القداس المسيحي واﻷديان الوثنية

58 2 0
                                    


على الرغم من أن القداس ظاهرة فريدة في تاريخ اﻷديان المقارنة فإن دلالته الرمزية متجذرة في تاريخ الشعوب القديمة قبل المسيحية.

إنه يشير إلى تضحية قديمة جداً في تاريخ اﻹنسانية وهي "التضحية البشرية وما يستتبع ذلك من طقوس".

ومن هنا فإننا نتوقع أن نعثر على أمثلة أصيلة لهذا الظاهرة في التاريخ المبكر للمسيحية وفي عالم الفكر الوثني الذي كان يعاصرها.

إن لاهوت القداس يتضمن إشارات إلى تصورات سابقة في العهد القديم ويتضمن بالتالي إشارات غير مباشرة إلى الذبائح القديمة بشكل عام.

ومن الواضح أن الكنيسة بتبنيها ذبيحة المسيح والمشاركة في لحمه ودمه كانت تستثير الدفائن العميقة في التفس البشرية الوثنية : الذبيحة البشرية (التي كانت تقدم للآلهة).

غير أنني للأسف لا أستطيع أن أعالج الموضوع من الزاوية اﻷنتربولوجية الغنية بل أكتفي بذكر اﻷعراف الخاصة بذبح الملك في سبيل إخصاب بلاده وإسعاد شعبه.

ولا شك في أن إحياء اﻵلهة وبعثهم بواسطة التضحية البشرية أو تقديم الطعام للطوطم (المعبود الحيواني) كان يهدف إلى توحيد المضحين بحياة أجدادهم.

وهذا وحده يكفينا للبرهنة على أن رموز القداس تضرب عميقاً في النفس البشرية (المؤمنة حديثاً بالمسيحية).

وهذه الرموز من أقدم التصورات الدينية.

طبعاً هنالك آراء مسبقة وتحامل على الرموز القديمة ، لا بين الناس العاديين وحسب ، وإنما أيضاً في اﻷوساط العلمية.

ومفاد هذا التحامل أن هذه العادات قد اخترعت في مرحلة تاريخية معينة ثم تناقلتها اﻷجيال وقلدتها.

ومن الخطر أن نحكم على هذه الظواهر من خلال عقليتنا الحديثة.

إن الوعي البدائي يختلف عن وعي اﻹنسان الحديث في كثير من اﻷمور.

لهذا فإن الإختراع عند البدائيين مختلف عما نعرفه اليوم.

لقد كانت حياتهم تسير على وتيرة واحدة جيلاً بعد جيل.

ولم يكن ما يتبدل سوى اللغة.

غير أن هذا أيضاً لا يعني أن لغة جديدة تخترع.

إن لغتهم حية ولهذا كانت تتغير بالطريقة التي تظهر فيها اللغة العامية في أمريكا وتتدفق.

وبالتأكيد فإن الشعائر الدينية ورموزها الكثيرة تطورت على هذه الطريقة تقريباً ، في أزمنة نجهلها وأماكن متعددة لا نعرفها . . .

ومن هنا فليس مستغرباً أن نعثر على شعائر دينية تقترب كثيراً مما يمارسه المسيحيون.

وهنا تحضرني شعائر شعوب اﻷزتك وخاصة منهم الذين يمارسون شعيرة Tequalo أي "أكل الله" ، كما سجلها فراي برناردينو الساهاعوني الذي بدأ أعماله التبشرية بين اﻷزتك في عام 1529 ،

اﻷصول الوثنية للمسيحيةWhere stories live. Discover now