١١-أنت إلهامي

1.6K 52 4
                                    

-و أخيراً!
امتدت يدا دفنة أعلى رأسها و شدتهما لتفك أعضاء حركتها.
الفتاة ذات الشعر الأحمر أنهت عملها أخيراً و هذا العمل كان من المفترض أن تنهيه في الشركة و لكن أجلته لتعمله في البيت و عند الانتهاء منه، تنهدت في مكانها و أخذت تبحث عن شخص أو شيء ما تفعله. نظرت إلى يمينها و يسارها ثم قررت النهوض عن الكرسي و توضيب مكانها.
حين أنهت توضيب مكانها على الطاولة الموجودة في المطبخ، ذهبت إلى مكان الثلاجة و أخذت تبحث عن شيء تأكله.
-أنا متأكدة أنه لم ينتهي، أين هو؟
كانت دفنة تبحث عن شيء معين و ابتسمت فرحاً عندما وجدته.
-مثلجاتي!!
بدأت دفنة بالبحث عن ملعقة للأكل بها و حين بدأت بتناولها أغلقت عينيها للاستمتاع بطعمها.
-أنا أعشقها هذه المثلجات.
كانت دفنة كباقي النساء الحوامل التي تتوحم على أشياء عدة. فعند طلبها هذه المثلجات من عمر لم تكن مجرد نزوة و مرت. فبرغم أن الجو مازال نوعاً ما بارداً، هي كانت تحبه كثيراً. كانت تعشقها و كل فترة تطلب منها لهذا أراح عمر نفسه و أصبح يشتري له علبة كبيرة في كل مرة يذهب إلى الماركت.
فيوم من الأيام التي اشتهت أكلها، أخذت تأكل منه و تركت الباقي في الثلاجة لحين احتياجها لها و ها هي الآن تشعر أنها تريد أن تتناوله مثل المجنونة.
تحركت الفتاة و العلبة في حضنها و أخذت تمشي إلى بالباب الذي يطل على الحديقة. مشت قليلاً إلى أن وصلت إلى مكتب زوجها الذي كان يعمل و يرسم فيه.
فتحت الباب و دخلت.
-حبي...
-حبيبتي، تعالي.
لم ترد دفنة إزعاج حبيبها وهو يعمل و لكن مهما حاولت لا تستطيع فعل ذلك فهي لا تحب أن تجلس وحيدة في البيت لأنها تمل سريعاً.
-هل أنت بخير؟ أتريدين مساعدة؟
-لا، لا أنهيت عملي و قلت لآتي و أراك ماذا تفعل.
ابتسم عمر و مد يده ناحيتها لتأتي.
-خير ما فعلتي، تعالي!
مشت دفنة ناحية زوجها وانحنت لتقبيله على و جنته و هو لف يديه حول ظهرها ثم لاحظ عمر العلبة التي تحملها بيدها فابتسم.
-هل تشتهين المثلجات مجدداً؟
تبسمت الفتاة بعد ما بلعت ما في داخل فمها.
-يبدو أن صغيرنا سيعذبنا في هذا.
حرك شاه السمر رأسه من أعلى إلى أسفل لينظر إلى بطنها و كأنه ينظر إلى طفله.
-هممم... أنت تحب أشياء عدة مثل أمك طفلي العزيز. اطلب ما تشاء و أنا سأحضره لك.
انحنى عمر ليضع قبلة خفيفة على بطنها.
ابتسمت دفنة بدفئ لرؤيتها هذا المنظر و سعدت كثيراً أنها عاشت حتى هذه اللحظة التي ترى فيها عمر يتحدث مع طفله الذي لم يولد بعد.
انتبه عمر لتلك الابتسامة الدافئة التي أدفئت قلبه و أراحته. فكانت هذه الابتسامة دواءً له من كل آلامه و همومه.
-و غير ذلك، عندما تأتي إلى هذه الدنيا... سأحكي لك عن جمال ضحكة و ابتسامة والدتك.
نظر الرجل إلى وجه زوجته المبتسم و أطلق ضحكاته عندما رأى احمرار وجها الأبيض ثم حركت البرتقالية يديها
لتضعهما على حول رأسه و أراحت خدها على أعلى رأسه و احتضنته إلى جسدها.
-سوف أحكي لك...
ابتسم عمر و هو في أحضانها و من ثم قرر إكمال كلامه.
-...عن الدنيا و جمالها عندما تشاركها مع الشخص الذي تحبه.
بقيا الاثنين هكذا لفترة ثم ارتفعت رأس دفنة لتنظر إلى وجه زوجها.
-يبدو أنك مشغول، سأذهب أنا لأشاهد التلفاز.
أرادت دفنة التحرك و لكن عمر لم يبعد يديه عنها فعقدت حاجبيها و نظرت عليه بتعجب.
-اجلسي هنا و راقبيني و أنا أعمل...
أمالت الفتاة رأسها ناحية اليمين لتقع خصلاتها إلى الجانب الأيمن.
-هل ستستطيع أن تركز على العمل عمر بيه؟
ابتسم عمر لمشاغبتها و أخذ ينظر إلى داخل عينيها.
-سأركز على وجهك الذي يكون أجمل من الورد...
ضحكت دفنة خجلاً ثم أمسكت وجهه بكلتا يديها.
-و لكن سيلومني الجميع في وقت لاحق و يخبرونني أنني السبب.
ضغط عمر بكلتا ساعديه على ظهرها و نظر إلى داخل عينيها بشوق و حب.
-سيفعلون هذا و لكنهم مخطئون لأنهم لا يعرفون أنك أنت إلهامي، دفنة!

Cinderella And Her Prince Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