Chapter 5

12.7K 533 51
                                    

نظرتُ الى الارض, حاولت ان اتحكم في كميه الدموع المتجمعه في عيني, لا يجب ان ابكي, لا يجب ان يكون كلام هاري يقتل ما بداخلي, لا يجب ان يكون لديه تأثير بي, لا يجب ان اثق بأي شخص عدا والدي, لا يجب ان اعيد غلطه الماضي و اخسر نفسي مره اخرى, يجب ان اخرج, نعم يجب ان اخرج من هنا لا اعلم الى اين بحق الله لكنني يجب ان اخرج, حتى لو ان اذهب الى الجحيم يجب ان اخرج من هنا!.
تحركتُ الى الباب من غير ان اتعب نفسي و اخذ المفتاح معي, فتحت الباب و ظهرت والده هاري امامي.
(لماذا تبكين عزيزتي هل حدث شيء؟).سألت والده هاري.
شعرت بالذنب عندما دفعتها بعيداً عني و بدأت بالركض الى الشارع و انا اسمع صوتها خلفي.
توقفتُ بعد ان ركضت كثيراً, حتى ان رئتي لم يكن فيها اكسجين كافي ليمد به باقي جسمي, بدأت اتنفس بسرعه و انا اجلس على احد هذي الكراسي بنهايه الشارع, انني لا اعلم اين انا لكنني لا اهتم حتى.
نظرتُ من حولي, لقد كان هناك مطعم صغير بجانب السوق التجاري الضخم, شد انتباهي المكتبه الصغيره بنهايه الشارع, هل هذي المكتبه التي اخبرتني بها ميلاً؟.
نظرتُ الى الشارع المقابل لم يكن هنا محل لبيع الكيك, لا اعتقد بأنها المكتبه التي اخبرتي عنها ميلاً, لكن لما لا اذهب الى هناك؟.
دخلت الى المكتبه, لم تكن مزدحمه جداً, لكن بمقارنه بحجمها الصغير فهي مزدحمه.
تنهدتُ و مسحت دموعي عندما نظرتْ الي فتاه ربما اكبر مني بقليل, مشيتُ الى اول رف رأيته و بدأت النظر الى الكتب الموجوده, شد انتباهي روايه للكاتبه جين استين بأسم "الكبرياء و الهوى".
حسناً اعلم بأنني قرأتها كثيراً, لكنني لا زلت احبها, اعلم بأن السيد دايرسي جرح اليزبيث و اصرت بأن تتجنبه حمايه لكبريائها لكنها بالاخير عاشت معه بسلام, هذا ما يدعونه بالحب, لكن هذا الحب لا يوجد الا في القصص الخياليه, لا اعتقد بأنه حقيقي.
(كارا صحيح؟).
تبعثرت افكاري بسبب هذا الصوت, الغريب انني اعرف هذا الصوت لكنني لا اذكر اين سمعته من قبل!.
نظرتُ الى الشخص, كان بين من الحفل.
(اهلاً بين).قلت و انا اجلس على احدى المقاعد.
(هل هاري معك؟ انني اعلم بأنه يكره القراءه).قال بين و عيناه تتفحص من حولنا.
(لا تقلق فهو ليس هنا ليعطيك لكمه اخرى).قلت و انا افتح الكتاب.
(هل قرأتيها من قبل؟).سأل بين و هو يجلس بجانبي.
حسناً انه يزعجني حقاً!.
(قرأتها اكثر من عشر مرات في الحقيقه).قلت و انا افتح الصفحه الاولى و ابدأ بالابتسام.
(هل ازعجك؟).سأل بين.
نعم! انت مزعج حقاً حقاً!, كم اتمنى ان يأتي هاري و يلكمك على وجهك مره اخرى لتصمت!.
(لا, لا تزعجني على الاطلاق).قلت ولا اعلم كيف خرج هذا من فمي!.
ابتسم بين ابتسامه عريضه جذابه و نظر الي وقال (اذا هل تريد شراء كتاب افضل من هذا الذي قرأتيه كثيراً؟).
لا اعلم ان كان علي ان اوافق على طلبه ام ارفض, اعني بأنني سأشعر بالضجر وحيده, لهذا لا امانع ببعض الصحبه بينما احاول نسيان مشاكلي.
(ليس لدي مشكله).قلت و انا اغلق الكتاب و انظر اليه.
