الفصل التاسع : أصبحـ (ت) زوجـ (ت) ـي ..

15.9K 170 35
                                    

من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب

يوم الأربعاء 2 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم قبل صلاة الظهر :

دخلت الهنوف مجلس الرجال وهمست بهدوء وهي تهز كتف جاسم اللي قالت لها أمها إنه ما نام في غرفته أمس : جاسم , جاسم قوم , جسوووووووم ..
وصلها صوته المخنوق يقول بهمس : أنا ماني جاسم ..
قالها وهو يشد اللحاف ويغطى نفسه أكثر , ضربته على كتفه وهي تقول : هاهاها ضحكتني , قوم , أبويه يبغاك ضروري , ترى الساعة 11 و شويه ...
وشدت اللحاف منه فجأة , وهي تقول بعناد : قوووووووووووم ...
شهقت لمن شافت الشعر مو نفسه شعر جاسم , شعر أخوها أنعم وأكثر , رمت اللحاف عليه وشردت من المجلس ..
قام عدنان من سدحته بعد ما سمع صوت الباب الداخلي ينصك بقوووة وزفر وهو يغطي وجهه ويقول : استغفر الله , أنا اش خلاني أنام هنا , الله يقطع شرك يا جاسم , كله منك ..
بعد يدينه وطالع في ساعته و هو يستغفر , و رجع طالع في الباب وضحك وهو يقول لنفسه : والله كانت بتموت بشهقتها ..
غطت الهنوف وجهها وهي جالسة تصيييييييح فوق سرير العنود اللي مهي قادرة توقف ضحكها الهستيري , بعدت الهنوف يدينها وقالت بقهر : ما يضحك عساك تاكلين زيها يالحمارة ...
مسحت العنود دموعها وهي تقول بصوت غرقان ضحك : بطنيييييي , بطني تعورني من كثر الضحك , بأروح الحمااااااام ..
وانسدحت وهي تحاول توقف ضحكها , ضربتها الهنوف وقالت : طيب انقلعي أحد ماسكك ؟؟
سحبت نفس عميق وخرجته وهي تمسح باقي دموعها وهي تقول : والله أنا ماني حزنانة عليك حزنانة على المسكين اللي قلك أنا ماني جاسم لكنك ما سمعتيه ..
ورجعت تقهقه وهي تمسك بطنها وتقول : أظنه خاف على نفسه , على باله بتسوين له شي ..
مسكت الهنوف المخدة و نطت ولصقتها في وجهها وعصرتها عليها عشان تكتم صوت ضحكها وهي تقول بغيض : لاااااااااااا تضحكييييييييييييييين ..
وسكتت وهي تلتفت على البندري اللي مازالت نايمة رغم كل هالصراخ والضحك , سألت باستغراب : البندري ما نامت بدري أمس ؟؟ غريبة ما صحيت على هذا الإزعاج كله ..
قامت العنود وهي تبعد المخدة و قالت : لا والله , نامت بدري , شفتي بعد ما طلعت من عند الضيوف كانت نايمة , على كل خليها نايمة أحسن عشان تصحصح في الزواج , مو زيي شكلي بأنام في نص الفرح ..
وقامت بكسل , قالت الهنوف : هذا مفروغ منه يوم إنك ما نمتي إلا على الفجر , ناسية إنه ورانا جواز ؟؟..
تمغطت وهي تصارخ , ضربتها الهنوف وهي تقول : بس , كم مرة هاوشناك على هالحركة ..
طنشتها و طالعت في المراية تتأكد إن المكر ما تفكك مع النوم , انفتح الباب فجأة ودخلت منه الجوهرة وهي تقول : هذا كله نووووووووم , يلا قوموااا ..
وقفت وراها ريناد تقول بصوتها الصغير : يلااااااا ..
ضحكت الهنوف وقالت وهي تضمها : يازيييييييييينهااااااااااااااا ..
طفت الجوهرة المكيف وقالت بحزم : يلا انتي و اياها كلها نص ساعة و رايحين القاعة ..
قالت العنود بضيق حاولت تخفيه : ليه طفيتيه ؟؟ يختي الدنيا حر و إحنا بالمكيف كيف بدونه ؟؟
رمتها بنظرة حادة وقالت قبل ما تخرج : انتم لو ما مشاكم أحد بالقوة ما مشيتوا , خلوا الحر يلحلحكم شوية ..
زفرت بحرقة و دنقت لريناد وقالت بقهر : والله لو طلعتي زي أمك بأذبحك ساااااااامعة ؟؟
ضحكت ريناد ببراءة وقالت : سامعه ..
قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة : لا تسمعك الجوهرة تجيب أجلك , أنا رايحة أجهز أشيائي ..
دخلت العنود الحمام وقبل ما تصك الباب شهقت وهي تشوف محمول البندري مكسر لأجزاء مرمية في الزبالة , طالعت من الباب للبندري النايمة ورجعت طالعت في المحمول , دنقت ورفعته وهي مهي مصدقة , الشاشة المهشمة لوحدها منفصلة عن لوحة المفاتيح اللي صار نصها بلا أزرار , حطت يدها على موضع قلبها وهي تشوف بين الأنقاض جوالها اللي صار أشلاء , رمتها من يدها وجريت على البندري بخوف , سحبت اللحاف وهي تقول : بندري ..
لقيت البندري دافنة وجهها في المخدة بصمت , بعدت شعرها بتردد وهي تهمس : بندري حبيبتي اش صار ؟؟
قالت البندري بصوت مخنوق : ولا شي ..
انصعقت وهي تشوف آثار ضربة في خدها , لفتها و شهقت لمن شافت وجهها المتورم من كثر الصياح , حطت يدها على فمها وهي تسأل برعب : بنت , اش صااااار ؟؟ هذا النفخ من الصياح ولا من إيييييييييييه ؟؟
هزت البندري راسها بلا وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , هزتها العنود وهي تقول بعصبية : بتفهميني اش صار ولا لا ؟؟ محمولك وجوالك , تكلمييييييييي ..
تفاجأت لمن قامت البندري و رمت نفسها على صدرها وهي تقول بصوت مقطع من البكى : لا..لا..لا تقولين لأحد , الله يخليك يا عنوووود , لا تقولييييين لأحد ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : بسم الله عليك , بسم الله عليك , خلاص ما أقول لأحد بس فهميني اش صار , والله قلبي يعورني من كثر الخوف ..
هزت راسها بلا وهي تقول : ما أبغى أتكلم دحين ..
مسحت على شعرها بحنان وهي تقرأ عليها وعقلها مو قادر يثبت على فكرة معينة أو سبب للحال اللي هي فيه , همست : بندري لازم أفهـ....
زاد صياحها وهي تقول : الله يخلييييييييك ما أبغى أتكلم ..
سكتت على مضض وبعد فترة دخلت البندري الحمام عشان تتروش وطلبت من العنود تقولهم إنها تعبانة و ما تبغى تحضر الظهر , وبالقوة قدرت العنود تقنع أمها إنها ما تروح للبندري عشان تجرها غصب عنها لظهر زواج أخوها ..

عندما عبروا حدود الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن