نهاية الرواية ..

1.8K 122 16
                                    


فتحت فيوليت عينيها ..لتجد ذاتها مرمية إلى جانب البحيرة ..بجسدها الهزيل وثوبها الحريري
تسمع صوت النوارس حولها ..صوت الموت والخوف
نظرت حولها لتجد مالك ..مغشي عليه أرضا إلى جانبها
ينزف من رقبته من موضع عضة أشبه بعضة اسد
ولا أحد حوله
ركضت نحوه بعد ان تمالكت نفسها في الوقوف
نظرت لبشرته كيف شحبت ..كيف يبدو عليه الموت ..والتعب
لامست بكفها وجنته لتجدها باردة كالثلج
حضنته لصدرها لتشعر بثقل رأسه و رخيه
لم تعي كيف صارت تصرخ وتبكي ..لم تعي كيف نهض من دواخلها حزن دفين
كل من تحبهم ..يغادرون ..كل من تحبهم تختارهم الحياة ليبتعدون عنها
حاولت ان تنعشه ان تبحث عن انفاسه ودقات قلبه
ولكنه كان خامداً لا شيء حي فيه سوا دموعها التي تنهمر عليه
بكت طويلاً دون أي فائدة ضربت صدره بقوة
ناجته وهي تلامس وجهه وتقبله مجدداً ..: ارجوك ..لا تذهب انت أيضاً ..ارجوك يا مالك
شعرت بحركة حولها في الماء نظرت نحو البحيرة لترى حورية البحر
تخرج منه وتتجه نحوها كان لها ساقين كالبشر
وكان فمها ملطخ بالدماء ..وقد كانت فيوليوت شبه واثقة أنها دماء مالك
تحدثت الحورية وهي تتجه نحو فيوليت تنظر لها بترصد ووحشيه : ألم تكفيني أمك منذ زمن ..الأن جئت انت ؟
نهض فيوليت ووقفت امام جسد مالك لتصرخ بوجهها : مالذي تريدينه مني ... ماذنب مالك بكل هذا لما وما شأن امي
توقفت الحورية في مكانها مطولاً ..صمتت وهي تصدر ضحكة طويلة ..ثم قالت بصوت عال : كنت ذات يوم أعيش في سلام في بحر الزئبق ..حيث لا مكان هناك سوا للعيش الجميل بين الاسماك وكنت وحدي الحورية الجميلة في المحيط
كان الفينيق حبيبي وصديقي الوحيد وكان يعتني بي طويلاً
لقرون طويلة ظللنا اصدقاء على مر الازمان والملوك
إلى ان استلمت امك الحكم
ورأت الفينيق للمرة الاولى ..كي تسرقه مني ..ويصبحان صديقين ..صار الفينيق يقصر بحقي
ولم يعد يهتم بي كثيراً ..وبقيت الحال هكذا ..تحملت اهمال الفينيق ..فقد كان صديقي ايضاً
حتى جاء يوم سمحت الملكة فيه بالصيد في بحر الزئبق
وقام احد الصيادين برمي شباكه علي
في ذاك الحين إثر دخول الشباك بين زعانفي ماتت مياه البحر ومات كل مافيها من السم الذي صدر من زعانفي
وحضرت الملكة والفينيق ..وحل غضبي عليهما
كان السبيل الوحيد كي أعيش بعد نثر سمي هو ان انتقل لماء عذب يطهر زعانفي كل يوم
ولا يكون فيه أي مخلوق غيري ..أو ان اشرب دم بشرية جميلة
في تلك للحظات وحين اخبرتهما بهذا نقلني الفينيق للبحيرة ..وصار عبدا لي في سبيل أن اترك ملكته تعيش
وقد سلمني حياته وقلبه وماعاد يستطيع الانبعاث سوا من نور الجواهر في ذيلي
حتى جاء يوم وظهر وجهك الحقير وبدأتي تلاحقينه ..وتناديه وتحاولين التجول حوله