مد يده الي وقال (اذا دعيني اريك بعض الكتب الرائعه).
نظرتُ الى يده, لا اعلم لما خطر هاري بـبالي فجأه, لا يجب ان يكون عليه تأثير!, علي ان اتذكر بأنه لا يجب ان يكون عليه تأثير بي!.
مسكتُ يده وقلت (لنرى اذا كانت ستعجبني ام لا!).
ابتسم ابتسامه واسعه عندما امسكت يده, لكنه توقف وقال (ستعجبك كثيراً! اعدك بهذا).
حسناً ربما اخطأت بـحق بين, انه رجل طيب و مرح ايضاً, اخبرني عن حياته قليلاً, انه يعمل في توصيل البيتزا و ايضاً يدرس في الجامعه, اخبرني بأنه كان صديق لهاري في الثانويه, كنت اعلم بأن هاري اكبر مني بكثير لكنني لم اكن اعلم بأنه في الجامعه الآن, لكن بين اخبرني بأن هاري ترك الجامعه من غير سبب او بسبب مجهول.
و ايضاً تحدثنا عن بعض من القصص و الروايات التي قرأناها و اعجبتنا, ناقشنا احداث و شخصيات بعض الروايات, لا استطيع ان انكر بأنه جعلني اضحك عندما حاول بأن يقلد بعض الشخصيات, انني ممتنه بالوقت الذي مضيته معه الآن.
(هل تريدين ان نأكل شيء ما؟ كم الساعه الآن).قال بين و هو ينظر الى هاتفه, شهق و نهض من مكانه وقال (انها التاسعه الا عشر! علي ان اذهب حقاً!).
اقترب الي و فاجأني عندما احتضني بقوه و قال (اراك لاحقاً كارا).
ابتسمت اليه و اومأت راسي و قلت (حسناً اراك لاحقاً).
ابتعد عني قليلاً لكن يداه لا تزال حول ظهري, (هل انتي متأكده بأنك ستجدين منزل هاري بسهوله؟).سأل و هو ينظر الى عيناي لكنني نظرتُ الى الاسفل.
(لا تقلق سأكون بخير).همست و انا اعلم بأنني كذبت.
(حسناً لا اعتقد بأن والدي سيتغضب ان تأخرت في العمل معه عندما يعلم بأني اساعد فتاه مثلك).قال و هو يجرني معه الى خارج المكتبه.
بدأنا بالمشي انا و بين, لقد كان يحدثني عن والده, عرفتُ بأنه صاحب مطعم البيتزا الذي يعمل به, اخبرني ايضاً بأنه لا يمانع بالعمل انه فقط يشغل وقته و يجد فيه فائده اكثر من الاحتفال ليلاً و نهاراً.
توقفنا امام منزل هاري, نظر الي بين و احتضني مره اخرى وقال (انا اسف انني شخص يحب الاحتضان كارا انا اسف حقاً!, اراك لاحقاً اتفقنا؟).
ضحكتُ و قلت (لا تقلق فأن والدي يحب الاحتضان ايضاً, نعم بالطبع لما لا؟).
ابتعد عني وقال (هل يجب ان اعطيك رقمي ام تعطيني رقمك).
لاحظتُ بأنه متوتر و هو يخرج هاتفه ولا يعلم ماذا يفعل, ضحكتُ مره اخرى و ابتسمت ابتسامه واسعه وقلت (اعطني رقمك).
اومأ لي و اخذ هاتفي من يدي و سجل رقمه و اعاده الي, (حسناً الى اللقاء اتمنى لك ليله سعيده, اخبري هاري بأنني سأتي لأركل مؤخرته قريباً).قال بين و هو يلوح الي و يبتعد.
اكتفيت بأن ألوح اليه و ارسم ابتسامه مزيفه على وجهي و انا اطرق الباب.
(من هناك؟).هذا صوت هاري انني استطيع تميزه.
(انه انا هاري).قلت و انا اشعر بأنني سأتجمد.
(من انت! يالسخافتك!).قال هاري و انفجر ضاحكاً.
(انني كارا هل يمكنك ان تفتح الباب الآن!).قلت و انا اطرق الباب مره اخرى.
(ابتعدي من هنا عودي الى حيث هربتي فأنا لستُ في مزاج يسمح لي بالتناقش معك).قال هاري و سمعتُ خطاه تبتعد عن الباب.
