part 7

3.4K 293 209
                                    


اعتنقت روحه الحزن جواباً ..و البرود رداً لما حدث و في داخله ضباب عاصفة شبه وشيكه
تنذر بدماراً لا رجعة فيه ..لا يملك لها اي مأوى
و لا حتى وشاحاً يدفئه و لو قليلاً فقط تلك الصفائح المتساقطة في اعماقه تعكس كيان توأمه ..

هذه كانت حال صغيرنا رايان الان.. ففي كل مره
يحاول النظر من اتجاه مختلف يجد دانيال امامه
ينتظره و يبتسم له كعادته.. ، حدق بما بيده
و لم يكن سوى قطعة إيسكريم تماثل زرقتيه
لطالما احب داني هذه.. عكس راي الذي مقتها
و اشمئز من طعمها ..

لربما كان سبب شرائه لها هو فراغ قلبه.. ربما ؟!
من يعلم ؟! ..اخد يتناول القليل منها ليهمس
بخفه " فظيع!! " ابتسم قليلاً متخيلاً رد داني
لهذا.. لربما اظهر عبوسه المعتاد يؤنبه لأهانته
هذه.. او طلب منه ان يعطيه حصته.. نعم لا شك
بهذا هو الخيار الثاني بكل تأكيد

قهقه بخفه ليبتم بعدها يهمس بكل سعادة
" مدلل " ..ارتفع نظره يعانق غيوم السماء
بينما يسطح في باله ان توأمه شاركه النظر
لهذه السماء من قبل و حتى بعد فراقه لا شك
انه يراقبها بين حيناً و اخر و بطريقه عفوية.

ليجد و اخيراً اجابتاً أأنسته و لو قليلاً " يوجد
الكثير من العوالم!!.. لكنها تتشارك السماء
ذاتها ...سماءً واحدة.. مصيراً واحد "

كانت لهذه الكلمات دفئاً عميقاً في داخله و ما
اجملها حقاً ..لم يتوقع انه سيتقبل ابتعاد دانيال
بل لا يتخيل حياته دونه ..لكن و يوماً ما

كما قطعا ذلك الوعد.. هو سيزوره و يلمسه بيده
لا وهماً يراقبه اثناء نومه لذا لا داعي للجمود هكذا يجب ان يكمل حياته و يسعى لذهاب لزيارته فكلما تحرك اسرع كان وقت اللقاء اقرب نهض بينما يراقب الكثل الطائرة بأشكالها الغريبة... ليبتسم و يستدير عائداً للمنزل.

************

انتهاء داني من تجهيز نفسه لينزل للاسف
و ناظريه تجوب المنزل بذات دهشته الاولى
اثناء قدومه ، لطفلاً في مثل عمره عاش في منزلاً قديم الطراز هذا يعد شيئاً جديداً عليه..

تصلب مكانه يحدق بذلك الصغير ذاته.. لكنه
بدا مختلفاً ليس حزيناً باكياً بل بدا غاضباً يحدّجه بحقد.. ابتلع دانيال رمقه برتباك ليتحدث " انت.. لم نتعرف انا " لم يكد ينهي حديثه فقد فر الصغير هارباً ..دون ان يعطيه الفرصة لأكمال حديثه..

امتدت يد داني لأعلى رأسه تتلمس خصلاته دون
وعي فهو يتشارك ذات الصفة مع رايان و هي العبث بشعره عند الاضطراب .

تابع دانيال طريقه للاسفل نحو حجرة الطعام ليواجه ما لم يكن يتوقعه... والده و شقيقيه.. اضافةً لتلك السيدة فاخرة الملابس.. و في
اقصى اليمين يحتل المقعد الاكثر انتباهاً
كان جده ...

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن