الفصل الثامن عشر : وريقات برائحة الـ أ ل م ....

14.4K 136 40
                                    

أمعن يا مجرم في طغيانك أمعن ..

وبخطاك المتسارعة للآثام أقبل ..

اهتك عرضا ..

اسرق أرضا ..

املأ قلبك حقدا إملأ ..

اصنع سحرا ..

عش دنيا فانية أملا ..

فهناك رب يــمــهل ولا يـــهـــمل ..

واصبر يا مؤمن في دنياك اصبر ..

وبكل أمل الدنيا أقبل ..

ابك خوفا ..

انشر خيرا ..

اشكُ لربك ذنبك اشكُ ..

ارسم حبا ..

عش دنيا فانية أملا ..

فهناك رب يــــجــزي و يـــجـــزل ..

تعاش أملا كلا الدُنيتين ..

ولكن .......... شتان بين أملين ..

زائف الأمل وأمل باق ..

عش يا إنسان ..

أحد الأملين اختار ..

أحدهما بالتأكيد للجنان ..

وآخر .... بيد رب السماء ..

**********************

في الرياض :

قبل صلاة الفجر بساعة :

غطت القدر وطفت النار وراحت للحمام , توضت وخرجت عشان تصلي الركعات الباقية لها والشفع والوتر قبل ما تصحي نجلاء وهيام , طالعت بتوجس في جوالها وهي تربط شرشفها , راحت له وحولته صامت وحطته على الطاولة ورجعت لسجادتها و كبرت ما خلصت ورقتين من القرآن في ركعتها الأولى إلى وتعالى صوت اهتزاز الجوال على الطاولة , علت صوتها بالقرآن شويه عشان تغطي صوت الإهتزاز اللي حسته يرجف قلبها , ولمن هدأ هدأت نفسها , عرفت إنها ترتجف لمن قلبت صفحة المصحف وشافتها تهتز , أغلقته وكبرت وركعت وهي تحطه على الحامل الخشبي اللي جنبها , رجع اهتزاز الجوال ورجع معاه اهتزاز قلبها , كانت تسبح وهي تصرخ بداخلها ~ ركزي في صلاتك , اخشعي , ركزي في صلاتك ~ ولمن رفعت وهي تقول : سمع الله لمن حمده ربـ ..

وقفت الحروف فجأة ورجع عقلها يردد سمع الله لمن حمده , سمع الله , تذكرت لحظتها إنها بين يديه تعالى , وفي ليلة فضيلة , أول ليالي المغفرة في رمضان , سجدت وهي تتذكر إنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , سبحت وحمدت الله بما جادت به نفسها وهمست بوجع ودموعها تغرق وجهها : اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت ...

عندما عبروا حدود الظلامWhere stories live. Discover now