(هل انت مجنون هاري! سوف اتجمد في الخارج!).قلت و انا اسمع صوت ضحكاته.
(لا اهتم لتتجمدي!).قال و هو يضحك مره اخرى!.
اللعنه! انني اسمع صوت خطاه على السلالم!, لا يعقل ان يدعني في الخارج هكذا!, هل هو مجنون؟!.
جلستُ على السلالم, احتضنت نفسي بين جسدي بسبب البرد, حسناً ربما لا يمر من هنا بعض الاشخاص السكرانين, لا اريد ان اغتصب امام المنزل هنا, حسناً اعلم بأنني شاهدتُ اغتصاب الكثير من الفتيات عندما كنت مدمنه مخدرات اتجول في الشارع مع بعض منهم, يمكنني ان اقول بأنهم ليس ودودين.
لم يكن هناك اي صوت في الشارع الا صوت اشخاص قادمين من نهايه الشارع بضحكاتهم العاليه, لكنهم توقفوا عن الضحك عندما نظروا الي.
اللعنه! لما كل ما افكر بمصيبه تحصل؟.
نهضتُ من السلالم و طرق الباب على هاري و صرخت (هاري افتح الباب اللعين بحق الله!).
سمعتُ ضحكات هاري من الداخل لكنه لم يجبني.
(هاري افتح الباب رجاءً رجاءً رجاءً!).همست و بدأت بالبكاء.
اللعنه يجب الا ابكي! يجب الا ابكي, علي ان اصمت علي ان اجعله يفتح الباب بأي طريقه, او سيتم اغتصابي هنا.
نظرتُ خلفي ورأيتهم يقتربون.
(هاري!!!).صرخت و طرقت على الباب و فُتح و رأيت هاري يظهر من خلفه.
(هل تعلمين كم انتي مزعجه؟).قال و رأيته ينظر خلفي.
امسكني و جرني الى داخل المنزل و همس بأشي لم اسمعه.
نظر الي و اقسم بأني رايت الالم بعينه, (اشش لا تبكي! كارا لا تبكي).همس و اقترب الي.
(ابتعد عني!).صرخت و اخذتُ خطوه الى الوراء.
رفع يديه بالهواء و همس (انا لم اوذيك اتفقنا؟ اهدأي فأنتي بأمان الآن).
اخذتُ خطوه اخرى الى الوارء عندما اخذ خطوه الى الامام.
(لم اشعر بالامان هنا قط).همست و انا اراه يأخذ خطوه الي من غير ان ابتعد عنه.
يداه اصبحت تحيطني و انا اشعر بدموعي تنزل الى وجنتاي.
(لا تبكي انني حقاً اسف لم اكن اعلم بأنهم بالخارج انني اسف).همس و شعرت بيده ترسم دوائر وهميه على ظهري في محاوله يائسه لتهدأتي.
جلسنا انا و هاري على الاريكه, صامتين, لا نعلم عن ماذا نتحدث, فهو لم يسأل اين كنت, و انا لم اسأله ماذا حدث بعد ان غادرت, فقد كان هاري ينظر الى التلفاز و كنت اراه ينظر الي بطرف عيناه, لقد هدأت قليلاً الآن, لكنني لازلت اشعر بالخوف.
(سأذهب الى غرفتي لا تزعجيني).قال هاري و نهض.
لا اعلم لما امسكت يده و نظرتُ اليه و همست (هل يمكنك البقاء معي هنا الى ان اغفو؟).
كنت اعلم بما سيقول, بالطبع سيسخر مني و يضحك و يخبرني بأنني مزعجه, لكنه فاجأني اكثر عندما رفعني عن الاريكه و اصبح تحتي الان, و انا اصبحتُ مستلقيه على صدره.
(هذا لم يحدث قط عندما يحل الصباح).همس و شعرت باللحاف فوقي و فوقه.
يديه تمسكني بقوه تثبتني على صدره و انا استمع الى ضربات قلبه.
(اعدك بأنك ستشعرين بالآمان الآن اعدك بأنني لم اجعلك تخافي مني انني اعدك بأنني لم اجعلك تخرجين من هذا المنزل فأنتي لا تعلمين ماذا حدث بي عندما فكرتُ بأنك هربتي حقاً).همس هاري و هو يقبل مقدمه رأسي قبل ان اغفو بـنوم عميق من غير كوابيس.

Trustحيث تعيش القصص. اكتشف الآن