Chapter 12

11K 516 72
                                    

اعتقدتُ بأنني سأضيع, بأنني سأدخل الى عالم الافكار, سيتخدر جسدي بما فعله هاري و بما قاله لي, لكنني الآن حقاً لا اهتم, عدتُ اقوى من قبل, حتى انني لم اذرف دمعه واحده, فقد خرجتُ من المنزل عندما خرج بين و لوي الى عشاء رومنسي.
سأل لوي للمئه ان كنت بخير او حتى ان كنت سأكون بخير, و بالطبع بين عرض علي بأن يأخذني معهما فقط كي لا يشعرنا بالخوف.
(سأكون بخير هل يمكنكما الآن الخروج؟).قلت بعصبيه و انا نظر اليهمها.
(وهوو حسناً لا تغضبي فنحن فقط قليقين بشأنك).قال لوي و هو يرتدي جاكيته الآن.
(حسناً ما رأيكما ان تقلاني الى منزل هاري؟).سألت بينما ارتدي الجينز الذي اشتراه بين.
(لا! مستحيل انسي الامر).قال لوي و هو يمنعني عن الخروج من الباب.
(انني اتفق مع لوي فأنها فكره غبيه ان تذهبي اليه بينما كان على وشك ان يركع على ركبتيه ليتوسل اليك).قال بين و انفجر بالضحك.
(لا تجرأ و تضحك عليه!!!).صرخت على بين و انا ادفعه الى الخلف.
امسكني لوي و ارجعني بعيداً عن بين وصرخ (اهدأي!!).
(ان لم تريدان ان تقلاني فأنني لا امانع!!).صرختُ عليهما و انا ابعد يدا لوي عني و اخرج من الشقه.
مشيتُ في صمت الى منزل هاري الذي لم اجده الا بعد ان اتصلتُ بـبين و اخربني بأنه يجب ان يأتي و يقلني فهو خائف علي, لكنني اخبرته بأنها ليست بفكره جيده جداً بأن ابقى معهم, بعد ما تناقشنا كثيراً قرر بأن يخبرني الوصف لمنزل هاري, في الحقيقه اجد بين شخص طيب جداً و مهتم ايضاً, ان لوي محظوظ حقاً به.
انك فقط تردين هاري بأن يصبح مثله
هل حقاً اريد هاري بأن يصبح مثل بين؟ لا بالطبع لا فأنا لا اريده ان يصبح شاذاً!.
لا انك تريدينه ان يصبح مهتم بك اكثر من هو الآن
وصلت الى منزل هاري الآن و كنتُ اشعر بألم في صدري.
ماذا ان كان امام الباب؟ ماذا ان كان على الكنبه ينتظر عودتي؟, هل حقاً سيقنعني ان اعود اليه؟, هل حقاً سأعود اليه؟, هل ما فعله تافه لدرجه اغضب منه.
انتِ فقط تجدي عذراً حتى تبقي معه
هل علي حقاً ان اتحمل ضميري الغبي؟.
طرقتُ الباب و سمعتُ صراخ ميلا
(هاري افتح الباب فأنا منشغله بتجميع ما حطمت!).صرختْ ميلا و انا اسمع خطى تقترب الى الباب.
(سأفتح انا ميلا).كان هذا صوت جيما اخت هاري.
فُتح الباب و ظهرت اخت هاري, شهقت جيما عندما عانقتني و بدأت بالبكاء, تجمدتُ بمكاني و انا احتضنها, لا اعلم لما هي تبكي.
(لما تبكي جيما؟).سألتها و انا اهمس بأذنها.
(اعتقدتُ بأنك تركتي هاري حقاً).همست جيما و ابتعدت عني و نظر الي وقالت (لقد جن جنونه هذي المره).
(من على الباب جيما هل هو السباك؟).سألت ميلا و هي تخرج من الطبخ لتقابلني.
(ياالهي كارا).قالت ميلا و ركضت الي و احتضنتني بقوه.
(انتي بخير؟).سألت ميلا و انا انظر من حولي.
لقد تدمرت غرفه الجلوس بالكامل, التفاز محطم الى قطعتين, الاريكه ملقاه على الارض بالعكس, الوسادات منتشره في كل مكان.
(جميعنا بخير الا هاري).اخبرتني ميلا بعيناها المليئتان بالألم.
(لقد اتيت فقط لأجمع اغراضي و ارحل).اخبرتهم و انا امشي الى السلالم.
امسكتي جيما و قالت (ارجوك على القليله تحدثي اليه).
(لا! لا استطيع جيما انا اسفه فأنا لم اعد اهتم).اخبرتها و انا اسحب يدي منها و اكمل صعدوي للأعلى.
