|| 14 ||

16.6K 1.9K 210
                                    

"ماذا حدث؟ تبدين مُحمرّة؟" سأل كريس بينما كان يقود سيارته بخفة بين الشوارع المزدحمة.
"أنا فقط.. أشعر بالحرّ في هذهِ السترة." قلتُ مبتسمة بطريقة مريبة.
ألقى عليّ كريستوفر نظرة سريعة ثم عاد ينظر للطريق.

بعد لحظتي الصغيرة مع هاري تحت الشجرة حدّق في عينيّ لمرّة أخرى ثم تمتم "تصبحين على خير" ورحل.. وكأنه لم يخبرني بصاعقة قبل قليل.
بعد رحيله بثوانٍ خرج كريستوفر مبتسماً، حاولتُ جهدي التصرف بهدوء ولكن كانت نبضات قلبي مسموعة لآخر المركز.

لاحظتُ كريستوفر يقوم برفع التكييف، فخلعتُ سترتي وابتسمتُ له.

"رايجن، هل لي بسؤال؟" سأل كريستوفر من العدم ليجعلني أتصبب عرقاً مجدداً.
"بالطبع." أخبرتهُ ببساطة رغم أني لا أريده أن يسأل ولكن ماذا يمكنني أن أقول؟..
"لماذا وافقتِ على إصلاح ماكان بيننا؟" سألني وقد ركزّ ناظريه على الطريق.

صمت..

"صدقاً لا أعلم.." أجبتهُ أخيراً.

كنتُ في لحظة غضب حينما هاتفته، وقد كان كلّ مايشغلُ ذهني هوَ هاري وكيف كان يتصرف كالمغفل، وأردتُ نسيانه فقط.
ولكني لا أستطيع إخبار كريستوفر بهذا.

"لا تعلمين؟ ليس لأنكِ.. إفتقدتِ أوقاتنا بشكلٍ عام؟ أو لأيّ سببٍ آخر؟" سألني بنبرة يتخللها الأمل.

صمتُ مجدداً.
وفهمَ كريستوفر صمتي فاستمرّ بالقيادة دون طرح المزيد من الأسئلة ولكن كان من الواضح جداً أن مزاجه تعكّر.

ركنَ كريستوفر سيارته ثم نزلنا من عليها ودخلنا للمطعم.
صدقاً لم أعد أملك شهية للطعام، لقد كان التوتر بيني وبين كريس شديداً.

أتساءل ما الذي يملكهُ هاري ولا يملكهُ كريس؟ ما الذي جعلني أنجذبُ لهاري أكثر؟ رغم أني مضيتُ وقتاً أكثر مع كريس.. وهو الذي كان يحاول جهده أكثر لكسب محبتي ولكن مع هذا.. كان قلبي يختارُ هاري دوماً.

هُنالكَ مقولة مشهورة تقول :"إحكي مكنون صدركَ لغريب ولا تحكيه لقريب."
لأن الغريب لا يعرفك، ولا يعرفُ عائلتك ولا حياتك الإجتماعية، وليسَ عدوك ولا ينوي لكَ شرّاً.
أما القريب فقد يكون أحد تلك الصفات أو جميعها..

لربما هاري كان الغريب الذي فتحتُ له قلبي الذي لم أفتحهُ لكريس، ولربما كان هاري الشخص الغريب الذي تصرفتُ على طبيعتي معه.
أعلمُ أني كذبتُ بشأن كوني طبيبة وغيره، ولكني كنتُ على طبيعتي معه... طبيعتي التي لا أجرؤ أن أكونها مع الآخرين.

"انظري، رايجن. كالحلويات التي تقومين بصنعها." قال كريس ليقوم بكسر الصمت الغير مريح الذي كان بيننا وهو يُشير للقائمة.
"صحيح، تشبهها تماماً، لا أريد مدح نفسي ولكن الجميع يحبها." قلتُ مازحة.
"حقاً؟ من قام بتذوقها غيري؟" سألني مبتسماً.
"هاري." قلتُ سريعاً ثم أدركتُ ماقلتهُ للتو.
"و.. كاميليا." أضفتُ مجدداً.

إعادة تدوير الإنتحار | h.sWhere stories live. Discover now