صمتت فيوليت والصدمة تتملكها ..كانت دوما تثق بأن امها تعرف شيئا عن الفينيق
وها قد تأكد كلامها
نظرت فيوليت نحو الحورية وقالت لها : و مالك ماذنب مالك
قالت الحورية لها : انظري لهذا .. وهي تجمع يديها لتظهر من بينهما كرة زرقاء تتحول تدريجياً لقلب شبيه بقلب الانسان ولكن بلون البنفسج
نظرت فيوليت نحو القلب في يديها وكيف مذ ان نبض بين يديها
ارتعش مالك ورائها ..التفت إلى الوراء لترى مالك يرتفع في الهواء رويدا
ثم بخفة يبزغ له جناحان جميلان ..جناحا فينيق
ظهرت لشعره لملامحه لعينيه ..كيف صار يتحول إلى الفينيق
نثر ريشه ونفض جناحيه ..اصدر صفيره و تبخر لرماد
بلحظة اشتعلت النار به بأكمله فتحول لرماد

ارتمت فيوليت ارضا وهي تصرخ وتلامس الرماد باصابعها ..كان قد خلف رماداً عظيماً
صرخت بصوت عال : لا يمكن ان اصدق مالك هو الفينيق ..يا إلهي

نظرت نحو الحورية وصرخت بوجهها هيا أرجعيه ارجعيه وإلا سأقتلك
ضحكت الحورية وادارت ظهرها لفيوليت عائدة للبحيرة
بينما عادت فيوليت تلملم الرماد بعينيها ..وانسكبت فوقه باكية ..
وأثر اول دمعة حريقة نزلت من عينها رأت النار تُشعل بالرماد
عادت تنبشه بيديه وتبكي مجدداً وتهمر دموعها صرخت بصوت عال من صميم قلبها : مالك أحبك ..احبك أيها الفينيق
ثم نهضت بينما تشتعل النار لتنادي الحورية بينما تمسك غصن من الارض
غرزت الغصن بكفها وقالت للحورية : تعالي اشربي من دمي ولكن اتركيه ..حرريه ..دعيه يعيش
استدارت الحورية وكانت تتأجج غضباً
بينما تقترب الكرة الزرقاء من بين يديها نحو فيوليت
كانت الحورية تبدو بحالة من الجنون
في حين فيوليت تلاحق الكرة لتجدها قد دخلت في لهيب النار الذي اشتعل وصارت فيها

تأملت فيوليت النار وهي تبكي ..كانت تود ان ترتمي فيها كي تتبع مالك
ولكنها ما ان اقتربت حتى تحولت السنة اللهب لريش احمر وصدر الصفير الذي يرجف قلبها
نظرت لمالك كيف يظهر من بين اللهب ويعود فينيقا حياً كما كان
لم تصدق كيف عاش مجدداً امامها
لم يكن بوسعا سوا ان تركض إليه كي يتحول منذ ان صارت قريبة منه لهييئته البشرية ويحضنها

نظر في عينيها بينما يلامس خديها ..ثم قال لها : لقد حررتني ..ضحيتي لأجلي ..وعشقتني وكان الحب وحده هو السبيل الوحيد للنجاة

قالت له وهي تبكي بسعادة : احبك ..احبك وسأحبك

اقترب منها وقبل شفتيها ..ليشع نور في السماء وتتكسر الجواهر في ذيل الحورية وتتفتت كما لو انها لم تكن إثر قبلتهما

امسك مالك بيد فيوليت بينما يتأملان الحورية تتبخر امامهما
قبل جبينها ..وحضنها مجدداً لم يكن ليشبع منها ولم تكن لتشبع من عينيه الارجوانيتين
اخذته من يده وعادت به للمملكة
كي يصبح للمرة الاولى طائراً اسطوري ملك على البشر ..

الفـينيق يعشق حورية البحرTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon