانهارت الطبيعة جاثية تحت عرش جماله
كان يقطب حاجبيه لا يقوى على مواجهة خيوط الشمس التي تصيغ من شعره خصيلات ذهب براق
وقطرات العرق التي تنصب عند جبينه تزيده رجولةً
تسارعت دقات قلب تلك اليافعة ..وزادت سرعة انفاسها
كان ينتظر منها ان تتحدث ..ولكنها تراجعت للخلف واباحت لنفسها التمتع بجماله
نظرت اليه بعينيها الرماديتين ..ارادت ان تريه مدى جمال نظراتها ..ولكنه كان قاسياً..فصد عنها واكمل عمله وهو يمسح جبينه بكفه
اقتربت منه مجدداً.. وقالت له : اريد رؤيتك عند شاطئ بحر الزئبق الليلة بعد الغروب
ورحلت وهي تراقبه..عسا ان ينظر لها ولو نظرة واحدة تعيد هيبتها الانثوية لاطراف روحها البالية
انتهى مالك من عمله وهو يحمل دقات قلبه المتسارعة نحو تلك الملكة
كان يرفض حبها..انما قلبه كان يركض اليها في كل مرة يغفل مالك عنه...
حل الغروب وحمل مالك قلبه وتوجه نحو ذاك البحر ..
وبينما هو في قرابةٍ من الشاطئ
بدأ يتسرب لقلبه صوتٌ كنغمات القيثارة يشدو
بحةٌ اقشعر بدنه لها..اغمض عينيه يستنشق ذاك الصوت الملائكي..كانت جالسةً بغنج على الرمل تتلاعب بحبات الماء بيديها ..شعرها الاحمر يتدلى فوق كتفيها كي تحرك منه الريح ما تحرك
للمرة الاولى كان شعرها حراً ..لا يقيده اي تاج
ومعصميها لا تكبلهما الجواهر ..
لاول مرة كشفت عن ساقيها لرمال البحر ..
فتعلقت بقدميها الناعمتين حبات منه كي تضفي بريقاً من صنع الخيال
وقف بعيداً عنها ..يتسائل ..بأي الهة الجمال يحدق
يخمد النار التي اولعتها خصلات شعرها القرمزي في قلبه ..اقترب منها وقال بصوت هادئ ..اود ان اسميكِ مُرجانة وجثا على ركبتيه امامها
نظرت الملكة اليه بتواضع لم تعطيه لأي احد من قبل..
وابتسمت وهي تنزل رأسها ..ثم نظرت لعيناه
وسحرت بهما للمرة الثالثة على التوال
نظر اليها مجدداً..تلك الجميلة..كيف يكابر على نفسه اكثر ويمنع عنها قلبه
مرجانة ..ناداها بهذا الاسم..
وأكمل: كم فَرقتي عليّ بلا اسم الملكة يامرجانة
أيحجب ذاك الفستان المتسع خلفه كل هذه الانوثة
أم أنك بعد الغروب تتحولين ل ألهة كما في الاساطير مولاتي ..ايسعني ان اناديكِ مرجانة..لانك سَطَعتِ كمرجانةٍ ماسيةٍ في بحر قلبي
نظرت اليه من بين ملامحها الخجولة..وقالت: ايوجد جمال بالكون غير الذي تحكمه انت بعينيك !
اتحاول ان تخبرني بأنك لستَ من يعطي الشمس ضوئها!..ام ان هذه الشفاه ليست من حبات التوت التي قطفتها من مزارعي..
رد عليها وهو ينظر ليديها الناعمتان وقال:بأي حريرٍ تم صُنع يداك؟ِ وأيٌ يستحق ان يتلقى لمسةً منك؟
أيتحول كل شيءٍ تلمسينه لذهب؟..ام أنك ترصعين اطراف اصابعك بالماس كي تعطي هذا البريق الساطع؟..