اعتقدتُ بأنني سأسمع صوت موسيقى عالي من غرفه هاري لكنني لم اسمع شيء و لا اهتم ان كان هو بخير او لا.
بالطبع انتي تهتمين ايتها الخرقاء
مشيتُ الى غرفتي في تذمر من صوت ضميري, دخلتها و وجدها على حالها.
اعتقدتُ لدقيقه بأن هاري سيدمر غرفتي بالاول, لكن ما راه الآن بأن هناك دب محشو باللون الابيض على السرير و هناك ورقه صغيره امامه.
كانت كتبِ مرتبه على حافه السرير و ايضاً الغريب بأن كمبيوتري المحمول كان فوق الكتب, هل يعقل بأن هاري رتب غرفه لأنه اعتقد بأنني سأعود معه؟.
مشيتُ الى حقيبتي البيضاء و فتحتها, وضعتُ الكتب في داخلها, و ايضاً كمبيوتري المحمول.
مشيتُ الى السرير الذي يحمل اغطيه بيضاء و صفراء, لا اعلم لما لمستُ الورقه و فتحتها.
"فأنتي لا تعلمين ماذا حدث بي عندما فكرتُ بأنك هربتي حقاً".
شعرتُ بأن قلبي يتقطع الى اجزء صغيره بهذي الكلمات البسيطه.
عادت ذكرياتي الى اول ليله نام معي هاري فيها على الاريكه , بأحرى عادت الى جملته "(اعدك بأنك ستشعرين بالآمان الآن اعدك بأنني لم اجعلك تخافي مني انني اعدك بأنني لم اجعلك تخرجين من هذا المنزل فأنتي لا تعلمين ماذا حدث بي عندما فكرتُ بأنك هربتي حقاً)."
هل حقاً ما فعله يجعله يستحق ما افعله له.
لا انه لا يستحق فكيف له ان يعلم بأنه سيألمك؟
لا اعتقد بأنه يستحق, لكن كان يجب ان يسألني لان هذا يعتبر احدى خصوصياتي.
انتِ تجدين اي سبب لتدافعي عنه
انا لا ادافع عنه!, انني فقط.
اوه انني حقاً اجد اي وسيله لأدافع عن هاري كم انا حمقاء!.
القيت الورقه على الارض و نظرتُ الى الدب المحشو, هل يعقل بأن هاري من اشتراه؟, ربما ابي من اشتراه لي كـاعتذار؟, ربما ايضاً صديق هاري من اشتراه لي.
انني مشوشه حرفياً!.
نظرتُ الى المرآه قبل ان اخرج من الغرفه, كان جاكيت هاري الجلدي لايزال علي, يجب علي ان اعيده اليه لا اعلم لما فقط علي ان ارجعه اليه قبل ان تركه نهائياً.
انتِ فقط تجدين اي سبب لتريه
انني اكره ضميري الآن!.
ربما انا حقاً يائسه لرؤيته, انني يائسه لدرجه اجد اي سبب يجعلني اراه.
خرجت من الغرفه اخيراً بعدما شعرتُ بأن عام كامل مضى الآن, جررتُ حقيبتي خلفي و اغلقت الباب خلفي.
مشيتُ بضربات قلب سريعه و عاليه الى باب غرفه هاري, لكنني تجمدتُ بمكاني عندما سمعتُ شهقات هاري من الداخل.
لا اعلم لما فتحت الباب من غير ان اطرق, لا اعلم حتى كيف مشيتُ الى سريره حيث كان هو مستلقي واضعاً الوساده على وجهه في محاوله يائسه لكتم شهقاته.
(هاري؟).همستُ و انا المس كتفه لأجعله يعلم بأنني انا هنا بجانبه.
سمعتُ ضحكات هاري القويه و هو يبعد الوساده عن وجهه وينظر الي بعيناي حمروتان بسبب البكاء.
(هل انتي حقاً امامي؟).قال و انفجر ضاحكاً.
(يستحيل ان تكوني حقيقيه يستحيل فهذا ما كنتُ اتخيله عندما تركتني لانا).قال هاري بضعف الذي جعل عيناي تمتلئان بالدموع.
(هاري).همست و انا اقترب اليه لكنه انفجر ضاحكاً مره اخرى و هو يبتعد عني.
(كم اتمنى ان كنتِ حقيقه حقاً كم اتمنى بأنني لم اصبح مجنوناً مره اخرى فأنا لا اريد ان اعود الى المصح العقلي مره اخرى انا لا اريد ان يتركني شخص اخر!).قال هاري و لاحظتُ بأن معصماه و يداه تنزف.
صعدتُ الى السرير اقترب اكثر الى هاري, لم يبتعد عني فقط اغلق عينه حتى يفتحها حتى اختفي من امامه على ما اعتقد.
