١-حياة جديدة

13.8K 150 10
                                    

في إسطنبول الكبيرة جداً التي سكنها آلاف الأشخاص كان هنالك شخصان عشقا بعضهما أكثر مما يتوقعه الناس. كل الناس اندهشت و تعجبت من علاقتهما. فبسبب المد و الجزر الدائم بينهما قالوا أنهم لن يكملوا سوياً مهما أحبا بعضهما فهما مختلفان تماماً. و لكن في كل مرة يقال هذا، يزداد حبهما لبعض و يزداد قربهما لبعضهما.
فها هما الآن سوياً كاسرين فكر الناس السيء و كاسرين تلك المشاكل و العقبات معاً ليبدآ حياة جديدة سوياً مقررين ترك الماضي الأليم خلفهم و البدء مجدداً. قررا أن يتعلما من آلامهما و لا يتركا الأكاذيب تسيطر على علاقتهما.
-نيهان... هل رأيتي قرطي؟
-لا لم أره!
-يا فتاة سيأتون لطلبي و أنا لم أتجهز بعد!
تذمرت دفنة ذات الشعر الأحمر حين شعرت أنها تأخرت.
-اهدأي يا فتاة هذا ليس جيداً من أجل طفلك و لم كل ذلك التوتر؟ هذا لا يحدث لأول مرة!
توقفت دفنة عن ما تفعله و وضعت يدها على جبينها و تنهدت ببطئ.
-لا أعرف... بداخلي شيء يقلقني!
أمسكت نيهان كتفي دفنة و أجبرتها على الجلوس على سريرها بعد ما رأتها تلبس القرط الآخر الذي كانت تبحث عنه و وجدته .
-اهدأي دفنة فلابد أن كل هذا بسبب الحمل... و فكري أن لن يحصل شيء سيء في يوم مميز كهذا!
نظرت دفنة الى صاحبة الشعر البني و فكرت فيما تقوله.
-أهذا رأيك؟
-بالطبع. فكري في الإيجابيات... فكري أنك من بعد هذا اليوم، ستنتظرين عرسك بفارغ الصبر و في العرس سيكون معك حب عمرك دفنة!
ابتسمت الفتاة على ما قالته نيهان و راحت تتذكر أول مرة تقابلت فيها مع عمر و كيف أصبحت متعلقة به كل هذا التعلق ثم ضحكت على ذكرى تلك الصفعة.
-لماذا تضحكين؟
نظرت نيهان إلى صديقتها و تعجبت حالاتها الغريبة فتارة تضحك و تارة تتوتر.
-تذكرت تلك الصفعة... لا أكثر.
شردت نيهان في قول صديقتها و بدأت بمحاولة استيعاب ما تقوله و لكن قطع حبل أفكارها صوت زوجها من الأسفل الذي كان ينادي على كلتاهما.
-دفنة... نيهان هيا قد جاءوا!!
-يا إلهي!!
نهضت دفنة من مكانها مسرعة إلى الباب و أصبحت تركض على السلم من توترها.
-يا فتاة، على مهلك!
لم تستمع دفنة إلى نيهان و نزلت على السلم مسرعة تنظر إلى أقدامها كي لا تخطو خطوة خاطئة تدمر بها نفسها و تدمر بها طفلها الصغير. فعدم نظرها على مسارها التي كانت تنزل فيه سبب لها مشكلة فحين وصلت إلى نهاية السلم، اصطدمت بشخص كان يقف هناك و ينظر لها و هي تنزل على السلم مسرعة.
-أه!
-على مهلك!
أتى الصوت الى داخل آذان الفتاة و هي مغمضة العينين من أثر الصدمة. كانت تعرف ذلك الصوت جيداً، لا بل كانت تعشقه. رفعت ذات الشعر الأحمر رأسها لتنظر إلى الشخص الواقف أمامها و إذ هو عمر حبيبها و زوجها المستقبلي. يقف و على وجهه ابتسامة تكاد أن تشق وجهه من الفرح لرؤيتها و رؤية كم كانت جميلة و بالطبع رأت نظرة الدهشة على وجهه عندما وجدها في حضنه فجأة. ابتسمت دفنة تلقائيا عندما رأت وجهه الضاحك.
-عمر...
-أرى أن هناك شخصاً لا يستطيع الانتظار!
أخذت دفنة خطوة للخلف و هي تنظر الى عمر صاحب الشعر و العينين السوداويين لترى أنه يحمل باقة كبيرة من الزهور البيضاء في اليد اليمنى و قالب حلوى مغلف في اليد اليسرى.

Cinderella And Her Prince Where stories live. Discover now