♧ تحت سماء واحدة ♣

part 4

لم يستطيع رايان النوم بعد ان ارتفعت حرارة
توأمه بالامس ، اخد يراقبه بوجه يكفر عن
ذنبه... ما كان عليه دفع اخاه لذهاب للنهر
و المرح هناك..

أستيقظ من شروده حين زاولت دانيال نوبة سعال حادة كان الصغير يلهث بتعب و يتصبب عرقاً جسده ساخناً و محمر للغاية.. حدق دانيال بتوأمه هامساً بضعف " راي.. هذا مؤلم " ابتلع الأشقر رمقه بحزن.

ليس الآمر بيده!.. هو لا يستطيع دفع الآلم عن
توأمه أو حتى مشاركته به كل ما يستطيع فعله هو مراقبته و معاتبة نفسه ، امتدت يده لجبين
داني ليبتسم بخفه " لا تقلق.. جدي سيحضر
الطبيب حالاً " اومأ دانيال ليغمض عينيه
يغفو قليلاً ...رغم أن هذا مستحيل بسبب آلمه!
إلا أنه غفى لشدة تعبه.

لم يترك رايان توأمه وحيداً بل أخد يجالسه
في مرضه حتى انه رفض الخروج برفقة مايا
و بعض الاولاد الذين يماثلوه في السن فقط
حتى يطمئن على دانيال.

وضع رأسه لجانب سرير توأمه المريض.. يحدق
به بعينين ذابله ، لم ينم طوال الليل و الان
يشعر بالإرهاق الشديد.. حاول المكابرة دون
فائدة ..فقد اسبلت عينيه بالفعل و غط بالنوم
هو الآخر .

**********************

اخد الطبيب يتفقد جسد داني بوجه جامد
بدا الأمر يزعجه لطالما أخبر والدته ان صغيرها
لا يمتلك مناعة جيدة و هذا الإهمال قد يتسبب
في خسارتها للأطفال يوماً ما...

أخرج حقنة من حقيبته ليقوم بتعقيم يد الصغير و من فورة ادخل طرف الإبرة الحاد ليسمح للدواء لدخول لجسده ، آديلين إستمرت في المراقبة بصمت حتى إنتهى الطبيب من عمله.

أشار لهما الإقتراب ليقترب ريكاردو و بجانبه
إبنته.. ، " هو يحتاج لأجراء العملية فوراً "
اتسعت عينا آديلين لتحدق بصغيرها الشاحب
" هل حياته في خطر ؟! " نطقت بها بهتزاز
لم تتصور ان يتفاقم الامر بهذه السرعة!

هز الطبيب رأسه نافياً ليجيب " كل ما كان
علاجه أسرع كان الامر أفضل.. هو بعيداً
عن مرحلة الالم الناتجة عن مرضة.. لكن
اذا إستمر الامر.. فصدقيني سيدتي هو لن
يبقى دقيقة واحدة دون ان يعبر عن آلمه "

اخفضت آديلين بصرها للاسفل.. بينما يعانق
الحزن قلبها... هي تعلم هذا لكن ليس الأمر
بيدها.. هي تعمل و تعتني بهما.. كما أجبر
المسن نفسه على العمل ايضاً رغم كبره
إبتسمت بوهن " لا تقلق سيدي.. لقد دبرت
الأمر و قريباً جداً سأجري العملية له "

ابتسم الطبيب لينهض بعد إن وصف لداني
بعض الأدوية و المسكنات حتى يعود نشيطاً
كعادته ، ما أن غادر الطبيب حتى تلاشت
الأبتسامة عن وجهها