لكنني لم اختفي, فقد مسكتُ يده و نظرت الى جروحه.
(يجب ان تتعقم).همستُ لنفسي على الاغلب.
نظرتُ الى هاري و لمستُ وجنتاه و قلت (هاري هاري انظر الي انني حقيقه انني امامك).
فتح عيناه و هربتْ بعض من الدموع منها, لكنني مسحتها قبل ان تصل الى وجنته.
(ياالهي ماذا فعلتُ بك).هسمتُ له و انا اجعل رأسه يرتخي على كتفي و اشعر بـانهمار دموعه.
(انت بخير هاري فأنا هنا الآن انت بخير انت بخير).همستُ هذي الكلمات البسيطه في اذنه في محاوله يائسه لمواساته.
انها  محاوله يائسه لتخمدي شعورك بالذنب
بقي هاري صامتاً عندما اخذته الى الحمام الموجود في الغرفه و نظفتُ جراحه و عقمتها و ايضاً للففتها, لكنه بقي صامتاً عندما جلعته يستلقي على السرير, كل ما كان يفعله هو النظر الي, ربما هو لا يصدق يأنني امامه حقاً.
(ستكون بخير لا تقلق).قلت لهاري و انا ابعد شعره عن وجهه البرئ.
نهضت من السرير لكن يده امسكتْ بمعصمي.
لم يقل اي كلمه منما جعلني انظر اليه.
(لما عدتِ؟).سأل و مره اخرى امتلئت عيناه بالدموع.
(لأخذ اغراضي و ارحل).قلتُ له و شعرت بالالم الذي كان في عيناه.
ترك يدي و بقي هادئ ينظر الى الطاوله التي كانت بجانب سريره.
نظرتُ الى اللوحه التي لم يكن عليها قطعه قماش الآن.
وضعت يدي على فمي لأمنع شهقتي التي ارادتْ ان تخرج عندما رأيت نفسي في اللوحه التي كان يرسمها هاري.
في اللوحه كنتُ ممسكه بكتاباً ما حيث ان هاري كان مستلقي علي بأبتسامه عريضه, ينظر الي بطريقه غريبه لم اراها الا عندما كنا بالمشفى, كنتُ اعلم بأنه رسمها منتظراً الربيع, لاننا في الشتاء الآن و في لوحته كانت الازهار متفتحه في الانحاء.
لاحظتُ ايضاً بأن ميلا كانت هناك مع طفل صغير قريباً الى ابنها ايزرا.
(لا استطيع ان انتظر الربيع الذي سيجعلنا نقترب من بعضنا لكن انظري الينا كارا, نحن نكره بعضنا البعض الآن, فأنتي تكرهيني جداً لانني نشرتُ ذلك الكتاب اللعين الذي دمر حياتي و مشاعري, الا يمكنك ان ترين بأنه مقدر لنا ان نكون معاً).قال هاري بهدوء و هو ينظر الي بعينان تذرف الدموع.
(فقط اخبرني بأنك تردني ان ابقى هاري).قلت له و انا اشعر بقلبي سيخرج من مكانه.
محاوله يائسه و غبيه بأن تبقي معه فهو يريدكِ انه يحتاجكِ الآن
نظر الي هاري و ابتسم بضعف و جعل دمعه تنزل من عيناه و هو يومأ برأسه و يبعد اللحاف ليجعل هناك مساحه لي.
انني حتى لم افكر عندما هرعتُ اليه و صعدتُ سريره و احتضنته بقوه.
(ربما لا استطيع ان ارى بأننا مقدرين لبعضنا لكن يمكنك ان تجعلني اشعر بأنه حقاً مقدر لنا بأن نكون معاً!).اخبرت هاري و انا اجعله يستلقي على صدري.
بطريقه ما كنتُ اعلم بأن هاري يشعر بالهدوء و الامان عندما يستلقي علي, و ايضاً بأنني لا اشعر بالامان الا ان كان هاري فوقي.
يدا هاري اصبحت من حولي و هو يشدني اليه بضعف.
(سأركع على ركبتاي ان كان هذا سيجعلك تبقين معي كارا).همس هاري.
(لا يحتاج هاري دعنا فقط ننام اتفقنا؟ غداً سنرى ماذا سنفعل).قلت له و انا اتأكد من اللحاف يجب ان يغطي هاري جيداً.
ماذا ان كنا حقاً مقدرين لبعضنا البعض؟ ماذا ان كان هو الشخص المطلوب؟ يستحيل ان احبه من الآن, اعني بأنني بالكاد اعرفه, لكن لدي هذا الشعور الذي يخبرني بأنه لا مفر من تجنب هاري, يا اما يظهر هو اما اظهر انا, لا يمكن لأحد منا ان يهرب من الاخر.

TrustWhere stories live. Discover now