الفصل السابع عشر :أرجوك لا تفتقديني

24.5K 184 158
                                    


لم تعد معي ..
رحلت في ليلة وضحاها ..
غادرت ..
ولكن ليس إلى دنيا أخرى والحمد لله ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
همسة همستها لي قبل أن ترحل ..
لم يفارق خيالي محياها ..
عيناها الصارختان بالرجاء ..
شفتاها المزمومتان بألم ..
أصابعها النحيلة الباردة التي لامست خدي ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
ليتني أعرف !!
من أي منطق استجلبت كلاماتها هذه ؟؟
.
.
.
كنت أنام على صوتها المزعج الذي يشبه طنين النحل ..
وها أنا الآن أنام على صوت أنفاسي المتهدجة ..
.
.
.
كنت أستيقظ من نومي لأراها لا تبعد عني أكثر من السنتيمترات ..
وها أنا الآن أستيقظ لأرى فراغا يذكرني بأنها تبعد عني آلاف الأميال ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
.
.
.
أما كان من الأسهل عليها أن تقول ...
أيها الظامئ لا تشتهي ماء !!..
أيتها الأم المكلومة لا تندبي طفلك الراحل !! ..
أيها المهاجر لا تبكي شوقا !!..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني !!!!!!!..
بالله عليك كيف لا تفتقد الأم ابنتها ؟؟
سامحيني .. فأنا ..
أفتقدك بعدد الثواني التي مرت وستمر علي وأنت لست بقربي ..
أفتقدك بحجم الإزعاج الذي كنت تسببينه لي ..
أفتقدك بمقدار ضغطي الذي كنت تدفعينه للعلو ببرودك ..
أفتقدك بكم المرات التي نسيت فيها ما طلبته منك ..
أفتقدك صغيرتي ..
.
.
.
أصبحت حياتي .......... هادئة بعدك ..
هادئة ............. حد الإزعاج ..
.
.
.
أرجوك لا تفتقديني ..
عليك أن تسحبي رجاءك هذا و قولي ..
حاولي أن تعايشي فقدي لأني ..
.
.
.
أفتقدك
.
.
.
أفتقدك
.
.
.
أفتقدك
.
.
.
..................... أفتقدك يا طفلتي ..

همسة مني إليها :

في حفظ الرحمن أينما حللت ..
دمت في رعاية الله يا طفلتي ..
وتذكري دوما .... أن أمك ستظل بعون الله قوية ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثاني من الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟

إهدااااااااااااااء إلى كل قارئاتي ومتابعاتي بلا استثناء ..
أتمنى أن ينال الجزء على استحسانكن ..

عيدي ..
أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
سأرسم بسمة بين الدموع ..
سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
سأنشر بهجة لمن حولي ..

سأصبح
.
.
.
بحد
.
.
.
ذاتي
.
.
.
عيدا
فجر يوم السبت 16 / 8 / 1427 هـ :
في فيلا أحمد :

~ أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني ~ هز راسه عشان يبعد صوتها المتوجع وهي تنطق هالكلمات وقام من سريره وهو يزفر , لمن شافها خارجة من العناية كان عارف إنها مهي منتبهة له وهي ماشية وبالقصد وقف في طريقها لكنه ما توقع إنها تعبانة وإنها بتطيح الأرض , تلمس خده اليمين وغصب عنه تذكر صفعة سلافه على خده اليسار , تحرك في غرفته باضطراب وهو ينفخ الهوا من فمه بطفش , كان مرتاح إنه بيسافر بعد بكرة , بيرجع للحياة اللي اعتادها وافتقدها , هنا كل شي محسوب ومعدود , حتى الكلمة لازم تحاسب عليها قبل ما تخرجها من فمك , الكل يتدخل فيك ويفرض رأيه كإنهم خبراء في الحياة وكئن رأيهم هو الأصح , الكل يطالب بشيء , لازم ترضي الكل وتجاملهم , لازم تخصص وقت لهم ولا يبدأ العتاب والسؤال ودق الجوال , أخيرا حيروح عن هذا كله ويرجع لحياة الحرية لكن .............
~ ليش أحس بهالضيق الغريب ؟؟ ~ زفر وضرب مكتبه بقبضة يده يحاول يزيح هالضيق , اندق باب غرفته ووصله صوت العنود الحاد وهي تقول : رزوقووووووووووووووووووو تراك طفشتني , الركعة الثانية بدأت وإنت نايم لسه , أميييييييييييييييي تقووووووووووووووول تراها تعبانة ومافيها حيل تنزل من فوق عشان تصحيك , قوووووووووم ولاتخليها تضطر تنزل و تقومـ..
فتح الباب فقطعت كلامها وابتسمت وهي تقول بهمس : إنت صاحي ؟؟
وكملت بعصبية : مادام صاحي ليش مارحت تصلي ؟؟ رجولي تكسرت وأنا طالعة نازلة عشان أصحيييييييييييييييييك ...
رماها بنظرة بادرة وقال : not your business ....
عقدت حواجبها وقالت وهي تشمر أكمام وهمية لأنه أكمام بجامتها قصيرة : حدد بسرعة هذي سبة ولا إيه , عشان لو سبه بأقوم أصفعك ..
حط يده على وجهها ودفها وهو يقول بعصبية : انقلعي عن وجهي , ماني رايق لك ..
وصك باب غرفته بكل قوته , قالت بغيض : ياويلك من ربييييييييييي سامع الصلاة و ما تروح , والله لا أعلم أبويه لمن يرجع من الصلاة إنك كنت صاحي و مارحت ..
طنشها وهو يدور في غرفته بطفش وهو يقول بغيض : هذا الإزعاج اللي بأرتاح منه ...
كان يحس إنه يبغى شي , اش هو ما يدري ؟؟ ...

عندما عبروا حدود الظلامDove le storie prendono vita. Scoprilo ora