part 28

3.3K 260 195
                                    


في تلك الساعات الثلاث التي تشابه السنوات في ضيق أحاسيسها .. كنت أتابع التحديق بدانيال و كيفية تعامله مع ذاك الغريب هناك . 
والدي ؟! أحقاً يمكن لأيٍ منا إعتباره هكذا !
لم أبدي ضعفي رغم التعب في بدني و ذلك الضغط الحائم على صدري ..

كان هو يتفقد أغراض المنزل و يعبث بالبعض
بطريقة أثارت ذلك حنقي ! لم ألحظ كمْ كانت قبضتي تتقلص بأحكام على الغطاء و كم كانت نظرات داني إلي تغرق بالقلق و الحزن . 

هو أقترب مني و يده تلامس خصلاتي بحنان ،
ما لم يعرفه أنيّ أشعر بذلك التردد ، بتلك الرجفة البسيطة به حين تحط يده على جبيني .. قد يسامحني على تصرفي ذاك ، لكني لا أنتظر نسيانه لكل شيء .. تحدث والد داني بنبرة صارمة ...
" داني .. أخبرتك ألا تقترب ... "

تفاجأت بما قال و بيد داني الهاربة عن جبيني
و بنظرة تأسف نحو والده ، ماذا عنى بألا تقترب ! كنت مشغولاً بتفكيري و لم أنتبه لنداءه بأسمي ، و حتى بعد سماعي لصوته بقيت أنشغل بأفكاري ، حتى سأم من ذلك و غادر المكان  ..

تنفست الصعداء و حينها تحدث داني في عتاب ...
" راي ، تصرفك سيء .. "

نظرت نحوه و قد طفح الغيظ بي ! ...
" لم أقل بأني سأقبله .. ثم من منا السيء ؟!
هو ظل يعبث بأغراضنا دون مراعاةٍ لوجودي .. "

صمت حين بح صوتي ليحل بدلاً عنه سعالٌ قوي
، و بعد مروره بسلام إقترب داني مني أكثر أخذ يحدق بي في صمت لمدة وجيزة ثم قال ...
" لا أنتظر منك تقبله فقط لا تكن سيئاً ! هو قابلك للمرةٍ الأولى و فقط كم كنت في نظره
سيئاً  .. "
-" من حسن حظه أن حظي عاثر ، لو لم أكن مريضاً لما جعلته يبقى لحظةً في المنزل ... "

" رايان ! .. "
أشحت ناظري عنه متجاهلاً لنداءه ، لم أرغب بالتشاجر فيما بيننا لأجله رغم كون دفاع داني
يغيظني أضعافاً ! ..

-" بأي حال ، متى سنذهب للمشفى  ..
أنا قلق بشأن والدتنا داني ... "
كنت آمل أن يتغير محور حديثنا ... إلا أنه إعتمد تواجده في إجابته عن سؤالي كذلك ..

" فقدت وعيك اليوم و بالكاد إنخفضت حرارتك
، أضف لذلك أن المساء حل بالفعل .. لا أدري لننتظر رأي والدنا بالأمر ... "
قوست شفتاي لأعود و أتجاهل بقية حديثه ، لا أظنني قادرٌ على مجادلته أكثر .. و مع تجاهلي قرر الإستجابة للصمت هو الآخر ، ثم نهض من جانبي يلاحق أثر والده ، يبدو أن علي تحمل الإحتكاك بذلك الرجل ، لأجل والدتي فقط ... 

*

لم يبدو على والده الراحة منذ أن رأى الرفض التام من رايان ، كان يعلم أن أباه لم يحاول قط ! هو فقط إستجاب لذلك بطريقة غير واضحة
ليس حزناً و حتماً ليس غاضباً .. ظل ينظر نحوه بثبات لـ يجفل فجأهة بصوتِ والده ينطق بأسمه ! إقتربَ دانيال منه ، ثم أجاب ...
" أردت تفقدك فقط ، أنت بخير ؟! "

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن