مريضُ قلب |5

4K 484 378
                                    

لا تنسَ التعليقات المُجَزَّأة + الفوت عزيزي القارئ

تذكر بأنك تسعدني بذلك 😘

*

خيَّمَ الليل، وأنا لاأزالُ جالساً على كرسيّ الحديقة ذاك أُراقبُ السماءَ تارة، وما يُحيطُ بي تارةً أُخرى

رنَّ هاتفي للمرةِ الثالثة، وكان صاحبُ المُكالماتِ تلك والدتي، لهذا أنا أتجاهلها؛ فلا يوجدُ سببٌ يجعلني أسمعُ صوتها البغيضِ ذاك!

نهضتُ مُغادراً إلى المخبز، لأعتذر عن تغيُّبي وأرى وجهه المُريح؛ العجوز أقصد

ما إن وصلت، حتى رأيتُ أنوار الواجهة مُطفأة، علمتُ بأن قيو سوك لايزالُ بالداخل، دخلتُ باحثاً عنه في الخلف بما أنه لم يكن عند خزينةِ المال كما العادة، سمعتُ صوتَ ضحكات عندما اقتربت من المطبخ الداخلي

رأيتُ العجوز قيو يفترشُ الأرض عندَ الباب، سرت برودة في جميعِ أنحاءِ جسدي، تقدَّمتُ قليلاً بعدَ أن حملتُ عصا المكنسة، رأيتُ شخصان يرتديانِ السواد أحدهما يعبثُ بالأفران والآخر يحزمُ ما سرقاه من مال في حقيبةٍ زيتية اللون

عُدتُ إلى طاولةِ المُحاسبة، ضغطتُ زرَّ الطوارئ لأستدعي الشرطة، رجعتُ إلى المطبخ لكن هذه المرة لم أُراقبهما؛ دخلتُ لأُقاتل

انتبه لي من كان يجمعُ المال؛ لأنه في المقدِّمة، تركَ ما بيده وابتعد إلى الخلف رافعاً سلاحه باتجاهِ صدري

" إذا كنتَ لا تُريدَ منا أذيَّتك لا تقترب " قال بصوتٍ عالي كي يستدعي صديقه، هه وكأني لا أفهم!

أتى الآخر، لكنه لا يحملُ سلاحاً! وأيضاً رأيتُ ساقيهِ ترتجفان، لأولِ مرةٍ يسرقان؟!

خطوتُ خطوتين فتراجعَ من يحملُ المُسدَّس قائلاً والخوفُ يُعانقُ صوته: " لقد قلتُ لا تقترب.."

" وماذا إن فعلت؟ " قاطعتُ كلامه بنبرةٍ ثابته لأتأكّد من شيء، أرخيتُ يدي ومعها العصا حينما تأكَّدتُ بأن سلاحه مُزيَّف

تقدَّمتُ خطوتين باتجاهه فارتجفت يديه، قلتُ له وأنا أُقلِّص المسافة بيننا: " على الأقل أَدِّي دور المُجرمِ بحق واجلب سلاحاً حقيقياً "

فغرَت عيناه، نظرَ لصديقه الذي أصبح يرتجف كاملاً وليست ساقيه فقط، عاودَ النظر إليَّ، شفتاه ترتجفان فقلتُ: " كيفَ علمتُ بذلك؟ أمرٌ سهل.. " أكملتُ وأنا أقتربُ أكثر منه: " الأسلحة بما أنها معدنية على الأغلب ستلمع ولو قليلاً، وأيضاً لما زَندُ المُسدس مُلتصق بالسلاحِ نفسه؟ بالتأكيد لأنه لعبه! "

Four wallsWhere stories live. Discover now