|| 17 ||

14.3K 1.9K 124
                                    


شابتر صغنن، بس بما إني في إجازة ف رح أنزل كثير، خصوصاً لو شفت التفاعل *-*

+ بما إن القصة ع وشك تنتهي ف أحب اقلكم انو في قصة جديدة ف الطريق.. ومهمة جدا جدا جداا ❤

______________________________________


كان مكتبي هادئاً على عكس ذهني الذي ضجّ بالأفكار، بينما نقرتُ بهدوء فوق أزرار الحاسوب، ثم توقف لأتأمل ماكتبته.

بعد خمس سنين من العمل والجهد في هذا المركز ها أنا أطبعُ خطاب إستقالتي، لم يخطُر في ذهني يوماً بإني سأستقيلُ بهذهِ السرعة ولهذا السبب.

وضعتُ الورقة التي طبعتها جانباً ثم أخرجتُ الصناديق الكرتونية وبدأتُ بجمع أشيائي، إيطارات الصور، شهادات الشُكر المعلقة، والتُحف الآثرية التي كنتُ أزين المكان بها.

مع كُل قطعة أضعها في الصندوق كان قلبي يوخزني، فهذه ليس مجرد أشياء بل ذكريات، لكل قطعة هنا ذكرى معينة عشتها، ولا أندم على أيّ منها.

لكن الجانب المشرق، أنا لن أبتعد للأبد، أستطيع رؤية زملاء عملي خارج المركز فهم يعرفون عناويني وأرقامي ولكن.. ماذا عن هاري؟

للحظة، تذكرتُ سؤالهُ ذلك اليوم..

لا أستطيع توديعه، فأنا لو رأيته هو حتماً سيقوم بطرح السؤال ذاته مجدداً وأنا لا أملك الإجابة.
الأمر ليس مجرد وظيفة وإستقالة وحسب وإنما أنا لستُ متأكدة من مشاعري تجاه هاري.
من المحلوظ أني أميلُ له ولكن.. هل هو حُب؟

حملتُ أشيائي ثم خرجتُ من المكتب وتوجهتُ نحو سيارتي لأضع كلّ شيء في المقاعد الخلفية.
ثم صعدتُ مجدداً وأخذتُ ورقة إستقالتي من فوق المكتب ثم توجهتُ نحو مكتب كريس لأطرق الباب.

"تفضل." قال صوت كريستوفر من الداخل ففتحتُ الباب وتقدمت بهدوء.
"هذهِ ورقة إستقالتي." قلتُ بصوتٍ منخفض.
"هذا الأفضل للجميع، رايجن." قال مُهدئاً
ثم نهض من كُرسيه وتقدم نحوي ليضمني في عناقٍ ودّي.

كان العناق هو كلّ ما أحتاجه في هذه اللحظة، بعد الضغط والتعب.

أجهشتُ ببكائي في صدر كريس، الذي استمرّ في معانقتي.

"يمكنكِ رؤية هاري قبل الرحيل إن أردتِ." قال بهدوء ليُبهجني ولكن ماقالهُ حطّمني أكثر.
"لا أُريد." قلتُ ببساطة ولم أشرح السبب فأنا لا أستطيع إخبار كريس إن هاري قد عرضَ عليّ الخوض معهُ في علاقة.
"كما تُريدين." قال بنبرة دافئة ثم ربّت على ظهري.
"سأُساعدكِ في البحث عن وظيفة أُخرى." قال لي ليُحاول التخفيف عني.
"شكراً لك." همست، وقد تركتُ عناقهُ أخيراً ومسحتُ دموعي.

خرجتُ من مكتب كريستوفر، وتفاديتُ المرور بأحد، وتوجهتُ سريعاً نحو سيارتي لأُعيد مُحرّكها للحياة وأعود لمنزلي.

أتوق للراحة.. للراحة من كلّ شيء، أردتُ العودة لمنزلي لعلّني أجدُ في النومِ مهرباً مؤقتاً.

كان وجهُ هاري أمامي وهو يسألني ذلك السؤال، أشعرُ بالسوء للمغادرة بهذهِ الطريقة دون إخبارهِ ولكني لا أملكُ حلاً ولستُ متأكدة من مشاعري تجاهه، هو لا يستحقُ أن يُكسر قلبهُ بهذه الطريقة..

وصلتُ للمنزل أخيراً واستلقيتُ فوق سريري دون تبديل ثيابي حتى، أردتُ النوم فقط.
وعندما أستيقظ سأقوم بطباعة سيرتي الذاتية لأوزعها على كل المستشفيات في الجوار آملة أن يتم قبولي في أحدها، فأنا لا يُمكنني البقاء هكذا دون وظيفة.

..
كيف وصل بي الحال هكذا؟

..

إستيقظتُ صباحاً وقمتُ بتناول إفطاري بهدوء لأول مرّة، فأنا دائماً ما أستيقظ على عجل، من الجيد الحصول على وقتِ راحة كهذا.

وللحظة تذكرتُ نزهاتي الصباحية مع هاري وكيف كانت ممتعة، في كلّ يوم كنتُ أتعلم شيئاً جديداً عنه وكنتُ أشعر بالسعادة ليس فقط لأني حصلتُ على معلومة تساعدني في علاجه، بل لأني كنتُ أتوق لمعرفة شخصيته، كان مثيراً للإهتمام في نظري.. ولازال.
أتمنى أن تتم معالجة هاري وأن يخرج ليعيش مجدداً كأيّ شخصٍ آخر، فهو يستحقُ هذا.

على الإعتراف بأن قضاء يومي دون عمل ممل جداً ولكن ذهني كان منشغلاً بالتفكير في كلّ مايحصل.
أكادُ لا أصدق بأني إستقلت..

قمتُ بطباعة سيرتي الذاتية وخرجتُ من منزلي وقمتُ بتوزيعها على المستشفيات مع تحديد موعد لمقابلة العمل.

في طريق عودتي لم أستطع محاربة رغبتي المُلحة وأخرجتُ هاتفي واتصلتُ بكارلوس.

"مرحباً؟" سأل مستغرباً، على الأرجح هو لم يحفظ رقمي.
"مرحباً كارل، هذهِ أنا رايجن." قلتُ بلُطف مصطنع.
"أهلاً رايجن، لما لم تأتي اليوم؟ أفتقدتُ عقد الصفقات معكِ بخصوص هاري." قال ساخراً وقد لمحتُ بعض الجدية في كلامه.
شاركتهُ الضحك بطريقة مصطنعة.
"لقد إستقلت." قلتُ بهدوء.
"وأفترض أنكِ إتصلتِ للإطمئنان على هاري؟" سأل وقد إكتشف أمري.
"في الحقيقة.. نعم.. تقريباً.." قلتُ مترددة.
"هو بخير، ولكن كان مزاجهُ متعكراً اليوم، لربما من إستقالتك." أخبرني.
"أنا لم أخبره." قلتُ له وقد شعرتُ بالسوء حيال هاري.
"حقاً؟ هذا غريب.. على العموم عليّ الرحيل الآن، أحادثكِ لاحقاً." قال سريعاً ثم أقفل الخط.

كان مزاج هاري متعكّر..
ولكن كلّ شيء سيكون بخير، هو سينسى قريباً وستتم معالجته.. وسيكون كلّ شيء على مايرام.

حاولتُ تهدئة نفسي ولكن عبثاً أحاول.

هذه الفترة ستكون الأصعب بالتأكيد..


إعادة تدوير الإنتحار | h.sWhere stories live. Discover now