وقفت الملكة وادارت نفسها خجلاً وراحت بناحية البحر وفستانها الحريري القصير ذو الذيل الطويل تتلاعب به الريح وراحت صارخةً من جانب البحر بصوتها الناعم :
بأي مملكة حاربت ؟...اكنت من جنود الروم؟ ..ام انت من اخوان هرقل؟ ..أتكسر كل شيء تنفخ عليه؟
ام تصنع من الحديد تماثيل بيديك العاريتين؟
قاطعها صارخاً وهو يتقدم اليها وصوت الموج يعزف نغمات للمساجلة التي يتغنى بهذا هذان اليافعان: اتسخرين من جسدي الضخم ايتها الملكة الصغيرة؟..ام تريدين ان احملك بيد واحدة ؟
فأدخلت قدميها لعرض البحر وقالت: بل اغازلك ايها الغلام ..ألم تعرف في حياتك سوا الكد والعمل؟
ام ان حباً مزق قلبك كي يجعلك شديداً تمقت النساء ..وتحتقر النظرات العاشقة..؟
اقترب اكثر منها وقال وهو ينظر اليها: بل انني رأيت من الحب ماجعلني اركع تحت عرش نظراتك دون ان اعطيك اي مِن دليل ..فأرغمتك راغبةً أن تطلبي مني اللقاء ..واشعلت فيك الحب دون ان اعطيك من قلبي اي بذرة اقتربت الملكة كي يبكي البحر فراقاً لذيل فستانها المبلبل ..فدفعها غاضباً بموجةٍ لحضن مالك الذي ركض ليمسكها قبل ان تقع..فكانت بين ذراعاه ..
وتربع جمال الكون جاثياً له
رفعها مالك وهو يمسك بذراعيها
لامس ذراعها الى ان وصل ليديها
كانت يداها صغيرتان مقارنةً بكفيه الخشنين
نظرت اليه بخفةً كي تلتقي وعيناه للمرة الاولى..
كانت تود ان تنحني اجلالاً لوسامته..
ولكنها اكتفت بالضغط على يديه بيديها ورسمُ بسمةٍ على شفتيها
..نطقت كي تلامس انفاسها رقبته واغمضت عينيها ليلتقي جفناها بها:
أيٌ سحرٍ فيك يامالك..هل انت ابن عرافةٍ؟
أم أنك ابن القمر من علاقة محرمة بالشمس..؟
مالذي فعلته بقلبي..؟؟وأي مرضٍ اعللت به؟
اخترقت خصلات شعرها اصابعه الطويلة ...وكأنه ينشئ بحركة اصابعه مقطوعةً من الانغام ..يعزف بها للنجوم..والقمر الذي بزغ في عرض السماء يشهد على لقائهما الاول
وقال: لست سوا ميتاً من قتلى عيناك..رفعت رأسها اليه..قربت شفتيها من حبة التوت كي تقضم منها
اغمضت عينيها ارادت ان تغمس شفتيه بين شفتيها ..ولكن ما لبثت الا ان رأته يغادر ويدخل الغابة مختفياً...غارت الدموع في عينيها وتداركت الفرحة نفسها..وكأن السماء ارتدت ثوباً من الألم ينهمر فوق تلك الصغيرة كحبيبات من الماء ..
وعادت راكضةً الى قصرها عبر الغابة الموحشة..وهي ترتعد
بينما هي في منتصف الغابة سمعت صوت صفير الفينيق..وعرفت انها قريبةً من البحيرة الزرقاء
وللمرة الأولى لم تكن وراء الكواليس في عرضه مع الحورية..كانت الحورية تنظر للملكة وانيابها تبرز من بين شفتيها المتوردتين..لا يمكن ان يُصدَق ..كيف يمكن لجمال هذا الكائن ان يتشوه في دقائق كي يخرج ورائه وحش مرعب ..
انقضت الحورية على الملكة بأنيابها
فطارت ..وجدت فيوليت نفسها تحلق في السماء..
وجدت نفسها تحت اكتافه..وتطير معه بين
النجمات تسمع تسامرهن ..وصوت القمر يغازل الواحدة تلو الاخرى
وكأن اليأس اخد منه ما أخذ فحتى جناحيه ماعادا يتركان ورائهماً ذاك البريق المحمر
تأملته الملكة ودقات قلبها تكاد تقف ..ومالبثت حتى سقطت ارضياً مغشياً عليها ..

رأيكممم بالبارت؟؟
شو توقعاتكم وشو رح يصير بين مالك والملكة؟
شو اكتر شي حلو ؟؟
لو اعجبتكم ماتبخلوا عليي بتصويت ^_^

الفـينيق يعشق حورية البحرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora