|| 2 ||

19.5K 2.2K 552
                                    

السلام عليكم حبيباتي!
اعتذر جداً ع التأخير، تعرفوا مو من عاداتي.. بس انشغلت بالأغنية اللي كنت مجهزتها لهاري والحمدلله نزلت
اللي ماشافها يمديه يشوفها هنا:

https://youtu.be/MUpCZw4-wcw

وبما اني انهيتها ف خلاص رح يرجع كل شي زي ماكان ان شاء الله وبحدث وغيره :$

انجوي ❤

_____________________________________

قبضتُ يداي على الورق وعُلبة الألوان، ثم أخذتُ نفساً عميقاً وطرقتُ الباب.

"صباح الخير!" قلتُ مبتهجة وأنا أفتحُ باب الغرفة.
رفع هاري رأسهُ من بين كفّيه ونظر لي بصمت.
"لقد.. لاحظتُ بهجتك بالأمس عند رؤية الألوان وفكرت.. ربما يمكننا رسم شيءٍ معاً؟" سألته بينما رفعتُ له الأغراض التي جلبتها معي.
هزّ هاري رأسهُ إيجاباً.

ابتهجتُ جداً لموافقته فهذه أول ردة فعلٍ يبديها منذ الأمس.
تقدمت ثم قمتُ بدفع كرسيه المتحرّك نحو مخرج غرفته.

"هل تتدرّب على المشي مؤخراً؟" سألته أثناء طريقنا للحديقة.
كان هاري صامتاً.
"إذا نعم فقط إرفع لي إبهامك." قلتُ طالبةً منه.
رفع لي هاري ابهامه فقط.
جيد، هذا يعني بأنه سيقف على قدميه قريباً.

وصلنا للحديقة الخلفية، وقمتُ بالتوجه نحو طاولة صغيرة تحت الشجرة.
وضعتُ أدوات الرسم، وباشر هاري بأخذ الورق واختيار الألوان.. لقد بدا على طبيعته.. وكأنه بدأ يعتاد وجودي.

"سأقضي اليوم كله معك، أليس هذا رائع؟" قلتُ مبتسمة وأنا أقوم برسم وجوهٍ ضاحكة.
لستُ جيدة في الرسم ولكني فقط أريد مشاركته.

القيتُ نظرة على ورقته الذي بدا مركزاً عليها أكثر مما يجب.
لم تكن رسمة.. كانت متاهة غير مفهومة..
عبارة عن خطوط متداخلة ببعضها وعدّة ألوان وخربشات غير مفهومة.

انهيتُ رسمتي التي بدت مضحكة كرسمة أطفالٍ في المدرسة، ثم انتظرتُ هاري ليفرغ من رسمته.
وبعد عدة دقائق وضع هاري الأقلام جانباً وتفحصّ رسمه.
مددتُ له يدي ليُريني ورقته، فناولني إياها بهدوء.

كانت مرعبة لأكن صريحة، غامضة ومخيفة..
متاهة من الألوان الغير مريحة، الصارخة جداً، وخربشات جانبية وخطوط متداخلة لتكون رسمة غريبة.

"هاري، هذا رسمٌ جيد، يسمونه بالفن التجريدي على ما اعتقد، هل يمكنني الإحتفاظ بها؟" طلبتُ منه.
في الحقيقة أنا أنوي إعطائها للطبيب هوران فهو جيد جداً في قراءة خطّ اليد، ولربما يمكنه مساعدتي في كشف بضعة أشياء عن هاري.

هزّ هاري رأسه إيجاباً.

"شكراً لك، سأضعها في غرفتي." قلتُ مبتسمة ثم صمت قليلاً.
أحتاج لحثه على الحديث..
"أنا جائعة، ماذا عنك؟ انذهب لغرفة الطعام؟" سألته.
هزّ هاري رأسه مجدداً.

