Part 2

5.2K 407 49
                                    

لم يبقى سوى القليل على انطلاق الباخرة.

الكثير من الناس هنا..هم أيضا مسافرين.

وقفت أتأمل البحر و المباني البسيطة لأخر مرة لأنني سأذهب الان الى مدينة بعيدة جدا. هانسونغ. هذا هو اسمها.

انا لم اسافر ابدا من قبل في حياتي، هذه هي المرة الاولى التي سأرى فيها مكانا مختلفا.

الاستيقاظ باكرا كل يوم في نفس المكان، نفس السقف، نفس الغرفة. الذهاب للأعتناء بالحقل و حصد المزروعات وقطف التفاح..هذه هي الامور التي اعتدت عليها.

اما الان...سيختلف الامر تماما تماما.

مكان أشبه بالقصر؟

تبا هذا تعبير مبالغ جدا فيه. انا لا اهتم لا بالقصور ولا بالمراتب العليا. هذا فقط هراء. جميعنا خلقنا بشرا متساويين في كل شئ. كيف يمكن ان يكون لهذا رتبة و مكانة اعلى من ذاك؟ اولسنا جميعنا بشر؟

اولئك الذين يعتقدون ان الثراء و المال هما كل شئ..يقاتلون اخوتهم من أجل الورث، من اجل العرش...فيما قد ينفعهم ذاك؟!

''انسة؟يا انسة؟ '' سمعت الرجل ينادي

''اجل؟ ''

''هيا ستنطلق الباخرة. الست احدى الركاب؟ ''

''اجل قادمة. '' قلت و حملت امتعتي .

صعدت الباخرة، بعدها اتى ركاب اخرون، ثم أصدرت تلك الصفارة التي تعلن عن انطلاقها.

جلست على المقعد الخشبي بينما أنظر الى البحر وكم هو واسع.

كل ما كنت افكر فيه هو...هل حتى عندما اكون في هانسونغ ساتمكن يا ترى من مشاهدة البحر عن قرب هكذا و مشاهدة الحقول و المساحات الخضراء؟ ام انني سأسجن في احدى الغرف الفاخرة مع النبلاء المتفاخرين بأنفسهم؟

بمجرد التفكير في الامر، يجعلني اتخيل كم حياتي ستتحول لكابوس و سيزداد الوضع سوءا.

انا ارى أشياء من المستحيل ان يتقبلها عقل اي شخص عادي. هل سيعتقدون ايضا انني مجنونة؟

في الواقع لا ادري ما الذي يجب علي فعله.

انا لا اتحدث مع احد. لا اثق بأحد. الجميع يكذبون و يخونون. ان تكون بمفردك أفضل بكثير ان تتم خيانتك من قبل شخص وثقت به.

لا اؤمن بالصداقة، و لا حتى بالحب. لكن من يعلم؟ قد تتغير نظرتي في رؤية الأشياء؟

يعتقدون انني فتاة باردة بلا مشاعر . لأنني لا ابكي ابدا..او بالاحرى من النادر جدا رؤية دموعي مما يجعل امر رؤيتها أشبه بما يسمونه ب 'المعجزة'. و كنت قد سمعت فيما مضى أشخاصا  في القرية يتهامسون عني، يقولون انني ممسوسة من الشيطان، او ربما قد اكون شبحا. لا اصدق ان خرافات كهذه ما تزال منتشرة.  بربكم، نحن في القرن الثامن عشر، لماذا ما تزال هذه الافكار تسيطر على عقول  البشر؟

---
ها قد مرت بضع ساعات لنسمع ذلك الصفير مجددا، و هكذا يعلن عن وصولنا الى هانسونغ.

ساعدني الرجل على حمل الامتعة . بعدها نزلت من الباخرة مع بقية الركاب.

''شكرا. سأحملها بمفردي. '' قلت لينحني الرجل و يغادر.

أخرجت الخريطة التي كنت اخبأها في ملابسي.  انها خريطة هانسونغ . هكذا يمكن ان اتعرف عن الاماكن .

اما الان علي ان ابحث أولا عن تلك الاكاديمية.

بعد وصولي الى هنا.. بمجرد النظر حولي . كل ما استنتجته هو ان هذه مدينة 'النبلاء' و ذي الرتب العليا..الذين يتخذون من البسطاء عبيدا.

بعد مدة من البحث و التجول وسط المدينة يظهر امامي مبنى ضخم و مزخرف محاط بالحراس من كل جهة.

هل اخطأت العنوان و جئت لقصر الملك ام ماذا؟
حسنا سأتأكد اولا.

اقتربت من البوابة الضخمة تلك ليمنعني الحارسان من الدخول. و أخذا ينظران الي بطريقة مرعبة

''عذرا....انا اتيت للتو و لا اعرف الأماكن هنا..ما هو هذا المكان؟ ''

الحارس: ''انها اكاديمية المسايفة. هيا ارحلي. ''

انهم ينظرون الي هكذا و يطلبون مني الرحيل لأنني ابدو عامية..اجل..انظروا الي مظهري..فتاة اتت من قرية بعيدة تعمل في حقل والدتها..كيف سيكون مظهري حتى؟

''عذرا ايها الحارس. لكن انا طالبة جديدة هنا..لقد اتيت للتو..''

الحارس: ''كيف تجرؤين ايتها ال..'' صرخ علي الحارس و قام بدفعي حتى سقطت أرضا و سقطت امتعتي.

''لكن...''

الحارس: ''هيا ارحلي. هذه اكاديمية النبلاء وليس العاميين امثالك. ''

''ماذا قلت...''

بدأ يغضبني حقا هذا الحارس الغبي....سوف اقتله...
فجأة فتحت البوابة و ظهرت امرأة

''توقف! ''

تبدو شابة في الثلاثينيات. شعرها بني و طويل و تبدو جميلة. ما هذا الزي؟ اهو الزي الرسمي هنا او شئ من هذا القبيل ؟

اعتقدت انني سأكون الفتاة الوحيدة هنا. يا لبلاهتي.

الفتاة: '' دعها تمر. انها طالبة جديدة هنا كما قالت. يا الهي ماذا فعلت لها؟ '' قالت توبخ الحارس الذي انحنى لها و سمح لها بالمرور لتتجه نحوي و تساعدني على النهوض ''هل انتي بخير؟ '' سألتني بقلق و هي تتفقد و تمسح الغبار عن ثوبي

''ا..انا بخير.. شكرا '' أجبتها

الفتاة: ''جيد. ''قالت و ابتسمت لي. ''الان لندخل. هيا. '' قامت بحمل امتعتي بدلا عني و هذه المرة الحارسان سمحا لي بالدخول و انحنا لنا .

دخلنا عبر البوابة الضخمة. المبنى حقا..يجعلك تنبهر..انه فخم..وعندما اقول فخم..يعني انه فخم جدا كالقصر!

و أثناء سيرنا لفت انتباهي تمثال على شكل سيف و منحوت بطريقة فنية مذهلة. بقيت احدق به.

في نفس الوقت كانت الفتاة تحدق بي.

''ع..عذرا...؟ ''

الفتاة: ''انسة كيم؟ '' قالت ضاحكة وهي تنظر الي

مهلا..هل تعرفني؟

______________

أحببت شبح | B.BHWhere stories live. Discover now