بدايةُ الأمر |1

12.2K 742 780
                                    

رجاءً لا تنسوا التعليقات ولا الفوت

*

كان يا مكان، وفي قديمِ الزمان، شخصٌ بقلبٍ تجرَّدَ منه الأمان،

لم يذُقْ في حياته شيئان؛ هما الحبُّ والحنان.

حتى أصبحَ مُحاطاً بأربعةِ جُدران،

لكُلٍّ منها لون، ويُحالُ أن يتطابق منهم لونان،

يقفُ هذا الشخصُ حيران،

مُحاصرٌ وتائه، بل دمعهُ أغرقَ العينان!

يجبُ عليه الاختيار قبل رحيلِ الأوان،

من سيخترق مِن بينِ هذه الجدران؟

الأحمر أمِ الأزرق؟

الأصفر أمِ الأخضر الفتَّان؟!

لما لا تسألونه، قبل أن..

يركُن قصته في أرفُفِ النسيان؟

*

أخبرني والدي أن الكدمات التي ترسي على بشرتي كالزينة على قالبِ الحلوى،

وأن الحلوى يُتقِنَّها الإناث أكثر من الذكور،

وعندما يعزمنَ على إعدادها، تكونُ قوِاهنَّ في ذروتها،

كان يلتمِسُ العُذرَ لوالدتي التي لاتزالُ في الفناءِ الخارجي بعد أن زيَّنت بشرتي بالكدمات،

كُنتُ أنقلُ بصري بين والدي الذي يُلقي عليّ بالتبريرات وبين أمي عبرَ نافذةِ المطبخ،

أعلمُ أنني لستُ قالبَ حلوى لأُزيَّن، وأن من تقبعُ بالخارج ليست أُمًّا لا لي ولا لغيري على الإطلاق!

حُجِبَ صوتُ والدي عني، كنتُ أنظرُ إليه لكن لا أسمعه، ما الشيء الذي يستطيعُ فعله صبيٌّ في العاشرةِ من عمره كي يتخلَّصَ من هذا العذاب؟

صحيحٌ ان والدي دائماً ما يكونُ موجوداً عندما أُعامل كقالبِ حلوى من قِبَلِها ليَحولَ بين حصولي على الكدمات وبين الكسور، لكن ماذا سيحصل عندما أكونُ لوحدي معها؟

احترمُ كونَ والدي لا يستطيعُ الانفصال عنها كونها زوجته الأولى وأُمُّ ولده الوحيد، لكن ما ذنبي في تحمُّلِ نفسيتها المُتخبِّطة لأنها أنجبت فتى بينما أخبرها الطبيب بأن مولودها الأول سيكون فتاة؟

فلتغضب، لكن ليس على جسدي!

ذهبتُ مع أبي ليلةَ ذلك اليوم لوحدنا، وكان مقصدُنا محلُّ الألعاب، ألم يعي والدي بعد أنني في العاشرة وقد شارفتُ على مطالع سنّ الحادية عشر؟

Four wallsWhere stories live. Discover now