نهضتُ من على الكُرسي ودفعتُ بكُرسي هاري المتحرّك للداخل مجدداً ثم توجهتُ لغرفة الطعام.
كان اليوم هو يوم فطائر الجُبن المقلية، فقمتُ بأخذ القليل ثم خطفتُ عبوتين من العصير وعُدت لهاري الذي كان يجلس أمام الطاولة ويحدّق في النافذة.
وضعتُ الطعام فوق الطاولة وفتحتُ عبوة العصير ثم بدأتُ في الأكل.

"ألن تأكل؟" سألته.
التفت هاري ونظر لي ثم نظر للطعام ومدّ يده ليأخذ قطعة.
"هذا الجُبن جيد، عليّ شراء مثله، أتحب الجُبن؟" قلتُ وأنا أحاول فتح مواضيع الحديث.
بينما انتظرتُ ردّ هاري قمتُ بشرب القليل من العصير خاصتي.

"رايجن..؟" انطلق صوت كريس من خلفي مما جعلني ارتعب وأبصق العصير من فمي في وجه هاري.

"يا إلهي كريس، انظر ما الذي جعلتني أفعله!" قلتُ سريعاً وقد نهضت من كُرسييّ وتوجهتُ نحو هاري ومسحتُ وجهه ولكن لفت نظري شيئاً ما..

كان مبتسماً.. لأول مرة هاري كان يبتسم..

"أكان ذلك مضحكاً؟" سألتهُ مبتسمة.
هزّ هاري رأسه إيجاباً.
"سأبصقُ لك العصير كلّ يوم." قلتُ ضاحكة.

سعل كريس ليلفت انتباهي.

"هاري، انتظرني لحظة.. " قلتُ له ثم توجهتُ نحو كريس.

"ما الذي تفعلينه هنا معه؟" سألني قلقاً.
"ما الذي تقصده؟ لقد طلبتم مني علاجه، وأنت كدت أن تفسد الأمر." قلتُ حانقة وبصوتٍ منخفض.
"أجل، معالجته، وليس الجلوس معه وتبادل الأحاديث." قال متهكماً.
"تبادل الأحاديث؟ إن لم تلاحظ فالرجل تحت تأثير صدمةٍ ما لدرجة أنه لا يتحدث حتى." قلتُ بجدية.
"لا يهم رايجن، فقط تذكري ماوقعتي عليه." قال محذراً ثم مضى.

عُدت للطاولة، وجلستُ مكاني.
"أعتذر، ذلك كريس، صديقي في الغرفة المجاورة.. إنه مزعج وفضولي بعض الشيء." قلتُ له ضاحكة.

"بالمناسبة هاري؟ ابتسامتك جميلة جداً، يجدر بكَ الإبتسام أكثر." قلتُ له، وقد لاحظتهُ يبتسم مجدداً.

كان ظريفاً جداً، وهو قد ابتسم فقط، اتساءل مامدى ظرافته لو تحدث فعلاً أو بدأ يمشي ويتصرّف بحُريته.

"لنعد؟" سألته مبتسمة ثم نهضت وتوجهتُ خلف كُرسيه المتحرّك لأدفعه.
ضغطتُ زر المصعد ولكنهُ لا يستجيب، حاولتُ مجدداً ولكن لاجدوى.

"أظن بأنهُ علينا أخذ السلالم." قلتُ متنهدة.
كان المجمّع يحتوي على نوعين من السلالم، السلالم العادية والسلالم المستوية لأجل الكراسي المتحركة، فأخذت السلالم المستوية.
لقد اخترتُ اليوم الخطأ لأرتدي الكعب العالي..

بينما كنتُ أحاول الحفاظ على ثباتي في السلالم المستوية مع الكعب العالي ودفع هاري، انكسر كعب حذائي فجأة لأسقط أرضاً من السلالم التي صعدتها.
لم يكن وقوعي ما أثار صدمتي بل مناداة هاري بإسمي "رايجن!" عندما وقعت.

إعادة تدوير الإنتحار | h.sWhere stories live. Discover now